كشف
خبير
إسرائيلي عن تطورات جرت مؤخرا في تدخل
روسيا العسكري في إدارة ما يجري من أحداث
في
سوريا، ملمحا إلى أن هذه "التطورات" ستغير حسابات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال
المحلل العسكري والأمني رونين بيرغمان، في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"
العبرية: "خلق الغزو الروسي لأوكرانيا موجات صدى تؤثر على العالم كله؛ نقص في
الطاقة، وزيادة ميزانيات الدفاع، وتوريد سلاح، والتخوف من مواجهة نووية".
وذكر
أنه خلال "الشهرين الأخيرين، ظهر واضحا تأثير الحرب على التدخل الروسي في مناطق
بعيدة عن كييف ودونيتسك؛ مثل الشرق الأوسط (سوريا)"، منبها بأن "تركيز الكرملين
والجيش الروسي على المواجهة المتواصلة يعطي مؤشراته أيضا على موقع آخر يرى فيه الرئيس
بوتين أنه استراتيجي".
ونقلا
عن مصادر غربية وإسرائيلية مطلعة، كشفت "نيويورك تايمز"، الخميس، أن
"روسيا أخرجت من سوريا أجزاء من قوتها المقاتلة، التي استبدلت بها شرطة عسكرية، ونقلت
قيادات عليا لتعزيز المنظومة في أوكرانيا".
كما
أكدت مصادر أمنية إسرائيلية وغربية، أن وزارة الدفاع الروسية في الفترة الأخيرة يبدو
أنها باتت "تتدخل أقل فأقل في الإدارة الجارية لما يجري في سوريا، بما في ذلك
التنسيق العسكري مع إسرائيل".
وذكر
أن "روسيا قبل بضعة أسابيع أخرجت من سوريا بطاريات صواريخ "إس-300"، التي تسببت بقلق شديد في إسرائيل منذ نصبت هناك في 2018".
وأوضح
أن "البطاريات نقلت إلى أوكرانيا، حيث تستخدم صواريخ أيضا لغرض إطلاق النار على أهداف
برية، وهذه التطورات كفيلة بأن تغير حسابات إسرائيل بالنسبة لتدخلها في سوريا ومساعدتها
لأوكرانيا".
وقال
بيرغمان: "في إسرائيل يفسرون الخطوة الروسية باحتياجات تكتيكية عسكرية في أوكرانيا
وليس كرسالة إلى تل أبيب، وكأنها الآن حرة في العمل كما تشاء في سوريا، ومن جهة أخرى،
إزالة البطارية يقلل بشكل كبير التهديد على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي التي تواصل
العمل في سوريا".
وأضاف:
"لرد الهجمات الجوية لإسرائيل في سوريا، طلبت دمشق في حينه أن تشتري من روسيا
صواريخ مضادة للطائرات من طراز "إس-300"، لكن روسيا رفضت، ولكن بعد إسقاط
طائرة الاستطلاع الروسية أثناء غارات لطائرات إسرائيلية في 2018، غيرت الاتجاه، وأعلنت
أنها ستزود سوريا بمنظومة السلاح".
وأكد
أن "مجرد وجود البطارية في سوريا أثار مخاوف إسرائيل؛ فالبطارية هي أحد الأسباب
المركزية لرفض تل أبيب تزويد أوكرانيا بسلاح وجودي، أو أن تندد بشدة أكبر بالغزو الروسي
لأوكرانيا، وفي إسرائيل خشوا من أنه في ضوء مثل هذه الخطوات من شأن روسيا أن تنقل قيادة
استخدام الصواريخ لسوريا، الأمر الذي كان كفيلا بأن يمس بحرية طيران سلاح الجو الإسرائيلي،
ولو أبقت القوات الروسية في حجرة القيادة لامتنعت إسرائيل عن المس بها".
ونوه
الخبير الأمني بأن "إسرائيل يمكنها الآن أن تواصل الهجوم في سوريا، بل وأن تخشى
أقل من نقل البطارية إلى سوريا"، مضيفا: "تعبير محتمل عن التخوف المتقلص
يمكن أن نجده في إقرار مصدر إسرائيلي أن تل أبيب تقدم لأوكرانيا مساعدة استخبارية كي
تحسن قدراتها في العثور وإسقاط المسيرات الإيرانية".
وبحسب
مصدر أوكراني رفيع المستوى، "طلبت إسرائيل من أوكرانيا أن تحصل على بقايا المسيرات
الإيرانية التي سقطت أو تفجرت في أراضيها كي تجري عليها الفحص والتحليل".