يواصل
الاحتلال الإسرائيلي استهداف مدينة
جنين
ومخيمها بالضفة الغربية المحتلة بعمليات عسكرية واسعة، في محاولة منه للتأثير على
تنامي المقاومة
الفلسطينية هناك، لكن الواقع على الأرض يؤكد فشل الاحتلال في
مخططه، حيث تخرج المقاومة وفق الحقائق على الأرض أقوى بعد كل عدوان عسكري يستهدف المخيم.
وتأسس مخيم
جنين عام 1953 على الطرف الغربي الجنوبي لمدينة جنين في شمال الضفة الغربية على
مساحة من الأرض تبلغ 0.42 كيلومتر مربع.
اظهار أخبار متعلقة
يسكن المخيم
لاجئون فلسطينيون رحلوا أو اضطروا للرحيل عن ديارهم في منطقة الكرمل في حيفا وجبال
الكرمل عام 1948، وبسبب قرب المخيم من القرى الأصلية لسكانه، فإن العديدين منهم لا
يزالون يحافظون على روابط وثيقة بأقاربهم في الداخل.
يبلغ عدد سكان
المخيم اليوم ما يقارب الـ14 ألف لاجئ يعملون في قطاعات مختلفة من الزراعة
والتجارة إضافة إلى الوظائف في السلطة الفلسطينية.
مجزرة جنين عام 2002
انطلقت في عام
2002 عملية "السور الواقي" العسكرية التي قام بها جيش الاحتلال في الضفة
الغربية المحتلة وركز خلالها على مدينة جنين، في محاولة القضاء على الانتفاضة
الفلسطينية الثانية عقب وقوع "عملية استشهادية" في مدينة"
نتانيا" نفذها الشهيد عبد الباسط عودة (ينتمي للجناح العسكري لحركة حماس) في
فندق "بارك" وأدت لمقتل 38 مستوطنا إسرائيليا وجرح نحو 190 آخرين في عيد
"الفصح" اليهودي.
وانطلقت
العملية في 29 آذار/ مارس 2002 وانتهت في تموز/ يوليو من العام نفسه، وحشدت لها
"إسرائيل" نحو 30 ألف جندي، وقامت باقتحام العديد من المدن الفلسطينية،
وأدت - بحسب إحصائيات فلسطينية - إلى استشهاد أكثر من 250 فلسطينيا، واعتقال نحو
5000 آخرين؛ من بينهم حوالي 1400 من كوادر المقاومة الفلسطينية، وقتل أكثر من 90
جنديا إسرائيل، وأصيب نحو 350 آخرين.
Embed from Getty Images
وارتكبت قوات
الاحتلال خلال هذا العدوان، مجزرة بشعة في الفترة 3- 18 نيسان/ أبريل في جنين،
وذلك خلال تصدي المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني لاجتياح المخيم خلال العملية
العسكرية، حيث قامت قوات الاحتلال أثناء إدارة عملياتها في مخيم اللاجئين بحسب
مؤسسات حقوق الإنسان، بارتكاب أعمال القتل العشوائي، واستخدام الدروع البشرية،
والاستخدام غير المتناسب للقوة، وعمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب، ومنع العلاج
والمساعدة الطبية، حيث استشهد في الهجوم الإسرائيلي نحو 52 فلسطينيا معظمهم من
المدنيين، في حين قتل 23 جنديا إسرائيليا.
اجتياح جنين واغتيال أبو عاقلة 2022
فجر الأربعاء
11 أيار/ مايو 2022، بدأ جيش الاحتلال في اجتياح عسكري لمخيم جنين، وقام جنود جيش
الاحتلال بقنص مراسلة قناة الجزيرة القطرية الصحيفة شيرين أبو عاقلة برصاصة مباشرة،
خلال تغطيتها اجتياح الجيش لمخيم جنين، رغم أنها كانت ترتدي السترة الزرقاء التي
تؤكد هويتها الصحافية، ونقلت أبو عاقلة إلى مستشفى ابن سينا التخصّصي حيث أعلن عن
وفاتها برصاصة في الرأس، كما أصيب الصحفي علي السمودي، وهو مرافق أبو عاقلة.
