لا تزال الأنظار الإسرائيلية تترقب ما بعد عملية
الاغتيال التي استهدفت الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن
نصر الله، وسط تساؤلات
عن تأثيرها على مفاوضات صفقة تبادل
الأسرى مع حركة حماس، ومسألة وقف الحرب
الإسرائيلية على قطاع
غزة.
وقال الخبير العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي في
تقرير نشرته صحيفة "
يديعوت أحرونوت" العبرية وترجمته
"
عربي21"، إنه "من الصعب تحديد مدى تأثير اغتيال نصر الله على وضع
المفاوضات للإفراج عن الأسرى"، موضحا أن "القضاء على نصر الله يزيد من
احتمال نشوب حرب إقليمية قد يستفيد منها زعيم حركة حماس يحيى السنوار".
وتابع بن يشاي: "في هذه الحالة لن يتسرع
السنوار في الموافقة على صفقة الأسرى"، معتقدا أن "تصفية نصر الله ستزيد
فعليا من فرص تجديد الجهود الفعالة للتعامل مع الأسرى، خاصة أنها تزعزع الأوراق
وتدفع جميع أطراف الحرب المتعددة الساحات إلى إعادة النظر في مواقفهم وإعادة تقييم
مصالحهم".
منعطف استراتيجي
ورجح أن يؤدي هجوم بيروت إلى منعطف استراتيجي قد
ينهي الحرب، مضيفا أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد تعزيز المفاوضات من أجل
إطلاق سراح الأسرى، فإنها تحتاج إلى خلق تهديد حقيقي لإيران الآن حتى لا تفكر حتى
في إشعال حرب إقليمية من خلال هجوم مباشر على إسرائيل.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد أنه ينبغي عدم وقف القتال الآن أو تخفيفه من
جانب تل أبيب، بل الاستمرار في زيادة الهجمات لبضعة أيام أخرى على الأقل، حتى يتم
خلق عقلية رادعة طويلة المدى.
وتوقع أن يحاول الإيرانيون الانتقام بعد اغتيال نصر
الله، مستدركا: "رغم عمليات الاغتيال إلا أن حزب الله لا يزال يمتلك قدرات
عسكرية كبيرة".
آثار دراماتيكية
وتابع قائلا: "من الطبيعي أن يكون لتصفية نصر
الله آثار دراماتيكية على حزب الله وعلى إسرائيل"، مبينا أن الحزب لديه جيش يضم
ما بين 30 ألفا إلى 50 ألف مقاتل من جميع الرتب، وترسانة صاروخية لا تمتلكها معظم
دول العالم، بما في ذلك القوى الأوروبية.
ورأى أنه رغم الاستهدافات الإسرائيلية للحزب فإنه لم
يخرج عن العمل، بل تم تعطيل قدرته على إطلاق وابل كثيف من الصواريخ والقذائف
والطائرات المسيرة، بما في ذلك الصواريخ الدقيقة والتي تحمل رؤوسا حربية تزن مئات
الكيلوغرامات من المتفجرات.
اظهار أخبار متعلقة
وشدد على أن القيادة المحلية لحزب الله لا تزال في
حالة صدمة، لكن يبدو أنهم مستمرون في الانطلاق وفق التعليمات التي تلقوها قبل
تدمير القيادة.
وفي وقت سابق السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي تمكنه من
"القضاء" على نصر الله، في غارة جوية على العاصمة اللبنانية بيروت، مساء
الجمعة، شنتها مقاتلات إسرائيلية من طراز "إف 35" على هدف بمنطقة حارة
حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لـ"حزب الله". ولاحقا أقر
"حزب الله" باغتيال نصر الله.
ويتزامن ذلك، مع حرب الإبادة الجماعية التي يشنها
جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ قرابة عام، والتي خلّفت أكثر من 136 ألف
شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء.
وأفشل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو جولات تفاوض عديدة، بشأن التوصل لاتفاق ينهي الحرب، ويتضمن صفقة لتبادل
الأسرى مع حركة حماس.