كشف مسؤولون أمريكيون أن جنديا أمريكيا يواجه إجراءات تأديبية فر إلى
كوريا الشمالية، الثلاثاء.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، للصحفيين:
"ما نعرفه هو أن أحد أفراد الخدمة لدينا كان في جولة تعريفية في المنطقة، عبر
عن قصد ومن دون تصريح خط ترسيم الحدود العسكرية".
وأضاف: "نعتقد أنه محتجز لدى كوريا الشمالية، ولذا فإننا
نحقق في هذا الحادث، ونراقب الوضع عن كثب ونحقق فيه".
وأشار إلى أن الجيش الأمريكي، يعمل على إبلاغ أسرة الجندي
بما حدث.
وعبر أوستن عن قلقه بشأن القوات الأمريكية، متوقعا أن تحدث
تطورات خلال الساعات أو الأيام المقبلة.
من جهته قال الكولونيل إيزاك تايلور، المتحدث باسم القوات
المسلحة الأمريكية في كوريا، إن جنديا أمريكيا كان في رحلة عند المنطقة الأمنية المشتركة
بين الكوريتين "عبر بإرادته ودون تصريح من (إدارة) خط ترسيم الحدود العسكرية إلى
جمهورية كوريا (الشمالية) الديمقراطية الشعبية".
وأضاف تايلور: "نعتقد أنه محتجز حاليا في كوريا (الشمالية)
الديمقراطية ونعمل مع نظرائنا في الجيش الشعبي الكوري لحل هذا الواقعة" في إشارة
إلى جيش كوريا الشمالية.
وحددت صحيفة دونغ-إيه إلبو، نقلا عن الجيش الكوري الجنوبي،
هوية الشخص على أنه ترافيس كينج، وهو جندي من الدرجة الثانية في الجيش الأمريكي. وفيما
بعد، حذفت الصحيفة الاسم.
وقالت شبكة "سي.بي.إس نيوز" إنه قبل الحادث كانت
تجري مرافقة الجندي إلى الولايات المتحدة كي يخضع لتأديب، لكن بعد المرور بأمن المطار
عاد بطريقة ما وتمكن من الانضمام إلى الجولة الحدودية.
ويأتي فرار الجندي في وقت حساس يشهد توترات شديدة في شبه
الجزيرة الكورية ومع وصول غواصة أمريكية مزودة بصواريخ باليستية مسلحة نوويا إلى كوريا
الجنوبية في زيارة نادرة في تحذير لكوريا الشمالية حول أنشطتها العسكرية.
وتختبر كوريا الشمالية صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية وتضمنت
التجارب إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات يعمل بالوقود الصلب الأسبوع الماضي.
ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارتا الخارجية والدفاع الأمريكيتان
ولا بعثة كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة في نيويورك على الفور على طلبات للتعليق.
وتقع المنطقة الأمنية المشتركة في حدود منطقة منزوعة السلاح
التي فصلت الكوريتين منذ نهاية الحرب الكورية 1950-1953.
وتحظر وزارة الخارجية الأمريكية على مواطنيها دخول كوريا
الشمالية "بسبب استمرار الخطر الجاد بالاعتقال والاحتجاز طويل الأجل للمواطنين
الأمريكيين".
وطُبق الحظر بعدما احتجزت السلطات الكورية الشمالية الطالب
الجامعي الأمريكي أوتو وارمبير خلال جولة في البلاد. وتوفي وارمبير في 2017 بعد أيام
من إطلاق سراحه من السجن وعودته إلى الولايات المتحدة في حالة غيبوبة.
ومنذ الحرب الكورية 1950-1953 التي انتهت بهدنة وليس معاهدة
سلام، لا تزال الكوريتان رسمياً في حالة حرب وتفصل بينهما منطقة منزوعة السلاح تمتد
على طول حدودهما الشديدة التحصين.
وأصبحت هذه المنطقة كذلك وجهة سياحية شهيرة في جانبها الجنوبي
إذ إنّ مئات الزوّار يقصدونها يومياً للقيام بجولة فيها.