كشف
استطلاع للرأي
أجراه معهد واشنطن للدراسات، أن الغالبية العظمى من السعوديين تنظر بسلبية إلى
اتفاقات أبراهام التطبيعية التي وقعت قبل عامين تقريبا بين الاحتلال الإسرائيلي
وكل من الإمارات والبحرين والمغرب.
ورغم أن الاستطلاع
يكشف أن الأقلية من السعوديين ينظرون إلى الاتصالات مع الاحتلال بشكل إيجابي، إلا
أن الأغلبية الساحقة تنظر إلى عودة بنيامين نتنياهو للحكم بشكل سلبي.
وبالنسبة للعلاقات
السعودية الخارجية، فقد كشف الاستطلاع الذي أجرته شركة إقليمية، لم يكشف عنها
المعهد، تنامي شعبية
الصين لدى السعوديين وتفوقها على الولايات المتحدة الأمريكية.
وأجري الاستطلاع عبر
المقابلات وشارك فيه ألف مواطن سعودي، ووصف المعهد الشركة التي قامت به بـ"المستقلة
وذات الخبرة العالية".
ويلخص تقرير للمعهد
تحليلا لتلك النتائج:
للمرة
الأولى منذ بدء استطلاعات الرأي هذه منذ عقد تقريبًا، تجد الولايات المتحدة نفسها اليوم
متأخرة بوضوح عن منافسَتيها العالميتين الرئيسيتين من حيث أهميتها لدى الرأي العام
السعودي.
ترى
الغالبية (57%) أن العلاقات الجيدة مع الصين "مهمة" للمملكة العربية السعودية.
وحلت
روسيا في المرتبة الثانية، بنسبة 53 في المئة.
ولكن
في الوقت عينه وبخلاف الاعتقاد الخاطئ الشائع، يرفض السعوديون بشدة "العمل العسكري
الروسي في أوكرانيا." فثلاثة أرباع (73%) المستطلعين، وهي نسبة تفوق تلك المسجلة
في استطلاعين سابقين في هذا العام، قالوا إن هذا العمل العسكري يخلّف "آثارًا
سلبية على منطقتنا".
بالمقابل،
تتأخر الولايات المتحدة بشكل ملحوظ عن منافستيها، إذ أفاد 41% فقط من السعوديين بأن
العلاقات الجيدة مع واشنطن مهمة.
تتماشى
هذه النتائج مع الإجابات عن سؤال لاحق يقارن بصراحة بين القوى الخارجية الرئيسية الثلاث.
ما زالت غالبية السعوديين (61%)، كما في استطلاعات الرأي الأخيرة، توافق (على الأقل
"إلى حد ما") على هذا الطرح: "لا يمكننا الاعتماد على الولايات المتحدة
هذه الأيام، لذلك يجب أن نتطلع أكثر إلى دول أخرى مثل الصين أو روسيا كشركاء".
إيران
ما زالت مكروهة على نطاق واسع، ولكن قوبلت احتجاجاتها والخيار النووي بحذر مفاجئ.
كما
في استطلاعات الرأي السابقة، فقد قالت أقلية صغيرة فقط (15%) من المواطنين السعوديين إن
العلاقات الجيدة مع إيران "مهمة إلى حد ما" لبلدهم. ومن اللافت أيضًا أن
هذه النسبة أعلى بشكل طفيف (23%) بين الشيعة، الذي يمثلون عُشر السعوديين تقريبًا،
ويتركز معظمهم في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط والتي تقع مقابل إيران على الجانب
الآخر من الخليج.
لكن
الرأي العام السعودي ككل يبدو حذرًا بشكل غير متوقع في ما يتعلق بالتطورات الأخيرة
الهامة في إيران. ويتوقع الثلث فقط (35%) أن يكون للاحتجاجات المستمرة المناهضة للحكومة
هناك تأثير إيجابي إلى حد ما على المنطقة. وتوافق نسبة أعلى بشكل بسيط فقط (40%) على
هذا الطرح الصريح بشكل متعمد والوارد في هذا الاستطلاع للمرة الأولى: "بما أن
إيران أوشكت اليوم على حيازة قنبلة نووية، فقد حان الوقت لدولة عربية أن تحذو حذوها أيضًا". ويوافق فقط 13% من المجموع "بشدة" على هذا التصريح.
