قالت مصادر مطلعة، إن التسلسل القيادي المرن لحزب الله إلى جانب شبكة
الأنفاق الواسعة والترسانة الكبيرة من الصواريخ والأسلحة، يتيح للجماعة القدرة على الصمود أمام الضربات
الإسرائيلية غير المسبوقة.
وقالت المصادر، إن صواريخ أُطلقت الأحد الماضي من مناطق في جنوب
لبنان، على الرغم من أن تلك المواقع تعرضت لاستهداف إسرائيلي قبل ذلك بفترة وجيزة، مما يدل على أن بعض أسلحة
حزب الله مخبأة بعناية. وفقا لرويترز.
ويُعتقد أن حزب الله يمتلك ترسانة تحت الأرض، حيث نشر الشهر الماضي صورًا تُظهر مقاتلين يقودون شاحنات محملة بمنصات إطلاق عبر أنفاق. ومع ذلك، لم يُحدد ما إذا كانت الصواريخ التي أُطلقت الأحد الماضي قد جاءت من تحت الأرض.
ولم يتم التححق من مزاعم قدمها جيش الاحتلال بشأن استهداف صواريخ كروز بعيدة المدى، وصواريخ ذات رؤوس حربية قادرة على حمل متفجرات تصل إلى مئة كيلو غرام، بالإضافة إلى صواريخ قصيرة المدى وطائرات مسيرة ملغومة٬ تابعة لحزب الله.
لكن الباحث في مركز ألما المتخصص في شؤون حزب الله، بواز شابيرا٬ أشار إلى أن "إسرائيل" لم تستهدف بعد مواقع استراتيجية مثل مواقع الصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة، مؤكدًا أن المرحلة الحالية لا تمثل نهاية النزاع.
اظهار أخبار متعلقة
١50 ألف صاروخ تحت الأرض
ووفق تقرير للكونغرس الأمريكي٬ فيُقدر أن ترسانة حزب الله تحتوي على نحو 150 ألف صاروخ، حيث تُخزن الصواريخ الباليستية الأقوى والأبعد مدى تحت الأرض. وقد قضى حزب الله سنوات في حفر شبكة أنفاق تُقدّر تقارير إسرائيلية بأنها تمتد لمئات الكيلومترات.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن ضرباته الجوية الاثنين الماضي استهدفت مواقع إطلاق صواريخ مخبأة تحت منازل في جنوب لبنان، في حين أكد حزب الله أنه لا يضع بنية تحتية عسكرية قرب المدنيين، ولم يُصدر بيانًا بشأن تأثير الضربات الإسرائيلية حتى الآن.
ويذكر أن الأمين العام لجماعة حزب الله، حسن نصر الله، أشار إلى أن ترسانة الأسلحة والأنفاق التي تمتلكها الجماعة قد توسعت بشكل ملحوظ منذ حرب عام 2006، لا سيما فيما يتعلق بأنظمة التوجيه الدقيق.
وأكد مسؤولون في حزب الله أن الجماعة استخدمت جزءًا صغيرًا فقط من ترسانتها خلال القتال في العام الماضي.
من جانبهم، يقول مسؤولون إسرائيليون، إن البنية التحتية العسكرية لحزب الله متداخلة بشكل كبير مع القرى والتجمعات السكنية في جنوب لبنان، حيث يتم تخزين الذخائر ومنصات إطلاق الصواريخ في المنازل.
وقد شنت "إسرائيل" قصفًا على بعض هذه القرى منذ عدة أشهر في محاولة لإضعاف قدرات حزب الله في ردها على العدوان الإسرائيلي على قطاع
غزة. مع ذلك، تظل التفاصيل الدقيقة حول شبكة الأنفاق نادرة وصعبة التوثيق.
وذكر تقرير صادر عن مركز ألما الإسرائيلي المتخصص في دراسة حزب الله في عام 2021، أن إيران وكوريا الشمالية قد ساعدتا في إنشاء شبكة الأنفاق بعد حرب عام 2006.
وتواجه "إسرائيل" تحديات كبيرة في القضاء على قادة حماس ووحداتها القتالية التي تعتمد على شبكة الأنفاق في قطاع غزة.
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت الباحثة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، كرميت فالنسي، إلى أن "هذا يعد من أكبر التحديات التي نواجهها في غزة، ومن المؤكد أنه سيكون أحد التحديات في لبنان أيضًا".
وأوضح أندرياس كريج٬ المحاضر الكبير في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج لندن٬ أن الأنفاق في لبنان تختلف عن تلك الموجودة في غزة، حيث يتم حفر معظم الأنفاق في غزة يدويًا في تربة رملية، بينما الأنفاق في لبنان محفورة بعمق في صخور الجبال.
وأضاف: "الوصول إلى هذه الأنفاق أكثر تعقيدًا من تلك في غزة، وكذلك تدميرها يعد أمرًا أصعب بكثير".