هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت "شبكة الجزيرة"، الخميس، أنها قررت إحالة ملف جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة إلى المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
وأوضحت "الجزيرة" في بيان لها، أنها قررت ملاحقة الاحتلال لدى محكمة الجنايات، وذلك بعد تشكيل تحالف قانوني دولي يضم خبراء دوليين لإعداد ملف كامل لتقديمه للمدعي العام للمحكمة.
وأضافت أن "شبكة الجزيرة تتعهد بتفعيل كل المسارات الممكنة لتقديم المسؤولين عن الاغتيال إلى منصات العدالة الدولية وأخذ جزائهم القانوني".
ونقلت القناة عن لويس أوكامبو المدعي العام السابق للمحكمة قوله إن "قرار التحقيق باغتيال شيرين بيد المدعي العام".
اقرأ أيضا: أسوشييتد برس: الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة "إسرائيلية"
وفي سياق متصل، منح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الأربعاء، شيرين أبو عاقلة وسام "الاستقلال من الدرجة الأولى".
وخلال احتفالات عيد الاستقلال الـ76 في الأردن، سلّم الملك شقيق أبو عاقلة وسام الاستقلال.
تفاصيل جديدة
نشرت النيابة العامة الفلسطينية تقريرها الذي خلصت إليه حول اغتيال شيرين أبو عاقلة، إذ أظهرت النتائج أن المقذوف الناري الذي أصاب رأس شيرين أبو عاقلة هو من النوع الخارق للدروع، ويحمل خصائص تُستخدم مع سلاح قناص.
وأوضح النائب العام أكرم الخطيب، في مؤتمر صحفي، عقده مساء الخميس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله أن أحد جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلق الرصاص على أبو عاقلة وأصابها في الرأس أثناء محاولتها الهرب للاحتماء، وأشار إلى أن إطلاق النار صوب الصحفيين كان بشكل مباشر ومتعمد.
وبيّن أن آثار المقذوفات النارية المتكررة في موقع اغتيال أبو عاقلة تدلل على نية القتل، منوها إلى أن ذلك يعززه استمرار جنود الاحتلال في إطلاق النار صوب كل من حاول الوصول إلى أبو عاقلة لإسعافها أو مساعدتها.
وشدد الخطيب على أن الوقائع التي تنفي وجود اشتباكات مسلحة في مسرح الجريمة، تظهر توفر أركان جريمة حرب ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن التحقيق سيكون حجر الأساس في ملاحقة المجرمين والقتلة.
وتابع أنه تم تكليف خبراء الأدلة الجنائية في الشرطة الفلسطينية بمعاينة مسرح الجريمة وسماع شهود الواقعة الذين كانوا متواجدين في مسرح الجريمة عند وقوعها، بالإضافة إلى رصد وتحليل عدد من مقاطع الفيديو التي وثقت الجريمة، بالإضافة إلى إحالة المقذوف الناري المستخرج من الجثمان والخوذة والسترة الواقية التي كانت ترتديها أبو عاقلة إلى مختبر الأدلة الجنائية لإجراء الخبرة الفنية اللازمة وإعداد تقرير فني.
وتابع أنه بعد أن قام الصحفيون الأربعة بالإجراءات المتعارف عليها في التغطية الميدانية بأن قاموا بكشف أنفسهم ولباسهم الصحفي لقوات الاحتلال بدأوا بالتقدم في الشارع الفرعي مسافة أمتار قليلة ولم يصدر عن قوات الاحتلال أي إشارة تفيد بعدم الاقتراب أو التراجع، ومباشرة بدأت قوات الاحتلال المتمركزة في وسط الشارع بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم، الأمر الذي دفع الصحفيين للانسحاب من المكان ومحاولة الاحتماء، وأثناء ذلك أصيب الصحفي علي سمودي برصاصة مباشرة في الجهة العليا اليسرى من الظهر، واستمر جنود الاحتلال باستهداف الصحفيين رغم محاولتهم الهروب من المكان حيث كان إطلاق النار بشكل متقطع ومباشر.
