أكد الكاتب والمفكر
السوداني حسن مكي، أن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، أخطأ خطأ استراتيجيا عندما قرر الدخول في منازلة مع الجيش السوداني، وأنه كتب نهايته السريعة وخروجه من المشهد السياسي في السودان.
وأكد حسن مكي في حديث خاص مع
"عربي21"، أن قوات الجيش السوداني سيطرت بعد ساعات قليلة من اندلاع القتال على نحو 80% من قوات الدعم السريع.
وقال: "لقد أخطأ حميدتي التقدير حين ظن أن قواته يمكنها أن تهزم الجيش السوداني، وأن تتمكن من السيطرة على مقاليد السلطة في السودان.. الآن القوات المسلحة استهدفت مواقع قوات الدعم السريع، وكثير من قياداتهم وعناصرهم انحازوا للجيش".
وأضاف: "لقد أخطأ حميدتي التقدير حين ظن أن ما لديه من قوة تم بناؤها خلال العقد الماضي يمكنها أن تقلب المعادلة الأمنية في السودان وتهزم الجيش.. ولا أعتقد أن المعركة ستدوم أكثر من يوم لكي تتمكن القوات المسلحة من السيطرة على مقاليد الأمور".
وحول الاتهامات الموجهة للإسلاميين وبقايا المؤتمر الوطني من أن لهم دورا في الخلاف الدائر حاليا بين الجيش وقوات الدعم السريع، قال مكي: "الإسلاميون مثلهم مثل غالبية القوى السياسية في السودان هم منحازون للجيش، وهم بعيدون عن الخلاف الدائر بين الطرفين، وهو خلاف معروفة أسبابه للجميع، في الداخل والخارج"، وفق تعبيره.
واتهم الجيش السوداني، قوات "الدعم السريع" بالهجوم على قواته بجوار المدينة الرياضية جنوبي العاصمة الخرطوم، واصفا إياها بـ"المتمردة".
وقال الجيش السوداني في بيان له اليوم: "في مواصلة لمسيرتها في الغدر والخيانة حاولت قوات الدعم السريع مهاجمة قواتنا في المدينة الرياضية ومواقع أخرى وتتصدى لها قواتنا المسلحة".
وأضاف الجيش في بيان لاحق: "الاشتباكات الآن تدور بين قواتكم المسلحة وقوات الدعم السريع المتمردة في المواقع الاستراتيجية".
وأردف: "قوات الدعم السريع المتمردة تنشر الأكاذيب باعتداء قواتنا عليها لتغطي على سلوكها المتمرد".
من جانبها، قالت "الدعم السريع" في بيان، إنه "امتدادا للهجوم الذي تعرضت له قوات الدعم السريع المتمركزة في مقرها بأرض المعسكرات سوبا جنوبي الخرطوم فإن القوات المسلحة هاجمت في وقت متزامن مواقع ومقرات قواتنا في الخرطوم ومروي ومدن أخرى جار حصارها".
واستطرد: "قامت قوات الدعم السريع بالدفاع عن نفسها والرد على القوات المعادية وكبدتها خسائر كبيرة وتمكنت من السيطرة على مطار وقاعدة مروي، وطرد المعتدين على مقر القوات بأرض المعسكرات سوبا والسيطرة على مطار الخرطوم".
و"الدعم السريع" قوة مقاتلة، تأسست في عام 2013 لمحاربة متمردي إقليم دارفور (غربا)، ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقا، وهي تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا يوجد تقدير رسمي لعددها، لكنها تتجاوز عشرات الآلاف، وفق مراسل الأناضول.
من جانبها، ناشدت "لجنة أطباء السودان"، في بيان، الأطباء للتوجه إلى أقرب مستشفى من مكان سكنهم جنوبي الخرطوم وبمدينة بحري شماليها.
وذكرت اللجنة أن أصوات الرصاص تسببت في هلع وخوف وترقب من المواطنين نتيجة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع داخل الخرطوم.
وزادت: "حدثت هذه الأحداث وسط الأحياء السكنية ما أدى إلى إصابات متفاوتة وحالات خطيرة بين المواطنين وما زالت الإصابات تتوافد إلى حوادث المستشفيات المختلفة".
وناشدت القوات من الطرفين بضرورة التحلي بأقصى درجات الحكمة وضبط النفس للحفاظ على أمن وسلامة الوطن.
وأثرت خلافات الجيش وقوات الدعم السريع على توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقررا في 5 أبريل/ نيسان الجاري، قبل إرجائه "إلى أجل غير مسمى".
وانطلقت في 8 يناير/ كانون الثاني 2023، عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، بهدف التوصل إلى اتفاق يحل الأزمة السياسية.
وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.
إقرأ أيضا: الطيران السوداني يقصف تجمعات "الدعم السريع".. تدمير 80 عربة