مراعاة رغبة الحليف الإيراني الذي وقف ولا يزال مع الحركة، في الوقت الذي تخلى به عنها غيرها، ليست مطلقة ولا تكون على حساب المصالح العليا
ثانيا: من الناحية السياسية
إن مراعاة رغبة الحليف الإيراني الذي وقف ولا يزال مع الحركة، في الوقت الذي تخلى به عنها غيرها، ليست مطلقة ولا تكون على حساب المصالح العليا.
إن من يسهب بمسألة حاجة المقاومة لإيران يتجاهل حاجة الإيرانيين للمقاومة بشكل قد يكون أكبر من حاجتها لهم.
ومن يقارن مع حركة الجهاد فهو مخطئ أيضا، فهي ذات تبعية كاملة لطهران، ولا يمكن القياس عليها، وحضورها الفلسطيني لا يتبعه حضور مماثل في الشارع العربي والإسلامي مثل حماس، ومع ذلك، فهي أحيانا تكون أقل وضوحا في مديح إيران.
السؤال عمليا: ما الفائدة التي ستجنيها المقاومة من نظام معطوب بالكامل، ولا يملك من أمره شيئا، وطيران الاحتلال يفعل ضد الأهداف الإيرانية عنده ما يشاء؟
إن التواجد في سوريا حاليا لا فائدة منه، والتبعات السلبية له أكبر بعشرات المرات.
ما الفائدة التي ستجنيها المقاومة من نظام معطوب بالكامل، ولا يملك من أمره شيئا، وطيران الاحتلال يفعل ضد الأهداف الإيرانية عنده ما يشاء؟
ثالثا: من ناحية التوقيت
زاد الحديث في الآونة الأخيرة حول تقارب محتمل بين المقاومة التي خرجت من دمشق في 2011، ونظام بشار الأسد، بالتزامن مع فضيحة مجزرة التضامن التي لا تزال صورها عالقة في الأذهان والشهادات الحية التي تقدم في الولايات المتحدة وألمانيا حول فظائع النظام، والتي تحظى بتفاعل وتعاطف شعبي كبير، وعليه فارتكاب خطيئة التقرب من نظام دموي مثل نظام بشار ستكون بمثابة طوق نجاة له، وفرصة لإلهاء الناس بانتقاد المقاومة الفلسطينية بدلا من فضح ذلك النظام الدموي وتداول المواد التي تدينه.
رابعا: من ناحية الرصيد الشعبي
إن حركات المقاومة تستمد حضورها وثقلها من رصيدها الشعبي، لا من موازين القوى وسياسات المحاور والأحلاف، وعليه فالتقارب مع نظام بشار الأسد سيكون بمثابة انتحار على المستوى الشعبي.
الرهان على الذاكرة القصيرة للناس ليس محمود العواقب، فهناك من يرصد ويستثمر ويوظف تلك القصص والأحداث لصالح تشويه خصومه كلما أراد ذلك
المراقب يعي أن الشعب الفلسطيني بغالبيته الساحقة ضد إيران وضد بشار. هل يمكن أن يكون الشيخ رائد صلاح وبسام جرار وغالبية الرموز الفلسطينية المقاومة في مربع والمقاومة بقادتها حاليا في مربع آخر؟!
إن الرهان على الذاكرة القصيرة للناس ليس محمود العواقب، فهناك من يرصد ويستثمر ويوظف تلك القصص والأحداث لصالح تشويه خصومه كلما أراد ذلك.
الخلاصة
إن حركة المقاومة التي تنطلق من مرجعية إسلامية لا يمكنها بحال تجاهل أولوية الانسجام مع الأخلاق والمبادئ، التي تنحاز للمظلوم وترفض الانحناء للظالم الذي أوغل بدماء شعبه وأغدق عليهم ببراميله المتفجرة.
بواسطة: أبو العبد الحلبي
الجمعة، 24 يونيو 2022 07:45 صلقد صدقت أخي الكريم بقولك (المراقب يعي أن الشعب الفلسطيني بغالبيته الساحقة ضد إيران وضد بشار) و توجد على ذلك أدلة كثيرة جداً ، و هذا الشعب بالذات لا توجد عنده ذاكرة السمك القصيرة لينسى ما فعلته عصابة بشار و من قبله عصابة حافظ و كذلك عصابات إيران بحق أهل فلسطين في سوريا و لبنان قتلاً و تدميراً و تهجيراً و فقط كمثالين (مخيم اليرموك و مخيم تل الزعتر) و الغريب أنهم لم يسمعوا أن غالبية قتلى مجزرة التضامن الأخيرة كانوا من أبناء فلسطين . حين ضرب ترامب مادة الإسفلت في مطار الشعيرات ، تداعت تلك القلة المؤيدة لبشار إلى وقفة في الساحة الرئيسية في إحدى مدن فلسطين الكبرى احتجاجاً على أمريكا . تابعت الموضوع فإذا الوقفة التي نشروا صورة لها فيها حوالي 5 أشخاص أي تقريباً بعدد أصابع القدم الواحدة !!
لا يوجد المزيد من البيانات.