سياسة عربية

مجلس بلدي تونسي يلغي تسمية قاعة رياضية باسم الشهيد الزواري

الشهيد الزواري الأناضول
الشهيد الزواري الأناضول

كشفت مصادر تونسية النقاب عن أن المجلس البلدي في "قرمدة" في محافظة صفاقس جنوب تونس، صادق أول أمس الثلاثاء على إلغاء تسمية قاعة الشهيد محمد الزواري الذي أطلق على القاعة الرياضية المغطاة في قرمدة (أطلق عليها إثر اغتياله من طرف الموساد الصهيوني) وتعويضه باسم أول رئيس لجمعية اتحاد قرمدة.

وكتب الناشط في "قرمدة" حلمي شعري في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن اقتراح إلغاء تسمية قاعة الشهيد محمد الزواري الذي أطلق على القاعة الرياضية المغطاة بقرمدة، كان باقتراح من طرف نادر سحنون رئيس لجنة المالية.

وأضاف: "للتاريخ الذين صوتوا على إلغاء اسم الشهيد هم، السادة والسيدات: نادر سحنون، سهام الشعبوني، علي مطيبع، د. محمد القطي، فيصل القطي، سامي الجربي، خلود الجمل".

واعتبر شعري أن القرار بإلغاء إسم الشهيد محمد الزواري يمثل رسالة سلبية للمقاومة، وقال: "أي رسائل أردتم توجيهها بفعلتكم المخزية هذه؟ وعلى ما اجتمعتم: هل اجتمعت همتكم على توجيه رسالة غدر للمقاومة وخدمة مجانية للاحتلال؟".

وأضاف: "أنتم بقراركم هذا خذلتم فلسطين وأفرحتم الصهاينة.. وبأي وجه ستقابلون عائلة الشهيد وإخواننا في فلسطين؟ أي تبرير ستقدمونه لهم؟".

وتابع: "لقد انتخبكم أبناء قرمدة لتحسنوا من ظروف عيشهم وليس لتعتدوا على رمز من رموز المقاومة. عندما قدمتم استقالتكم من المجلس رجوت العديد منكم أن يواصل العمل من أجل مصلحة المنطقة ولكني اليوم ومن أجل فلسطين الحبيبة تمنيت لو أن هيئة الانتخابات قبلت استقالاتكم قبل أن تصوتوا على هذا القرار الفضيحة. ولعائلة الشهيد وأبطال فلسطين: هؤلاء لا يمثلوننا في قرمدة وقرارهم لا يعنينا"، وفق تعبيره.

 



وقد أكدت جمعيات من منظمات المجتمع المدني عاملة لفلسطين، أنها تبحث مع عدد من الهيئات القانونية والقضائية إمكانية رفع قضية أمام القضاء الإداري للتراجع عن هذا القرار.

 

وقالت النائبة في البرلمان التونسي المنحل فائزة هلال في حديث مع "عربي21": "أنا مستاءة مثل بقية أبناء الجهة التي تُعرف بولائها ودفاعها عن الحق الفلسطيني،وأنا أعتبر هذا القرار سياسي بامتياز في زمن الانقلاب على دستور الثورة 2014 وتدمير كل المؤسسات الدستورية بالبلاد. وكل الشعب التونسي تستغرقه مشاكله اليومية المعيشية في وضع اقتصادي ومالي لم تعرف البلاد مثيلهما.منذ الاستقلال".

 

وأكدت هلال أن "المهندس محمد الزواري شهيد المقاومة الفلسطينية هو فخر دعم التونسيين لمقاومة الفلسطينية وسهم بوصلتهم نحو قضيتهم وقضية انتمائهم لهذه الأمة".


وأضافت: "يأتي هذا القرار في إطار السماجة السياسية والمناكفات الغير محسوبة والغير مدروسة في معانيها ورسالئلها والمؤسف  ان نجد من صوت بنعم على هذا القرار من يدعي تبنيه للحق الفلسطيني".


وأعربت عن أسفها لأن "القرار غير قابل للطعن"، و"هو لا يخدم إلا الكيان في مشروعه التطبيعي في المنطقة العربية".

وكانت بلدية "العين" بمحافظة صفاقس قد أعلنت يوم 20 كانون الأول (ديسمبر) 2016، أربعة أيام فقط بعد عملية اغتيال الزواري، عن جملة من القرارات منها: إطلاق اسم الشهيد على النهج الذي يواجه منزله، وجعل ضريحه مُميّزا وله خصوصيات ليُعرف أنّه ضريح شهيد ويكون قبلة لكل من يريد زيارة قبره، وإطلاق اسم الشهيد المهندس محمد الزواري على أكبر ساحة في بلدية العين.

وقررت النيابة الخصوصية في بلدية قرمدة تسمية القاعة الرياضية المغطاة في قرمدة باسم قاعة الشهيد محمد الزواري للرياضة بقرمدة وذلك تكريما لروحه.

وفي 15 كانون الأول (ديسمبر) 2016، أعلنت الداخلية التونسية عن مقتل الزواري في صفاقس.

وسبق أن أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لـ "حماس"، أن الزواري أحد أعضائها، وأنه أشرف على مشروع تطوير طائرات بدون طيار، ومشروع غواصة مسيّرة عن بعد.

ويأتي قرار المجلس البلدي بقرمدة في محافظة صفاقس، في ظل جدل بين التونسيين حول تراجع مكانة فلسطين لدى القيادات السياسية النافذة في تونس، وأنباء عن وصول سياح إسرائيليين إلى تونس مباشرة من "تل أبيب"، جاؤوا للمشاركة في موسم "حج الغريبة" في جزيرة جربة، الذي يمتد بين 14 و22 أيار/ مايو الحالي.

 

إقرأ أيضا: مسؤول تونسي يكشف لـ"عربي21" تفاصيل جديدة بقضية الزواري


التعليقات (1)
عابر سبيل
الخميس، 26-05-2022 12:43 م
الذين وظفوا قيس سعيّد يقدمون له المساعدات كما فعلوا مع عبد الفتاح السيسي من قبل لتخريب اقتصاد تونس كما خربوا اقتصاد مصر، "حوار سعيّد" عبارة عن حوار بينه وبين من وظَّفَه، يعني أصحاب القرار في الدولة العميقة في تونس، وتحت غطاء محور الشر الغربي: [ فرنسا، أمريكا، بريطانيا، إسرائيل، ... ] ومحور الشر العربي: [ الإمارات، مصر، السعودية، البحرين، ... ] أما التونسيين الأحرار فلا علاقة تربطهم بـ"حوار سعيّد". الأفضل لتونس وللمسلمين عامة أن يكون قيس سعيّد بنفسه في مهب الريح، وليس حواره فقط، لتستريح تونس وكل من يحب لها الخير. # أنقذوا تونس يا شعب الثورة.