صحافة دولية

اتهامات شديدة اللهجة للأمم المتحدة بعد تأخر المساعدات للشمال السوري

لم تصل أول قافلة تابعة للأمم المتحدة إلا بعد 4 أيام- الخوذ البيضاء
لم تصل أول قافلة تابعة للأمم المتحدة إلا بعد 4 أيام- الخوذ البيضاء
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعده جاريد ماسلين من معبر باب الهوا، استعرض الاتهامات شديدة اللهجة الموجهة للأمم المتحدة، بعد تأخر وصول المساعدات إلى الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، عقب الزلزال المدمر الذي راح ضحيته نحو ثلاثة آلاف شخص في تلك المنطقة.

وقال التقرير إن الجنين الطفل البالغ من العمر 3 أشهر، غيث رجب، والذي عانى من جرح خطير في الجمجمة خلال الهزة الأرضية التي حدثت يوم الإثنين كان ممددا في حاضنة بغرفة عناية فائقة محتشدة، وكان يتنفس من منفس آلي ويبرز من رأسه أنبوب تصفية.

وحول الطفل في مستشفى تديره جماعة أمريكية غير ربحية عدة أطفال ملطخين بالدم ومضمدين بالشاش ويتلقون العلاج كجزء من تدفق الضحايا بعد الهزة الأرضية القاتلة التي ضربت مناطق في سوريا وتركيا.

وقالت الصحيفة إن الأطباء بمنطقة إدلب، آخر معقل للمعارضة في شمال- غرب سوريا كافحوا للتعامل مع ما وصفوه بكارثة عارمة وعدم القدرة على الحصول على الدعم الخارجي وبشكل سريع وكاف.

اظهار أخبار متعلقة



وشوهد المواطنون في نهاية الأسبوع وهم يبحثون بين جبال من الأنقاض، وفي معبر الحدود بين تركيا وسوريا كانت هناك شاحنات صغيرة محملة بأكياس الموتى والتوابيت الخشبية للسوريين الذين ماتوا في تركيا. وقال عامل الإغاثة، مصطفى حسن، 40 عاما "إن الوضع مثل يوم القيامة"، وقال إنه قاد سيارته وسط البرد إلى مستشفى الحارم القريبة وهناك شاهد الجثث فوق بعضها البعض على الأرض والأسرة. ولم تكن البنى التحتية الهشة والمدمرة بسبب سنوات الحرب قادرة على التعامل مع الكارثة الجديدة.

ولم تصل أول قافلة تابعة للأمم المتحدة إلا بعد 4 أيام، حيث وصلت الشاحنات المحملة بالبطانيات والمخدات والخيام والدعم الآخر وقطعت المعبر باتجاه مناطق سوريا.

وقال منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيثس يوم الأحد: "حتى الآن، لقد تخلينا عن سكان شمال- غرب سوريا" و"يشعرون وهم محقون بالإهمال ويتطلعون لدعم دولي لم يصلهم. وواجبي وواجبنا هو تصحيح الفشل بشكل سريع بالقدر الذي نستطيع وهو ما أركز عليه الآن".

وتقول الصحيفة إن الهزة الأرضية أطلقت العنان لترددات عديدة وأدت لمقتل أكثر من 33.000 شخص في تركيا وسوريا، مضيفة صدمة جديدة على سكان سوريا الذين يعانون من ويلات الحرب الدائرة منذ أكثر من عقد. فالإنتفاضة التي طالبت بالديمقراطية وبرحيل بشار الاسد، تحولت إلى ثورة عسكرية وتمرد وحرب أهلية واستخدم فيها الأسد القوة العسكرية والحصار والتجويع والأسلحة الكيماوية والتعذيب في محاولة لسحق المعارضة، وهي انتهاكات موثقة بشكل جيد من الأمم المتحدة والمحاكم الغربية وجماعات حقوق الإنسان.

وتحيط بالمنطقة القوات التابعة لنظام الأسد والحدود التركية شمالا ويعيش فيها حوالي أربعة ملايين نسمة، معظمهم من الذين تركوا بيوتهم بسبب عمليات النظام في مناطق أخرى من البلاد.

اظهار أخبار متعلقة



ونظرا للقصف المتواصل عليها من الطيران الروسي والمدفعية السورية ولعدم توفر معبر للخروج ومرور المساعدات الإنسانية فقد كانت المنطقة غير مستعدة أبدا للتعامل مع صدمة بهذا الحجم وليس لديها المصادر الكافية للرد على الكارثة.