Embed from Getty Images
وعن تفاصيل ما
جرى فجر ذلك اليوم في
مخيم جنين، انطلقت نحو 10 جيبات عسكرية عقب صلاة الفجر من
حاجز "الجلمة" العسكري الذي يقع شمالي جنين، متجهة نحو المخيم، وقامت
قوات الجيش بمحاصرة منزل الشهيد عبدالله الحصري، واستخدمت مكبرات الصوت للنداء على
اثنين من أشقاء الشهيد من أجل تسليم أنفسهم، وعقب ذلك وقعت اشتباكات مع قوات
الاحتلال التي فشلت في اعتقال الشابين.
اجتياح كانون
الثاني/ يناير 2023
نفذ جيش
الاحتلال عملية عسكرية في مدينة جنين ومخيمها صباح الخميس 26 كانون الثاني/ يناير
2023، ما أدى إلى استشهاد نحو 10
فلسطينيين بينهم سيدة مسنة، وأصيب العشرات، حيث بدأ العدوان الإسرائيلي باستهداف
منزل يعود لعائلة الصباغ في مخيم جنين، وقد استخدم جيش الاحتلال قذائف حارقة
لاستهداف المنزل، ما تسبب في اشتعال النار بالمنزل ووفاة ثلاثة بداخله محترقين، كما أن جيش الاحتلال اقتحم المستشفى الحكومي واعتدى على الأطقم الطبية والصحيفة في جنين.
اقتحام
حزيران/ يونيو 2023
اقتحمت قوات
كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية، صباح
الاثنين 19 حزيران/ يونيو 2023، وتسبب ذلك في وقوع مواجهات واشتباكات عنيفة في مناطق
عدة، استخدمت خلالها قوات الاحتلال الرصاص والغاز السام المسيل للدموع، وأدى
العدوان الإسرائيلي إلى استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة أكثر من 90 في صفوف المواطنين
الفلسطينيين، وانسحبت قوات الاحتلال بعد 10 ساعات من بداية الاقتحام، وتركت خلفها أجزاء
من آليات عسكرية تمكنت المقاومة من تفجيرها عبر عبوات محلية الصنع.
عدوان عسكري بري وجوي تموز/ يوليو 2023
وبدأ جيش
الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان جوي وبري عسكري على مدينة جنين ومخيمها فجر الاثنين،
ونفذت طائرات جيش الاحتلال نحو 15 غارة مدمرة، إضافة إلى انتشار عشرات الدبابات والآليات
والقناصة، ما تسبب في سقوط شهداء وعشرات الجرحى ودمار كبير.
وبحسب المتحدث باسم جيش الاحتلال، فإن "تنفيذ
العملية بتتم بالتنسيق مع جهاز "الشاباك"، وهي ستستغرق الوقت الذي
تحتاجه للانتهاء من المهمة بهدف إحباط القدرات لتنفيذ عمليات"، منوها إلى أنه "خرج خلال العامين الماضين من جنين نحو 50 عملية ضد المستوطنين والجنود".
وزعم الاحتلال أن هدف العملية العسكرية الإسرائيلية
الواسعة التي بدأت في تمام الساعة الواحدة من فجر الاثنين، هو "اجتثاث
المقاومة".
اظهار أخبار متعلقة
وذكر موقع "واينت" العبري، أن
"الجيش الإسرائيلي خطط للعملية في جنين وتحضر لها على الصعيد المخابراتي منذ
نحو عام لكنها انطلقت عندما اكتملت الظروف بتواجد المسلحين في غرفة العمليات،
وتأمين عدد كاف من القوات الخاصة والأحوال الجوية المناسبة".
وأضافت:
"تم تسريب أمر العملية، لكن الفلسطينيين فوجئوا بالغارة الجوية، واعتقدوا أن
الجيش الإسرائيلي سيصل بقوات مدرعة، ويعمل الجيش الإسرائيلي على استدراج القيادات
المسلحة والعناصر المسلحة".