أكد الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم
الجزائرية الدكتور عبد الرزاق مقري أن استشهاد قائد كبير في حركة جهادية مقاومة
مثل حركة المقاومة الإسلامية حماس أمر عادي، فذلك هو مصير من رشح نفسه لهذه المهمة
النبيلة، وهذا الذي حدث في الثورة التحريرية الجزائرية، إذ إن أغلب القيادات الكبيرة
استشهدت كمصطفى بن بولعيد، والعربي بن مهيدي، وعميروش وسي الحواس وغيرهم كثير".
وأضاف مقري في تصريحات له تعليقا على
اغتيال
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
إسماعيل هنية، نشرها في صفحته على
منصة "فيسبوك": "لقد فاز الشهيد إسماعيل هنية بأعظم منحة يتمناها
مؤمن صادق، فهو حي يرزق عند ربه وفق قول الله تعالى في سورة آل عمران: ((وَلَا
تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا
خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ
اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)) 169".
وأكد مقري أن "قتل القادة الكبار لا
يؤثر في مسيرة الحركات المقاومة لتحرير بلدانها، بل يزيدها قوة وتماسكا وانتشارا،
فقد قُتل المؤسس والمسؤول الأول في حركة حماس الشيخ أحمد ياسين والعديد من قادة
الصف الأول، فجعل ذلك الحركة مرجع الكفاح والنضال في الساحة
الفلسطينية وفي
العالم بأسره، وهي اليوم تُعجز الكيان الصهيوني وكل حلفائه إلى درجة التشكيك في
إمكانية استمرار الكيان نفسه".
ورأى مقري أن "اغتيال الشهيد أبي العبد
هنية يعتبر إعلان الكيان بأنه يريد استمرار المواجهة فعلى المقاومة في فلسطين أن
تأخذ علما بذلك وأن تستعد لجولة طويلة من الجهاد إلى غاية التحرير، وعلى الشعب
الفلسطيني كله أن يأخذ علما بأنه لا يراد له أن يعيش بكرامة وأنه يراد معاقبته دون
تمييز على كل محاولة لأخذ حقوقه، فالبارحة استشهد ياسر عرفات لأنه أراد بعض الحقوق
عن طريق المفاوضات واليوم يستشهد إسماعيل هنية لأن حركته أرادت أخذ الحقوق عن طريق
المقاومة، فالاستشهاد بكرامة على طريق الجهاد هو السبيل الأوحد الذي حررت به
الشعوب بلدانها، فلا حل للشعب الفلسطيني إلا أن يتحد وراء المقاومة من أجل حريته
وصناعة مجده كما فعلت شعوب أخرى، وكل تردد وارتعاش أمام جبروت الاحتلال هو مزيد من
الإذلال واستمرار الاحتلال".
وشدد مقري على أن "على الدولة الإيرانية أن تتحمل
مسؤوليتها بالرد المناسب على هذه الجريمة التي وقعت على أرضها والشهيد استهدف وهو
في ضيافتها، ويجب أن تستعد لمواجهة واسعة مع الكيان، لأنه بات واضحا أن ذلك ما
يريده قادة الاحتلال من أجل التغطية على الهزيمة التاريخية النكرة التي حلت بهم في
طوفان الأقصى".
ودعا مقري "الأمة العربية والإسلامية
بمختلف طوائفها أن تكون جاهزة للتحولات الكبيرة المتوقعة على إثر هذه الجريمة
الشنعاء، وعلى الحكومات أن تكون في صف المقاومة بلا مواربة وأن لا تغرق أكثر في
الخنوع والاستسلام للإرادة الأمريكية الصهيونية، فإنها في كل الأحوال لن تهنأ بسلطانها
ما دامت فلسطين تحت الاحتلال وما دام الكيان موجودا، وعلى النخب و الشعوب أن تتحمل
مسؤوليتها وأن لا تقبل بسقوف الخور والهوان الذي تفرضه الأنظمة ضمن هذه التحولات
التاريخية العظيمة. إن طوفان الأقصى سيفصل
في الأمة بين طائفتين، طائفة في المكان الصحيح من التاريخ مع المقاومة الفلسطينية
وطائفة في المكان الخاطئ من التاريخ يجتمع فيه من هم ضد المقاومة مع المثبطين ومع من لا يبالون بما
يحدث ومن يغرقون في حساباتهم الشخصية ومصالحهم الضيقة".
وأنهى تعليقه قائلا: "على أحرار
العالم والقوى الدولية المدركة لخطورة الفوضى التي ترعاها أمريكا بإطلاق أيادي حليفها الصهيوني أن تتصرف لوقف هذا
التدحرج المستمر نحو الهاوية والمواجهة الشاملة التي يريدها المجرم نتنياهو لإنقاذ
نفسه ويريدها تجار الحروب والمتخصصون في التحكم في العالم بواسطة الفوضى".
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية
"حماس"، الأربعاء، اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة
إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.
وقالت الحركة، في بيان، إنها "تنعى
لأبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الأخ القائد
الشهيد المجاهد إسماعيل هنية رئيس الحركة، الذي قضى إثر غارة صهيونية غادرة على
مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد".
وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بمقتل
إسماعيل هنية في طهران، موضحا أن التحقيق جار في عملية الاغتيال وأنه سيتم الإعلان
عن النتائج قريبا.
وكان آخر ظهور لهنية في طهران أثناء حفل
تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مساء الثلاثاء.
وهنية أحد أبرز القادة السياسيين
الفلسطينيين وأحد رموز حركة "حماس"، إذ شغل منصب رئيس الحكومة
الفلسطينية في 2006-2007.
وانتخب لأول مرة رئيساً للمكتب السياسي
لحماس في مايو/ أيار 2017، وأعيد انتخابه في 2021 لدورة ثانية تنتهي في 2025.
وقبل هنية، اغتالت إسرائيل في 22 مارس/ آذار
2004 مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وعقب ذلك بأسابيع معدودة اغتالت خلفه
عبدالعزيز الرنتيسي في 17 إبريل/ نيسان من نفس العام، ليخلفه هنية حينئذ في قيادة
الحركة بغزة، وبعد 20 عاما يلحق بهم إلى عالم الآخرة.
اقرأ أيضا: استشهاد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية بغارة إسرائيلية على طهران