وتواجه المستشفيات مشاكل في استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، حيث أضافت حملة قبل عامين للقوات التابعة للنظام وبدعم روسي إلى الأعباء الملقاة، مليون شخص جديد. وهنا كما في تركيا خلفت الهزة دمارا واسعا بات يظهر للعيان الآن، ففي بلدة سرمدا بإدلب كان عمال الإغاثة يحفرون بالمناشير الكهربائية والفؤوس في بقايا بناية وحملوا ما تبقى من ألعاب الأطفال ودفاترهم المدرسية.

وقال عبد الكريم البلشي، الذي وقف على كومة من الأنقاض "عاشت هنا 12 عائلة" و"مات عشرة أشخاص، ومات ابن أخي أيضا".

وعلى خلاف تركيا، حيث تدفق عمال الإغاثة بالعشرات ومن دول أخرى، لم يصل إلى إدلب سوى فريقين صغيرين من إسبانيا ومصر للمساعدة. وفي الوقت الذي عمل فيه عمال الإنقاذ ليلا ونهارا وسط الأنقاض لتحرير الجثث والبحث عن الناجين، نظمت الأمم المتحدة قوافل مساعدات من تركيا وظهرت بعد أربعة أيام. وقال المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن التأخير كان بسبب تعطل الطرق في تركيا.

وزادت الكارثة من حس الإهمال والتجاهل لدى أهل إدلب، وأغلقت تركيا أبوابها ومنذ عدة سنوات أمام اللاجئين السوريين وذلك بعد ضغوط من أوروبا والمواقف المعادية للمهاجرين في تركيا.

ونقلت الصحيفة عن رائد صالح، مدير الخوذ البيضاء: "أدار العالم ظهره لشمال سوريا منذ مدة طويلة وليس الآن. ولو لم يدر العالم ظهره لكان لدينا الآن رد على الهزة الأرضية". ويقول المحللون إن حكومة الأسد في دمشق حرمت مناطق المعارضة من المساعدات الإنسانية كجزء من استراتيجية زيادة حنق الناس على المتمردين. وأدت التهديدات الروسية في مجلس الأمن لمنع التدفق الإنساني إلى تحديده بمعبر واحد.

ولدى الخوذ البيضاء تجربة في إنقاذ الناس من تحت الأنقاض بسبب القصف السوري والطيران الروسي بعد تدخل موسكو لإنقاذ الأسد عام 2015. وتحولت المجموعة إلى رمز دولي عن الأمل في وجه الوحشية وبشاعة الحرب الأهلية ولدورهم البطولي في إخراج عشرات الآلاف من المباني المقصوفة.

وأوقفت عمليات البحث عن الناجين في يوم السبت وركزت على استخراج الجثث.

وفي مقابلة بمقر الخوذ البيضاء كان صالح غاضبا من قلة الرد الدولي. وقال: "لقد ارتكبت الأمم المتحدة اليوم جريمة هنا ويجب محاسبتها عليها".

وعندما بدأت الأرض تهتز من تحت أقدامهم بدأ عامل الإغاثة مصطفى بأخذ سيلفي مع أولاده لتخفيف خوفهم "انظروا هذه هزة أرضية". ويعود حسن إلى بلدة الطبقة في شرق سوريا، ويمارس الرسم والخط العربي في أوقات الفراغ وتشرد أكثر من مرة منذ بداية الحرب عام 2011 وهرب من هجمات الحكومة وتنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرتها على معظم سوريا عام 2014، وترك هو وزوجته وأولاده السبعة البيت مرة ثانية وينامون في غرفة على الأرض في بناية قريبة. وهو إيجابي في نظرته "لو سقطت فإنك تأخذ الآخرين معك، وشعاري: كن قويا لتنقذ الضعاف".

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
التعليقات (1)
محمد غازى
الإثنين، 13-02-2023 08:25 م
ألكارثة ألتى تعيشها سورية وشعبها، بدأت منذ تولى عائلة ألوحش، ألأسد لاحقا حكم سورية. سواء كان ألوضع تحت حكم ألأب حافظ أو تحت حكم ولده بشار ألجزار..لو كان للعرب جامعه بسلطات عربية تخولها ألدفاع عن شعوب عربية تولى حكمها أشقياء وحوش مثل عائلة حافظ وبشار، لقامت باقى ألدول ألعربية بإتخاذ قرارات للدفاع عن شعب شقيق لهم يعانى من ظلم وإستبداد عائلة ألحكم. ألكل يلاحظ كيف قام ألعالم كله ومن ضمنه ألعالم العربى بتقديم ألمساعدات لتركيا ألتى يحكمها نظام ديمقراطى يقدر ألإنسان ويهتم به، بعكس سورية ألتى لا زالت تعيش تحت حكم إستبدادى لا يعرف معنى ألإنسانية ولا ألعدالة!!! كان ألله بعون شعبنا ألعربى ألسورى على ما يلاقيه من ظلم وإهمال.