وأكد الخطيب "أنه ثبت قيام أحد أفراد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة في منتصف الشارع الفرعي بإطلاق عيار ناري أصاب الصحفية أبو عاقلة بشكل مباشر في الرأس من الجهة الخلفية اليسرى أثناء محاولتها الهرب من الطلقات النارية المتتالية التي أطلقها جنود الاحتلال، وهذا ما أكده تقرير الطب الشرعي من أن سبب الوفاة هو تهتك مادة الدماغ الناجمة عن الإصابة بمقذوف ناري في الرأس من الجهة اليسرى إلى اليمين، وبمسار من الأسفل للأعلى ومن الخلف للأمام، بما يفيد أن الشهيدة أبو عاقلة كانت في وضعية هروب وانحناء للأمام، وتبين ذلك من خلال جرح المدخل ومسار المقذوف الناري الذي ارتطم بعد خروجه من الجمجمة بالجدار الداخلي لخوذة الرأس، وارتد ليستقر داخل أنسجة الدماغ المتهتكة أسفل جرح المخرج".
وأضاف أنه "وبناء على حجم التهتك الواسع والكسور المتعددة لعظمة الجمجمة فإن المقذوف الناري الذي قتل أبو عاقلة هو من المقذوفات النارية ذات السرعة العالية جدا، ومن خلال التقرير الفني الخاص بفحص المقذوف الناري المستخلص من رأس الشهيدة وخوذة الرأس ومعاينة مسرح الجريمة، تبين لنا أن المقذوف الناري الذي أصاب رأس الشهيدة أبو عاقلة وقتلها يحتوي في مقدمته على جزء حديدي "ستيل" خارق للدروع ومرمز باللون الأخضر، ووفقا للمعايير المعتمدة للذخيرة لحلف شمال الأطلسي، فإن هذه الذخيرة خارقة للدروع وأن المقذوف الناري على الرغم من كونه خارقا للدروع لم يخترق جدار الخوذة، وذلك نظرا لتغير الوسط بعد اصطدامه بعظام الجمجمة، حيث بدأ المقذوف بتغيير حركته الكلاسيكية، ما أدى إلى خروجه بوضعية مختلفة عن دخوله، وهذا ثابت من العلامات الموجودة على الخوذة، وكذلك من اختلاف جرح المدخل عن جرح المخرج".
وقال إنه "تبين من فحص المقذوف الناري أنه من عيار 5.5.6 مليمتر، وأنه يحمل علامة وخصائص عامة وفردية تتطابق مع العلامات العامة لسلاح من نوع "ميني فورتي روجر" وهو سلاح نصف آلي قناص، وتبين أيضا أن المقذوف الناري قد أصاب رأس الشهيدة بشكل مباشر، ولم يصطدم بأي جسم صلب آخر قبل إصابة رأس الشهيدة أبو عاقلة، وأن مصدر إطلاق النار كان بشكل مباشر من الناحية الجنوبية لمكان وقوف الشهيدة ومن معها، أي من مكان تمركز قوات جيش الاحتلال ومن نقطة ثابتة من منتصف الشارع ما بين 170 إلى 180 مترا".
وبين أن آثار إطلاق النار الموجودة على جذع الشجرة في مسرح الجريمة كانت متركزة ومتلاصقة جميعها وبتتبع مساراتها تبين أنها أطلقت من موقع نقطة واحدة وهو نفس موقع مطلق النار على الشهيدة، هذا إلى جانب أن ارتفاعات آثار المقذوفات النارية على الشجرة المذكورة بارتفاعات أقلها 127 سم وأكثرها 178 سم عن الأرض، يدلل أن مطلق النار كان يستهدف الأجزاء العلوية للجسم ما يؤكد نية القتل.