قال الطبيب يوئيل دونشين الذي عمل في قاعدة "
سدي تيمان" العسكرية سيئة السمعة جنوب الأراضي المحتلة إنه لم يكن من الممكن أن يتجاهل علامات الاعتداء الجنسي الخطيرة التي ذكر أنه رآها على أسير فلسطيني عالجه مؤخرا.
وأضاف دونشين في حديثه إلى إذاعة "كان"
الإسرائيلية أن "المعتقل حضر إلى المستشفى الميداني مصابا بكسور في الأضلاع وعلامات إساءة جسدية على عظام متعددة، كما أكد أنه تم إدخال شيء مستدير عميقا في مستقيم المعتقل، مما تسبب في تمزق في الأمعاء السفلية وتلف إحدى الرئتين مما تطلب جراحة طارئة".
في الأسبوع الماضي، تم اعتقال عشرة جنود احتياطيين من جيش الاحتلال الإسرائيلي للاشتباه في إساءة معاملة الأسير الفلسطيني، ولا يزال ثمانية منهم قيد الاحتجاز.
اظهار أخبار متعلقة
وفقا لجيش الاحتلال الإسرائيلي، يُشتبه في أن "الجنود متهمون باللواط المشدد (تهمة تعادل الاغتصاب)، والتسبب في إيذاء جسدي في ظروف مشددة، والإساءة في ظروف مشددة والسلوك غير اللائق بجندي".
وقال الطبيب إنه على الرغم من شعوره بالالتزام كطبيب بالإبلاغ عن علامات سوء المعاملة، إلا أنه لم يخطر بباله أن المعتقل تعرض للتعذيب على يد حراسه الإسرائيليين، مضيفا: "كما كنت سأفعل لو جاء طفل أو امرأة إلى المستشفى وعليها علامات إساءة، في هذه الحالة كان انطباعنا أن هذه حادثة يجب الإبلاغ عنها".
واعبتر "أول ما خطر ببالي هو أن السجناء الآخرين هم الذين فعلوا ذلك، هل كنا (الإسرائيليون) لنفعل شيئا كهذا؟!".
وأصر الطبيب، الذي قال إنه تعرض لانتقادات بسبب كشفه عن مخالفات وعلاجه للأسير على أنه "إذا كان مجرما كبيرا [من قوات النخبة التابعة لحماس] وقتل أشخاصا، فسوف يحاكم، لكنني لست القاضي".
وفي أعقاب تقرير دونشين والتحقيق اللاحق، ألقي القبض على جنود الاحتياط من قبل محققي الشرطة العسكرية الملثمين في سدي تيمان، وبعد الاعتقالات، اقتحم حشد من الناشطين اليمينيين المتطرفين والمشرعين القاعدة وتظاهروا، ثم اقتحموا قاعدة بيت ليد حيث كان المشتبه بهم محتجزين ويتم استجوابهم.
اظهار أخبار متعلقة
كما أخبر الطبيب أنه على الرغم من أنه رأى حالات "إصابات ناجمة عن قيود بلاستيكية" تستخدم كأصفاد، كما ورد في تقرير استقصائي لشبكة "سي إن إن" نُشر في أيار/ مايو، إلا أنه لم ير حالة أخرى من هذا النوع من الانتهاكات الخطيرة أثناء عمله في منشأة سدي تيمان، على حد قوله.
واستند تقرير الشبكة الأمريكية إلى شهادات من ثلاثة إسرائيليين كانوا في سدي تيمان، فضلا عن شهادات من أسرى سابقين، أكدوا تعرض
الأسرى لانتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الاستخدام المفرط للقيود الجسدية، وبتر الأطراف بسبب الاستخدام المطول للأصفاد والضرب، وإهمال المشاكل الطبية، والعقوبات التعسفية، والمعاملة المهينة والمذلة، مثل الحرمان من استخدام المرحاض.