الكوبرا عضت الثعبان، والثعبان عصر الكوبرا،
الكوبرا ماتت من الخنق، والثعبان مات من السم، ولم ينتصر أحد!! إن كان هذا حال
أصحاب العرق الواحد، فما بالكم بمن جاؤوا من بقاع الأرض (المحتلون اليهود)،
أعراقهم مختلفة، تغلبهم العنصرية والكراهية، يجمعهم الخوف من الفلسطينيين، ينفثون
سمّهم على بعضهم كلما كانت لديهم معارك انتخابية أو مصالح سياسية؟
كلما تسارع الزمن شعرت "
إسرائيل"
بالخناق أكثر وأكثر، هذه المرة زادت عليها نزعات الموت، خلافات سياسية داخلية،
وكراهية شديدة ظهرت في مونديال كأس العالم، وتفشي الجريمة وتنامي العنصرية، وتآكل
للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين.
البداية كانت مع مونديال كأس العالم في
قطر، شاهد المحتل "الإسرائيلي" مدى الكراهية والرفض لدى العرب وغيرهم، فمراسل
يديعوت أحرونوت في قطر قال: "في قطر عرفت مدى كراهية العرب "لإسرائيل"،
يريدون مسحنا من على وجه الأرض، سنغادر من قطر بشعور سيئ للغاية. الفلسطينيون والإيرانيون
والقطريون والمغاربة والأردنيون والسوريون والمصريون واللبنانيون ينظرون إلينا في
الشارع بنظرات كُره".
كلما تسارع الزمن شعرت "إسرائيل" بالخناق أكثر وأكثر، هذه المرة زادت عليها نزعات الموت، خلافات سياسية داخلية، وكراهية شديدة ظهرت في مونديال كأس العالم، وتفشي الجريمة وتنامي العنصرية، وتآكل للمشروع الصهيوني على أرض فلسطين
جيروزاليم بوست كتبت: "القومية
العربية حيّة وفي وضع جيد في كأس العالم في قطر". إذاً جرائم المحتل
الإسرائيلي لاحقته، ولم تسقط في التقادم، فأدرك "الإسرائيلي" أن طوق
النجاة المتمثل بـ"اتفاقيات التطبيع"، لم تسفعه البتّة، بل زادت عليه مستوى
الكُره وعدم القبول.. هكذا "إسرائيل" يُنظر لها من الخارج، فكيف بها من
الداخل؟!..
مشهد آخر يتحدث عن نفسه، ضابط الشاباك
السابق جونين بن يتسحاق: "بن غفير سيفكك الجيش من الداخل ولن يبقى لنا جيش"،
أمّا
نتنياهو فيحرص على النجاة من الإدانة في ملفات
الفساد، فهو ذاته صاحب الماضي والحاضر
المضطرب، وتدور حوله الشكوك في الصمود مع حلفائه مثل بن غفير وسموتريتش وغيرهما. ورغم
ما يجري يتطلع لإقامة حكومة بأي ثمن
لإنقاذ نفسه بالقانون الفرنسي، وفرض بند التغلب على المحكمة العليا، ويتلاعب
بمنظومة "القانون والسياسة والتشريع"، وسيُغرق الجميع في سبيل نجاته
سياسياً وسلطوياً.
من جهة
أخرى، بن غفير تبقى قدرته على تنفيذ ما وعد به مرهونة بموافقة شركائه في الحكومة،
فلن يكون سهلاً عليه تطبيق ما ذكره، لأن تجربة ليبرمان الفاشلة سبقته في تهديد غزة،
في وعيده بالقضاء على المقاومة، ففشله لا زال حاضراً لدى المستوطنين حتى يومنا
هذا.
بن غفير
يظن نفسه بطلاً، لكنه لا يدري أن حقلا من الألغام بانتظاره، فترهيبه ووعيده للبدو
الفلسطينيين الرحّل داخل النقب المحتل، وتعريضهم للخطر المباشر من خلال رعي ماشيتهم
في مناطق مفتوحة قرب قواعد عسكرية ما يجعلهم عرضة لإطلاق النار، والتضييق عليهم في
البناء ونيل حقوقهم، سيكون صاعق انفجار لتلك الألغام المرتقبة، فأرض النقب ربما
تكون نقطة مواجهة محتملة.
أما الصهيونية
الدينية التي تمثل نصف مليون مستوطن من مستوطنات الضفة الغربية، فستؤجج الصراع
القائم داخلياً، وستساهم ببلوغ النزعة العنصرية إلى ذروتها. من البداية طالب
سموتريتش بسن قانون عدم منح الجنسية الإسرائيلية للأحفاد اليهود الذين ولدوا خارج
أرض فلسطين، ومطالبة نتنياهو بسن قانون التغلّب، الذي يقيّد صلاحيات المحكمة
العليا وتقليص مهامها. عضو الكنيست غادي أيزنكوت في لقاء مع "يديعوت أحرونوت"
دعا إلى موجة احتجاج ضد الخطوات المخطط لها في الحكومة المقبلة، المتمثلة بتقييد المحكمة
العليا وسلسلة طويلة من التغييرات المثيرة للجدل.
وأشار أيزنكوت
"رئيس الأركان الأسبق": إذا أضر نتنياهو بالمصالح القومية لدولة إسرائيل،
وبالديمقراطية والتعليم الرسمي، والجيش، فإن طريقة التعامل معه هي إخراج مليون شخص
إلى الشوارع. لقد أجهز نتنياهو على المؤسسة الرسمية "الإسرائيلية".
لن يتوانى نتنياهو عن تفريغ المؤسسات والوزارات من مهامها، ليكون مركز القرار بيديه وبين جدران مكتبه، ولا شك أن لذلك ثمنا
خلاصة الأمر، بن غفير وسموتريتش ودرعي
سيستخدمهم نتنياهو لمرة واحدة ووفقاً لرغباته، لقد فعل ذلك بليبرمان وجدعون ساعر
وشاكيد ولبيد، الذي شغل معه وزيراً للمالية في حكومته السابقة، فالملوك يستخدمون
العبيد عند الحاجة، ويستبدلونهم بآخرين بعد انقضاء المصلحة.
مما سبق، أحدث نتنياهو تغيرات في عملية
صنع القرار، فقد حوّل جهاز الأمن القومي أداة تخدم رؤيته، وأصبح رئيسه آنذاك مائير
بن شبات موظفا يعمل في مكتب رئيس الوزراء، ورجل أسراره ومبعوثه لكل المهام التي
تخدمه.
وفقاً للمراقبين فإن نتنياهو، سيستغل ضعف المستوطنين
المتطرفين، في مجال خبرتهم وكفاءتهم في عالم السياسة، سيلبي رغباتهم في الاستيطان
واستباحة الأرض الفلسطينية، وسيمنحهم وزارات ثانوية. والخلاصة أنه لن يتوانى
نتنياهو عن تفريغ المؤسسات والوزارات من مهامها، ليكون مركز القرار بيديه وبين
جدران مكتبه، ولا شك أن لذلك ثمنا.