هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قدمت منظمات حقوقية شكوى طالبت فيها فرنسا بفتح تحقيق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يزور البلاد بتهمة التواطؤ في تعذيب خاشقجي وإخفائه القسري.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن الرئيس إيمانويل ماكرون سيتطرق إلى مسألة حقوق الإنسان مع ابن سلمان خلال عشاء يجمعهما مساء الخميس.
وأكد قصر الإليزيه: "كما يفعل كلما التقى محمد بن سلمان، فسيتطرق (ماكرون إلى هذه المسألة) بشكل عام وسينتهز المناسبة للحديث عن حالات فردية".
وقالت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN)، ومبادرة عدالة المجتمع المفتوح (OSJI) ومنظمة ترايل الدولية (TRIAL International)، إنها قدمت شكوى مكونة من 42 صفحة أمام محكمة باريس بحجة أن ابن سلمان متواطئ في التعذيب والإخفاء القسري لخاشقجي، وأن هذه جرائم تخضع للملاحقة المحلية في فرنسا.
وتذكر الشكوى أن ابن سلمان لا يتمتع بحصانة من الملاحقة القضائية لأنه كولي للعهد ليس رئيسا للدولة.
وقالت سارة لي ويتسن، المديرة التنفيذية لمنظمة (DAWN): "ينبغي على السلطات الفرنسية فتح تحقيق جنائي على الفور ضد محمد بن سلمان لدوره في جريمة القتل البشعة لجمال خاشقجي".
اقرأ أيضا: "لاكروا": إعادة تأهيل ابن سلمان بعد مقتل خاشقجي مستمرة
وتابعت: "بصفتها طرفا في اتفاقيات الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري، فإن فرنسا ملزمة بالتحقيق مع مشتبه به مثل ابن سلمان إذا كان موجودا على الأراضي الفرنسية".
ويواجه ابن سلمان دعوى مدنية بشأن جريمة القتل رفعتها منظمة (DAWN) وخطيبة خاشقجي خديجة جنكيز في الولايات المتحدة.
ويعترف القانون الفرنسي بـ "الولاية القضائية العالمية" في جرائم التعذيب والإخفاء القسري. وهذا يعني أن السلطات القضائية مخولة - وفي حالة التعذيب والإخفاء القسري، مطالبة - بالتحقيق في هذه الجرائم ومقاضاة مرتكبيها بغض النظر عن مكان ارتكابها، وبغض النظر عن جنسية المشتبه فيهم أو ضحاياهم، طالما أن المشتبه فيه متواجد على الأراضي الفرنسية.
وقالت المنظمات إن قضايا الولاية القضائية العالمية تعتبر جزءا مهمًا بشكل متزايد من الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين عن الفظائع، وتوفير العدالة للضحايا الذين ليس لديهم مكان آخر يلجأون إليه، وردع الجرائم المستقبلية، والمساعدة في ضمان ألا تصبح البلدان ملاذات آمنة لمنتهكي حقوق الإنسان.
وقال جيمس غولدستون، المدير التنفيذي لمبادرة عدالة المجتمع المفتوح: "من خلال الاجتماع مع ولي العهد على الأراضي الفرنسية، بينما يظل المعارضون السعوديون محتجزين ظلمًا، ومحاصرين في البلاد من خلال حظر السفر، واستهدافهم في الخارج، يخاطر الرئيس ماكرون بالمساهمة في التطبيع الخطير لرجل وحشي".
وشدد قصر الإليزيه على أن العشاء بين ماكرون وابن سلمان ضروري نظرا إلى الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا والأزمة الغذائية في الشرق الأوسط والمخاوف المرتبطة ببرنامج إيران النووي.
وقالت الرئاسة الفرنسية: "إذا أردنا مواجهة تداعيات هذه الأزمات من جهة والتأثير في المنطقة من أجل مصلحة الجميع، فإن السبيل الوحيد هو الحديث إلى الأطراف الرئيسيين جميعا".
وتأتي زيارة ولي العهد السعودي إلى باريس بعد أسبوعين من محادثات أجراها في السعودية مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.