اندلعت اشتباكات تطورت إلى حملة
اعتداءات استهدفت
السوريين شمال بيروت، بعد حادث سير عادي.
وبحسب شهود عيان، فقد بدأت القصة عندما صدمت سيارة
تقودها فتاة
لبنانية شابا لبنانيا يقود دراجة نارية في منطقة الدورة مساء الخميس،
ثم سارعت الفتاة للاستعانة بصاحب مصنع خياطة مجاور للوقوف إلى جانبها، فوقع تلاسن ثم
شجار بين قائد الدراجة وصاحب المصنع اللبناني الذي سارع لاستدعاء عماله السوريين لمؤازرته.
لكن الأمر تجاوز قضية حادث السير والشجار الذي نجم
عنه؛ ليتحول إلى هجوم من أعداد كبيرة من اللبنانيين على العمال السوريين، حيث لجأ
الشبان اللبنانيون لإغلاق المنطقة ومحاصرة العمال السوريين في المصنع، مرددين هتافات
عنصرية ضدهم.
وقد حضرت قوات من الجيش اللبناني وعملت على إخلاء
المصنع واعتقال عدد من العمال السوريين، وقالت إن بعضهم لا يحمل أوراق إقامة قانونية لذا فقد تمت إحالتهم إلى الأمن العام لترحيلهم.
لكن الأمر توسع ليصل إلى حد مهاجمة محلات يعمل فيها
سوريون في المنطقة، كما أقام شبان لبنانيون - قالت مصادر إعلامية إنهم ينتمون لأحزاب
مسيحية - حواجزَ في مناطق عديدة، بينها في منطقة الرميل في الأشرفية، لتوقيف
السوريين، فيما جالت سيارات ترفع أعلام حزب القوات اللبنانية وتحمل مكبرات صوت
تنادي بطرد السوريين.
وتعرضت مجموعة من السوريين لاعتداءات جسدية وشتائم، في منطقة الجديدة ببيروت الجمعة.
ورصدت مصادر صحفية قيام وسائل إعلام لبنانية بإعادة
نشر مشاهد وصور قديمة على أنها من منطقة الدورة، ما ساهم في تأجيج الموقف.
ويتعرض السوريون في لبنان لحملة عنصرية متصاعدة، في ظل
استخدام الأحزاب السياسية هذه القضية في الصراع السياسي بينها، فيما تلجأ الحكومة للإلقاء
بمسؤولية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في لبنان على السوريين، في ظل أرقام
تروجها السلطات عن أن السوريين يشكلون 42 في المئة من سكان لبنان وأنهم مسؤولون عن
نسبة كبيرة من الجرائم.
وعلى خلفية الحوادث الأخيرة، فقد سارعت أحزاب لبنان لتجديد مطالبتها بترحيل السوريين، في حين طالب مقربون من حزب الله بإغلاق مكاتب مفوضية شؤون
اللاجئين في لبنان، مشبهة المفوضية بالوكالة اليهودية.
وتشن السلطات الأمنية والجيش حملات متكررة على أماكن
سكن السوريين وخصوصا المخيمات، وتعمد إلى تدمير الخيام واعتقال اللاجئين.
ويكرر مسؤولون لبنانيون الحديث عن ضرورة عودة السوريين
إلى بلادهم طوعا أو رغما عنهم، في حين تحذر منظمات حقوقية من أن الكثيرين ممن
عادوا إلى بلادهم تعرضوا للاعتقال وبعضهم قضى تحت التعذيب على يد النظام السوري.