رغم أن استطلاعات الرأي توقعت نتائج
انتخابات الأحد في ولايتي تورينغن وساكسونيا بشرق ألمانيا، إلا أن فوز حزب "
البديل من أجل ألمانيا"، المصنف كيمين متطرف من قبل الاستخبارات، جاء صادماً بتفوقه على أحزاب سياسية عريقة.
حيث حقق الحزب قفزة نوعية في تورينغن، محققًا أكثر من 32% من الأصوات، مقارنة بأكثر من 9% فقط في انتخابات 2019.
وفي ساكسونيا، جاء الحزب في المرتبة الثانية بنسبة تقارب 30%، بفارق بسيط عن "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، متجاوزًا بذلك أحزاب يسار الوسط كـ"الاجتماعي الديمقراطي" واليسار الألماني بشكل عام.
ورغم أن انتخابات الأحد شملت نحو 4.5 ملايين ناخب في الولايتين الشرقيتين، بنسبة مشاركة بلغت حوالي 74%، فإن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي يُعتبر من أكثر الأحزاب تطرفاً في أوروبا، يبدو في طريقه ليصبح الأكثر شعبية في شرق ألمانيا.
وتعكس هذه النتائج الجديدة للحزب تحولاً لا يمكن تجاهله من قبل الطبقة السياسية الألمانية، خاصة مع اقتراب الانتخابات التشريعية العامة للبرلمان الاتحادي بعد نحو عام.
وقد أشاد مرشح حزب "البديل من أجل ألمانيا" في تورينغيا بيورن هوكه، وهو شخصية مثيرة للجدل على نطاق واسع في البلاد، بـ "الانتصار التاريخي" للحزب معبراً عن اعتزازه الكبير.
ورغم أنه لم ينجح في الفوز بمقعد مباشر في برلمان الولاية، إلا أنه قد يحقق النجاح من خلال تصدره قائمة حزبه. ويُذكر أن هوكه تعرض لغرامة بسبب استخدامه شعاراً نازياً، وعلى الرغم من كونه مدرس تاريخ سابق، إلا أنه ينفي أن يكون قد استخدم الشعار عن قصد.
من جانبها، تعهدت الأحزاب الأخرى في الولايات الشرقية بعدم منح حزب "البديل من أجل ألمانيا" أي نفوذ سياسي.
ومع ذلك، حتى إذا لم يتمكن الحزب من ترجمة قوته السياسية على المدى القصير، فإنه يعمل على مراكمة قوته بالنقاط، مستفيداً من أزمات الائتلاف الحاكم الذي يضم "الحزب الاجتماعي الديمقراطي" و"حزب اليسار" و"الحزب الليبرالي الحر" بقيادة المستشار أولاف شولتز.
اظهار أخبار متعلقة
بالإضافة إلى ذلك، يستغل "البديل" حالة الإرهاق العام من الانخراط في العسكرة والحرب الأوكرانية. ويهدف الحزب إلى الاستفادة من هذه النقاط لترسيخ نفسه على الساحة الوطنية في الانتخابات التشريعية المقبلة في أيلول/ سبتمبر العام القادم.