هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر ضابط إسرائيلي رفيع المستوى من
المخاطر المترتبة على حالة "الانقلاب الديمغرافي" الحاصلة في الأرضي
الفلسطينية المحتلة، حيث تحول اليهود إلى أقلية في فلسطين المحتلة.
وأوضح جنرال احتياط، شاؤول أرئيلي، في مقال له بصحيفة
"هآرتس"، أن "كرة الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين توجد في يد
الطرفين، والسؤال: هل القيادة الإسرائيلية تقود إسرائيل بشكل واع نحو هدف
استراتيجي مقبول على المجتمع الإسرائيلي - اليهودي والعربي؟".
وأكد أرئيلي أن "إسرائيل تسير نحو واقع من شأنه أن
يقوض كل المشروع الصهيوني، وهذا الأمر لا يدركه الجمهور الإسرائيلي المصاب بالعمى
بخصوص التهديدات المستقبلية التي يمكن أن تؤثر على مصيره ومستقبله"، منوها
بأن "إسرائيل ومنذ قرار التقسيم (فلسطين) في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947
وحتى "حلم السلام لترامب" في كانون الثاني/ يناير 2020، لم تتخذ
الحكومات الإسرائيلية أي قرار يتبني حل الدولة الواحدة، والكنيست لم تناقش هذه
الاحتمالية".
وحسب ما صدر عن "الإدارة المدنية"، اليهود منذ
2020 وهم أقلية بواقع 49 في المئة، من إجمالي السكان الذين يوجدون غرب نهر الأردن.
وزعم أرئيلي، أن "هذا هو الانقلاب الديمغرافي الثاني
الذي حدث خلال أقل من 100 سنة، الأول كان في 1949 بعد الحرب، الذي حول اليهود إلى
أغلبية (في فلسطين المحتلة) على مساحة 78 من البلاد، والانقلاب الديمغرافي في 2020
مر بهدوء مفاجئ رغم الإمكانية الكامنة والمتفجرة المدفونة فيه".
وأشار إلى أن "معظم الجمهور اليهودي في إسرائيل يعتبر
نفسه يميني ويصوت للأحزاب اليمينية، كما أن معظم الجمهور اليهودي يؤمن بوجوب
الانفصال عن الفلسطينيين".
وذكر أنه "تم فحص تأييد الجمهور اليهودي لحلول سياسية
مختلفة في سبعة استطلاعات أجريت في الأعوام 2018 – 2022، وطلب من المستطلعين تحديد
الاحتمال الأفضل لهم من بين 4 احتمالات هي؛ اتفاق سياسي مع الفلسطينيين على دولتين
لشعبين، انفصال إسرائيلي أحادي الجانب عن الفلسطينيين، يشمل إخلاء مستوطنات نائية،
وانكفاء خلف جدار الفصل، وبقاء الجيش الإسرائيلي على الأرض إلى حين التوصل إلى
اتفاق دائم؛ ضم أحادي الجانب لمناطق الضفة الغربية وأخيرا استمرار الوضع الراهن".
وأشار الاستطلاع الأخير الذي أجري في حزيران/ يونيو 2022،
إلى أن أكثر من 60 في المئة من اليهود أيدوا حل الانفصال عن الفلسطينيين (اتفاق
سياسي أو انفصال أحادي الجانب)، و16 في المئة أيدوا ضم أحادي الجانب للمناطق، وهنا
تجد الإشارة بحسب الجنرال إلى أن "تأييد الانفصال عن الفلسطينيين تآكل مع
مرور الوقت".
وفي المقابل، "في 2018، نحو 75 في المئة من الجمهور
الإسرائيلي أيدوا اتفاقا سياسيا أو الانفصال، ولكن يظهر أنه من استطلاع إلى آخر
أخذ هذا العدد بالتقلص، ومن يؤيدون الانفصال لم ينتقلوا إلى دعم الضم أحادي
الجانب، بل إلى استمرار الوضع القائم، مقابل 10 في المئة أيدوا هذه الاحتمالية في
2018، وفي 2022 أيدها أكثر من 20 في المئة".
ونبه بأن "تأييد الضم بقي على حاله، لكنه ارتفع إلى
25 في المئة تقريبا بسبب خطة دونالد ترامب والدعوة العلنية لرئيس الحكومة في حينه
بنيامين نتنياهو لضم مناطق لإسرائيل"، مؤكدا أن "الجمهور اليهودي لا
يؤمن بأن حل الدولتين ما زال قابلا للتحقق (60 في المئة)، كما أن ذات الجمهور
اليهودي يعارض بشدة حل دولة واحدة من البحر إلى النهر".
اقرأ أيضا: أربع ثغرات للعدوان على غزة تظهر هشاشة جيش الاحتلال
وأضاف: "في حين المعارضة لدولة
واحدة ديمقراطية مع حقوق متساوية لليهود والعرب شديدة بشكل خاص (80 في المئة في
أوساط الجمهور اليهودي)، والمعارضة لدولة غير ديمقراطية يكون فيها للفلسطينيين
حقوق مقيم وليس حقوق مواطنة كاملة، تصل لـ53 في المئة، ومع ذلك، ثلث الجمهور
اليهودي مستعد لقبول احتمالية دولة يهودية غير ديمقراطية من البحر حتى النهر".
ولفت إلى أن "الجمهور اليهودي غير معني بدولة واحدة،
لكنه لا يقلق من احتمالية أن تتحول إسرائيل لمثل هذه الدولة، علما بأن 80 في المئة
منه تعتقد أننا بعيدين جدا عن هذه الاحتمالية"، منبها بأن عدم معرفة الواقع
الديمغرافي يدل على رؤية مشوهة للحقائق".
وأكد أن "اليهود اليوم أقلية في "أرض إسرائيل
الانتدابية"، موضحا أن "الأغلبية الساحقة من الجمهور اليهودي تعتقد أنه
يجب أن يكون فيها أغلبية، على الأقل 70 في المئة من اليهود كي تستطيع مواصلة
اعتبار نفسها دولة يهودية".
وفي المقابل، الجمهور العربي في فلسطين المحتلة عام 1948،
معظمه لا يؤمن بأنه يمكن التوصل لاتفاق سياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بحسب
أرئيلي، الذي أكد أن "الجمهور الإسرائيلي (وربما أيضا القيادة) تسير بشكل
أعمى نحو واقع لا يريده أبدا".
وقال: "الإسرائيليون غير واعين للعملية الزاحفة لخلق
الدولة الواحدة التي يعارضونها، هم ينكرون الواقع الديمغرافي الذي لا يسمح بقيام
دولة يهودية بين البحر والنهر، ولا يعرفون التغيرات الهامة في مزاج العالم بالنسبة
"للوضع الراهن" أو الحساسية المتزايدة في العالم إزاء عدم المساواة".
ونقل الجنرال عن "يهوشفاط هركابي" ما أورده في
كتابه "قرارات مصيرية حاسمة" الصادر عام 1968، أن "إسرائيل تبحر
بشكل أعمى نحو جبل جليد، لكن ما زال يمكن الاستيقاظ وتغيير الاتجاه وتجنب الاصطدام
به".