قال شهود عيان لـ"عربي21"، إن
انفجارات زلزالية غريبة وغير معتادة حدثت خلال الأيام القليلة الماضية جنوب مدينة
غزة، وأثارت الرعب في أوساط المواطنين، ووصل صداها إلى محيط القدس المحتلة.
وكشف أحد الشهود ويسكن منطقة حي الزيتون، جنوب غزة، أنه رصد 4 انفجارت "عنيفة ومخيفة" خلال الأسبوع الماضي، كان آخرها انفجار وقع فجر السبت، أيقظ المنطقة بأكملها، وسط مخاوف من نوعية هذه الانفجارات التي تسمع للمرة الأولى منذ بدء العدوان على غزة، قبل نحو 10 أشهر.
ولفت الشاهد إلى أن الانفجار يحدث زلزالا داخل الأرض، يصاحبه ما يشبه صوت الرعد الذي يتواصل لعدة ثوان، قبل أن يتوقف مسببا ارتجاجا في كافة أركان البيت، حيث تتفتح الأبواب وتتحطم النوافذ ولا يبقى شيء على حاله في المنزل بفعل الموجة الانفجارية التي تنطلق في الهواء، أو تضرب عميقا في الأرض.
اظهار أخبار متعلقة
ولم تعرف بعد طبيعة أو نوعية القنابل التي استخدمت في هذه التفجيرات، لكن الشاهد قال إن عمودا وهالة كبيرة من الدخان تصعد في السماء عقب الانفجار، مشيرا إلى أن معظم هذه الانفجارات جرت ليلا.
وعن المواقع التي تجرى فيها التفجيرات، قال شاهد آخر، إنها تتركز جنوب غزة، وبعضها تم في منطقة تل الهوى ومحيطها، مشددا على أن هذه المناطق تخضع لسيطرة نارية جوية، وتصنف مناطق حمراء، ولا يمكن الوصول إليها، خشية الاستهداف من قوات
الاحتلال.
وشدد الشاهد في حديث لـ"عربي21" على أنه أقرباءه النازحين في خانيونس سمعوا صدى الانفجارات من موقعهم هناك والذي يبعد ما يزيد على الـ 30 كيلومترا، في حين قال شاهد ثالث في مدينة القدس، إن دوي الانفجارات سمع بالفعل في محيط المدينة خلال الأسبوع الماضي.
اظهار أخبار متعلقة
من جهته، رجح مصدر ميداني تحدث إليه "عربي21" أن تكون هذه الانفجارات ناتجة عن استخدام قنابل ارتجاجية في مناطق معينة من جنوب مدينة غزة، بهدف هدم
الأنفاق التي تستخدمها المقاومة، مشددا على أن طبيعة هذه الانفجارات وإحداثها ما يشبه الزلزال المحدود في باطن الأرض يوحي بذلك.
وشدد المصدر على أن قوات الاحتلال تحاول تجريب طرق جديدة لمواجهة الأنفاق، منها استخدام قنابل أمريكية مخصصة لاختراق التحصينات وإحداث زلازل محدودة بعد أن تنفجر في أعماق لا تقل عن 30 مترا، وذلك بعد أن فشلت في إغراقها بمياه البحر.
ويتواصل العدوان على غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بدعم أمريكي، مخلفا أكثر من 130 ألف شهيد وجريح
فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.