ما زال
نصف المستطلعين تقريبًا يقبلون بالاتصالات مع إسرائيل، على الرغم من أن الأغلبية تشجب
انتخاب نتنياهو.
لا تزال
المواقف الشعبية تجاه الاتصالات مع إسرائيل متباينة، كما في استطلاعات الرأي الأخيرة.
فنسبة المواطنين السعوديين الذين يقبلون هذه الاتصالات ثابتة عند 43 في المئة حاليًا.
ووفقًا لنتيجة رئيسية غير متوقعة أكدت النتائج السابقة، فقد سُجلت نسبة شبه متطابقة لدى
الأجيال الأكبر سنًا (30 عامًا فأكثر) والأجيال الشابة من البالغين السعوديين اليوم. وتفيد النسبة ذاتها تقريبًا (41%) بأن "اتفاقية الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل"
سيكون لها انعكاسات إقليمية إيجابية. وتماشيًا مع هذا الشعور، فقد استضافت المملكة العربية
السعودية، قرابة فترة إجراء الاستطلاع، مصرفيًا إسرائيليًا بارزًا في مؤتمر استثماري
كبير في جدة، وفريقًا رياضيًا إسرائيليًا في بطولة في الرياض. وفي هذا الأسبوع، عرضت
قناة "العربية" السعودية البارزة مقابلة طويلة و"حصرية" مع رئيس
الوزراء الإسرائيلي المكلف نتنياهو، أقله على صفحتها الرئيسية باللغة الإنكليزية.
لكن
الأرقام المذكورة أعلاه تقارب ضعف النسبة المئوية التي تعتبر أن اتفاقيات أبراهام بدأت
تُحدث آثارًا إيجابية على الشرق الأوسط. فهذه النسبة المئوية لا تزال عالقة ضمن نطاق الـ20% المنخفض. بالإضافة إلى ذلك، فإنه في إجماع غير معتاد، قال 90% من المواطنين السعوديين
إن "نتيجة الانتخابات الوطنية الإسرائيلية الأخيرة في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر"،
والتي عاد بموجبها بنيامين نتنياهو إلى السلطة مع ائتلاف أغلبية واضح، سيكون لها آثار
سلبية على المنطقة.
قلة
تلوم الحكومة على الاقتصاد، لكن النصف يريد الحد من الفساد وتكثيف الاستجابة.
يقول
21% فقط من السعوديين إن حكومتهم "لا تبذل جهودًا تُذكر" لناحية "تلبية
احتياجات المواطنين لتأمين مستوى معيشي مقبول". فضلًا عن ذلك، يوافق ثلاثة أرباع
المستطلعين، أي أكثر بكثير من نسبة المستطلعين في بعض المجتمعات العربية الأخرى المستطلعة
مؤخرًا، على هذا التصريح: "من الجيد أنه ليس لدينا احتجاجات جماهيرية ضد الحكومة،
كما هو الحال في بعض البلدان الأخرى".
ولكن
تظهر الإجابات عن الأسئلة ذات الصلة أن الكثيرين من السعوديين على استعداد لانتقاد
بعض جهود حكومتهم، على الأقل في السر. ويقول حوالي النصف (54%) إن الرياض "لا تبذل
جهودًا تُذكر" "للحد من مستوى الفساد في اقتصادنا والحياة العامة."
وتقول النسبة ذاتها تقريبًا (56%) أيضًا إن حكومتهم "لا تبذل جهودًا تُذكر"
بشأن "الاهتمام بآراء المواطنين العاديين مثلي"، على الرغم من أن السلطات
السعودية تقرأ استطلاعات الرأي وتحلل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع
لجس النبض الشعبي باستمرار.
لا مفاجأة:
كأس العالم في قطر يكتسح مؤتمر المناخ في القاهرة من حيث التأييد الشعبي
في تناقض
حاد، من غير المستغرب ملاحظة تأييد عام لبطولة كأس العالم في قطر المجاورة، والتي كانت
قد انطلقت للتو عند بدء هذا الاستطلاع. وأعربت الغالبية العظمى (89%) من المواطنين السعوديين
عن تأييدها لهذا الحدث. بالمقابل، يرى أقل من النصف (47%) أن المؤتمر السابع والعشرين
للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) في القاهرة، والذي عُقد أيضًا في تشرين الثاني/ نوفمبر،
ستكون له آثار إيجابية على المنطقة ككل.