لعل أهم هدف لتحقيق وحدة الشعب
الفلسطيني هو الموقف من الكيان
الصهيوني والاتحاد ضدّه.
ثمة مشكلة من بين مشاكل كثيرة، تحول دون توحّد الموقف الفلسطيني، هو
عدم إعطاء
أولوية للوحدة ضد الكيان الصهيوني، وليس عل أساس وحدة مع هذه القيادة،
أو تلك، أي مع هذا الفصيل أو ذاك. فالمشكلة هي في مع من أو مع من نتفق وإياه.
إن "مع" مفرقة، للأسف، ومشوّشة، على حسن تقدير الموقف، لا
سيما حين يأتي لتحديد مع ماذا؟
لنأخذ مثلاً حياً نعيشه منذ ستة أشهر، وسيواجهنا في المرحلة القادمة.
وربما بقدرٍ أكبر مستقبلاً.
فرضت معادلة توزع القوى والمواقف الفلسطينية، أن تطلق عملية طوفان
الأقصى من جانب كتائب عز الدين القسّام، كما فرضت، وبغض النظر عن أسباب تلك
المعادلة، أو تفهمها، أو الموقف منها، أن تتحمل قيادة حماس وقيادة كتائب عز الدين
القسّام مسؤولية قيادة
الحرب، وذلك بالرغم من الدور الكبير والنشط، والفعال لسرايا
القدس في المقاومة المسلحة، والحرب البريّة الدائرة في قطاع
غزة الآن. وبالرغم مما
تشكل الآن من تنسيق وتشارك في القيادة والتشاور.
هذه المعادلة وتطورّها بالشكل الذي اتخذته الآن من اختلاف مواقف
النخب (لنتخذهم مثلاً فقط) من عملية طوفان الأقصى، أو ما بعدها من حرب وتطوّرات،
اتسّمت بها الأشهر الستة الماضية.
الكل أو الأغلبية الغالبة أيّدوا العملية، ويؤيدون ما تلاها من
مقاومة حتى الآن. والبعض أعلن ذلك، عموماً، والبعض أكده في كل لقاء. وكان العنوان:
"نحن مع المقاومة ، نحن مع صمود الشعب البطل".
فرضت معادلة توزع القوى والمواقف الفلسطينية، أن تطلق عملية طوفان الأقصى من جانب كتائب عز الدين القسّام، كما فرضت، وبغض النظر عن أسباب تلك المعادلة، أو تفهمها، أو الموقف منها، أن تتحمل قيادة حماس وقيادة كتائب عز الدين القسّام مسؤولية قيادة الحرب، وذلك بالرغم من الدور الكبير والنشط، والفعال لسرايا القدس في المقاومة المسلحة، والحرب البريّة الدائرة في قطاع غزة الآن. وبالرغم مما تشكل الآن من تنسيق وتشارك في القيادة والتشاور.
ولكن ثمة عدد مقدّر من النخب لا يؤيدون أو يتحفظون، بالنسبة إلى
قيادة حماس وعز الدين القسّام (عسكرياً). الأمر الذي يوجد هوّة كبيرة أو صغيرة،
بين من هم مع من، ومع ماذا، وبين من يتحفظ. مما يحول بين وحدة قويّة، ومساهمة
فعالة على مستوى الوحدة الفلسطينية، وبين خوف من الانتصار، لما سيعكسه مستقبلاً،
بالنسبة إلى من ستكون القيادة.
وقد يذهب البعض إلى التشكيك بإمكان الانتصار، أو عدم وضع كل نشاط، في
خدمة الانتصار العسكري، الذي يقرّر مستقبلنا جميعاً. وهو المقرّر كيف سيكون الوضع
والمعادلة، بعد أن تضع الحرب أوزارها. وهؤلاء، عملياً، يطرحون أولويات غير أولوية
الانتصار العسكري.
الحكمة تقتضي والحالة هذه، أن يقود تفكيرنا ومواقفنا، ليس نحن مع من،
وليس كيف سيكون توازن القوى لاحقاً، وإنما علينا أن نضع الأولوية التركيز على
هزيمة العدو العسكرية، وخروج المقاومة والشعب منتصرين. ومن ثم تأجيل ما بعدهما،
إلى ما ما بعدهما.
إذا جعلنا همنا الأول إنزال الهزيمة بالعدو. وبغض النظر عما سيؤول
إليه الوضع. فعندئذ تشكل وحدة فلسطينية عريضة ضدّ العدو، وننتصر. ثم ماذا بعد؟
نواجهه بعد، وليس الآن.
وبكلمة أخرى، نؤيّد المقاومة والشعب، وقيادة الميدان. أما ماذا بعد،
فلكل حادث حديث.
وهذا هو الخط الصحيح في المرحلة الراهنة، ونحن نواجه
المعركة المصيرية.