نقلت
صحيفة "
نيويورك تايمز" عن مصدرين مطلعين على ملف التحقيق بأن الأمير الألماني
المتهم بتنظيم مؤامرة انقلابية في بلاده، التقى مع دبلوماسيين روس في قنصلية بألمانيا
مرتين.
ووصف
الشخصان تفاصيل "خطة الانقلاب" بـ"المذهلة"، وقدما صورة دراماتيكية
لمقدار التخطيط الذي استثمرته الشبكة في جهودها.
ووفق
التحقيق فقد تم مصادرة حوالي 40 سلاحًا ناريًا في سياق المداهمات التي استهدفت الجماعة،
والتي استهدفت 150 موقعًا في جميع أنحاء البلاد. لكنهم عثروا أيضًا على آلاف الرصاص
لأسلحة أخرى لم يحددوها بعد، تاركين الشرطة يبحثون عن مخابئ للأسلحة.
وقال
الأشخاص المطلعون على التحقيق إن الأمير هاينريخ رويس، الذي تم تحديده على أنه القائد
المعين لحكومة الظل التي شكلها المتآمرون، زار مرتين القنصلية الروسية في لايبزيغ،
حيث التقى بدبلوماسيين روس. وذكر أحد المشرعين أن إحدى الزيارات تمت في العيد الوطني
لروسيا خلال حزيران/ يونيو.
وقال
اثنان من الأشخاص إن المداهمات أسفرت أيضا عن أكثر من 100 تعهد بعدم إفشاء، حيث أقسم
الموقعون على السرية بشأن خطط الجماعة.
وقالا
إن العديد من هذه العقود تم توقيعها مع إقرار بأن إفشاءها يوجب عقوبة الإعدام.
وتضمنت
خطط الشبكة الانقلابية اقتحام البرلمان الألماني واعتقال أعضائه، فضلا عن قتل المستشار.
وحتى الآن، ألقت الشرطة القبض على 23 مشتبها بهم وتحقق مع 31 شخصًا آخرين.
وقال
مشرعون إنهم انزعجوا بنفس القدر من الصلات المحتملة بين الأمير المتهم بأنه زعيم مؤامرة
وقنصلية روسية في مدينة لايبزيغ بشرق البلاد.
وكشفت
وزارة العدل عن قائدَين مفترضَين للمجموعة، حدّدتهما الصحافة الألمانية على أن الأول
الأمير هاينريخ رويس، المنحدر من سلالة ملوك ولاية تورينغن الإقليمية شرق البلاد، وهو
رجل أعمال سبعيني، تم اعتقاله في فرانكفورت، ويملك قصراً اقتحم قرب باد لوبنشتاين وسط
البلاد.
أما
الثاني، فقد أشارت الصحافة الألمانية إلى أنه مقدّم سابق في الجيش الألماني. وكان قائد
كتيبة مظليات في التسعينات ومؤسس وحدة القوات الخاصة (KSK)، واضطر إلى مغادرة الجيش
في نهاية التسعينات بعدما خرق قانون الأسلحة، بحسب فرانس برس.
ولم
ترد القنصلية الروسية في لايبزيغ على طلبات التعليق، لكن المسؤولين الروس نفوا الأسبوع
الماضي أي تورط مع المتآمرين، ووصفوا القضية بأنها شأن محلي ألماني.
وقال
أستاذ علم الاجتماع بجامعة ماغديبورغ للعلوم التطبيقية، ماتياس كوينت، "ستكون
أكبر فضيحة لبلدنا إذا كان هذا صحيحًا - أن عددًا من الأشخاص وقعوا عليها، بما في ذلك
بعض الأشخاص في المكاتب الحكومية".
وعثر
المحققون على صور بالهواتف المحمولة لأحد المتهمين بالتآمر توثق الحواجز المختلفة في
أحد المباني التي تضم مكاتب أعضاء البرلمان، كما لو كانت لأغراض استكشافية.
اقرأ أيضا: ما إمكانية إثبات التهم الموجهة إلى "مواطني الرايخ" في ألمانيا؟
كما
أخبر المحققون المشرعين أنهم عثروا على نقود فضية وذهبية في حوزة المتآمرين المشتبه
بهم تبلغ قيمتها مئات الآلاف من اليوروهات.
وكان
بعض الأشخاص الذين يدعمون هاينريخ رويس أعضاء نشطين في الجيش أو الشرطة، بينما تلقى
آخرون تدريبات على الأسلحة.
ومع
ذلك، من غير الواضح مدى قدرة المتآمرين على تنفيذ خططهم فعليًا أو مدى قربهم من البدء
فيها، حيث خططوا للهجوم مرتين دون أن يفعلوا ذلك.
وذكرت
"نيويورك تايمز" أنه من بين الأسئلة المفتوحة ليس فقط مخابئ الأسلحة التي
يحتمل أن تكون غير مكتشفة، ولكن أيضا الآثار المترتبة على العديد من القوائم التي تم
العثور عليها بأسماء الأشخاص فيها. ورفض المحققون الكشف عن الأسماء أو ذكر ما قد تعنيه
هذه القوائم، مستشهدين بالتحقيق الجاري.
كما
رفضوا إبلاغ المشرعين عما إذا كان أي من الأشخاص الذين وقعوا عهود الصمت هم أيضا أعضاء
في الجيش من عدمه، كما قال النائب والمساعد، أو ما إذا كانت الأسلحة التي استولوا عليها
حتى الآن مرخصة أو تم الحصول عليها بشكل غير قانوني.