دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين دول العالم
العربي خاصة والدول الغربية عامة، إلى التحرك بجدية من أجل وضع حد للإبادة
الجماعية التي ينفذها
الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب
الفلسطيني للشهر الرابع على
التوالي.
جاء ذلك في تصريحات للأمين العام للاتحاد
العالمي لعلماء المسلمين علي محمد الصلابي خاصة لـ
"عربي21"، تعليقا على مبادرة مسؤول
السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل المتعلقة بإدارة قطاع
غزة في
فترة ما بعد الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس"، ودعوته الدول العربية إلى
الاضطلاع بدور أكبر في الإدارة الفلسطينية للقطاع في المستقبل.
وقال الصلابي: "الأولوية الآن لوقف
النزيف الدموي، وحرب الإبادة التي تخوضها القوات الإسرائيلية مستخدمة أحدث الأسلحة
وأشدها فتكا بالبشر والحجر، ويمكن للاتحاد الأوروبي أن يضطلع بدور تاريخي في هذه
المهمة، ليس لعلاقاته التاريخية بالمنطقة ومعرفته الشديدة بها وتأثره المباشر بأي اضطراب
أمني فيها، وإنما أيضا لما له من منظمات حقوقية ومدنية مشهود لها بالعمل من أجل الدفاع
عن حقوق الإنسان بغض النظر عن انتمائه الديني والثقافي والعرقي، وهذا وقت اختبار
تلك الشهادة".
وأضاف: "أما مسألة من يحكم غزة، فتلك
قضية متصلة بالشعب الفلسطيني، فهو من يختار من يحكمه والشكل الذي يحكم به، ولا
تختار الدول الغربية الحكومات التي تحكم بلداننا، وإلا لا معنى للسيادة ولا
للاستقلال".
ولفت الصلابي انتباه الغربيين عامة،
والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص إلى حجم التعاطف الشعبي العالمي الهائل مع ما
يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة وفي الضفة والقدس من تقتيل وتنكيل
وتشريد.
وقال: "إن عدم السعي الأوروبي الجاد
لوقف هذا النزيف الدموي سيلقي بظلاله السيئة السلبية على الشعوب الأوروبية الرافض
أغلبها لهذا الظلم".
وأضاف: "إن دعم بعض حكومات الغرب
للاحتلال في جرائمه التي تنكرها كل القوانين ما هو إلا تكريس لحقبة الاستعمار
والاحتلال الذي عانت منه شعوب منطقتنا في القرن الماضي وفي النهاية انتصرت الشعوب
وتحررت بلداننا".
وأكد الصلابي، أن الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين، كمؤسسة علمائية معنية بترشيد الخطاب الإسلامي وترسيخ قيم الوسطية
والاعتدال وتعمير الكون بما يلزم من العدل الذي يتأسس عليه العمران، يمد يده إلى
عقلاء السياسة في الدول الغربية عامة والأوروبية منها على وجه الدقة والتحديد،
وإلى نخبهم المثقفة ومؤسساتهم الدينية من أجل أن يصطف الجميع ضد عملية الإبادة
الجماعية التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي غير عابئ بالقوانين ولا بصرخات الثكالى
من النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين العزل.
وأضاف: "إن من سنن الله في الحضارات
والدول زوالها بسبب الظلم والجور والطغيان والانحراف عن قيم ومنهج رب العالمين
الذي غرسه في العقول السليمة والفطرة المستقيمة، وجاءت به رسالات السماء جميعها وختمت
به رسالة الإسلام".
وثمّن الصلابي موقف البرلمان الأوروبي الذي
تبنى أول أمس الخميس قرارا بوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، واعتبره خطوة في
الاتجاه الصحيح.
وصوت البرلمان الأوروبي، أول أمس الخميس،
على قرار "غير ملزم" يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإدخال
مساعدات إلى القطاع.
وذكر موقع "يورو نيوز" الإخباري،
أن البرلمان الأوروبي أقر مشروع قرار "غير ملزم" بأغلبية 312 صوتا مقابل
131، وامتناع 72 عضوا عن التصويت، في جلسة عامة للبرلمان في ستراسبورغ.
وفي القرار، دعا البرلمان للمرة الأولى إلى "وقف
دائم لإطلاق النار"، مشترطا أن يتم ذلك بـ”إطلاق جميع الرهائن في غزة وتجريد
حماس من السلاح”، وفق الموقع.
ومن المتوقع أن يزور مسؤول السياسة الخارجية
في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل هذا الأسبوع إسرائيل والأراضي الفلسطينية ودولا أخرى مجاورة.
واستبق بوريل زيارته إلى الشرق الأوسط
بتصريحات اعترض فيها على أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة أو عودة الجيش
الإسرائيلي لاحتلال القطاع بصورة دائمة أو تغيير مساحته، إلى جانب الاعتراض على
عودة "حماس".
واقترح وجود سلطة فلسطينية، معززة من السلطة
الفلسطينية الحالية التي تدير الضفة الغربية، مع شرعية يحددها ويقررها مجلس الأمن
(التابع للأمم المتحدة)، وأن تدعم الدول العربية ذلك.
وأشار بوريل إلى أن الاتحاد الأوروبي لا
يلعب دورا دبلوماسيا بارزا في الأزمة الحالية، لكنه يتمتع ببعض النفوذ في المنطقة،
ولا سيما باعتباره أكبر جهة تمنح مساعدات للفلسطينيين.
وقال: "كنا غائبين لفترة طويلة. لقد
فوضنا حل هذه المشكلة إلى الولايات المتحدة... لكن على أوروبا أن تشارك بصورة أكبر".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن
الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت 24 ألفا و927 شهيدا، و62
ألفا و388 مصابا، وكارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي
أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.