قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن
استهداف الجيش الإسرائيلي للصحافيين بشكل مباشر يعد جريمة حرب جديدة يرتكبها في
لبنان، بعد سلسلة من الانتهاكات الممنهجة التي مارسها ضد الفئات التي تتمتع بحماية
بموجب القوانين الدولية، لا سيَّما القانون الدولي الإنساني.
وأشار الأورومتوسطي في تقرير له اليوم
الاثنين أرسل نسخة منه إلى "عربي21"، إلى أن جيش
الاحتلال الإسرائيلي
استهدف على مدار أكثر من عام عمال الصحة والإغاثة في لبنان، ليقتل ما لا يقل عن
121 عاملًا طبيًّا وإغاثيًّا، كما أنه استهدف بشكل متكرر ومتعمد مراكز قوات حفظ السلام
التابعة للأمم المتحدة "اليونيفيل" في جنوب لبنان، ما أدّى إلى إصابة
خمسة من عناصرها على الأقل، كما أنه استهدف يوم الجمعة الماضي، 25 أكتوبر/ تشرين الأول،
مقرًّا لإقامة الصحافيين في منطقة "حاصبيا"، ما أدّى إلى مقتل ثلاثة
صحافيين وإصابة ثلاثة آخرين.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ استهداف
الصحفيين كان مباشرًا، حيث إنه تم قصف المقر الذي يشغله 18 صحافيًّا من سبع مؤسّسات
إعلاميّة مختلفة، محليّة وعربيّة، خلال ساعات الفجر الأولى، على الرغم من وجود
مركباتهم التي تحمل شعارات الصّحافة أمام المبنى.
وبموجب هذا الاستهداف، فقد ارتفعت حصيلة
الصحافيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في لبنان منذ بداية الهجوم في 8
أكتوبر/ تشرين أوّل 2023 إلى 11 صحافيًا، بالإضافة إلى ثمانية جرحى.
وأكّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان
أنّ الصحافيين يتمتّعون بالحماية خلال النزاعات المسلّحة بموجب القانون الدّولي
الإنساني، لا سيّما تحت اتّفاقيّة جنيف لعام 1949 والبروتوكولات الإضافيّة الملحقة
بها، وبالتالي فإنها تجب حمايتهم من الهجمات المباشرة مثل باقي المدنيين.
وأضاف المرصد الأورومتوسطي أن على الأطراف
المتحاربة خلال النزاعات المسلحة ضمان حماية وسلامة الصحافيين، نظرًا لدورهم
الحيوي بتوثيق النزاعات المسلحة ونقل المعلومات إلى الجمهور، الأمر الذي يساعد في كشف الانتهاكات الإنسانيّة والقانونيّة التي قد تحدث خلال النّزاعات وهو ما يمكن
أن يكون وسيلة لضمان محاسبة الأطراف المتورطة في الانتهاكات وإيصال أصوات الضحايا
إلى المجتمع الدولي.
أمّا من ناحية القانون الدولي الإنساني،
فقال المرصد الأورومتوسطي أنّ الصحافيين يُعتبرون مدنيين طالما أنهم لا يشاركون
بشكل مباشر في الأعمال العدائية، وبالتالي فإنها تجب حمايتهم من الهجمات لأنهم لا يشكلون
تهديدًا على الأطراف المتحاربة، فقوانين الحرب تهدف إلى الحد من المعاناة
الإنسانيّة خلال النزاعات، وضمان سلامة الصحافيين هو جزء من ذلك كونهم يمثلون
وسيلة حيوية للتوثيق والشفافية.
وأكّد الأورومتوسطي أنّ أيّ انتهاك لهذه
القاعدة وأي استهداف مباشر للصحافيين يشكّل جريمة حرب بموجب القوانين الدّوليّة.
وعليه، فقد دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق
الإنسان المجتمع الدّولي إلى الالتزام بواجباته الدّوليّة في مراقبة ومتابعة
انتهاكات القوانين الدّوليّة، لا سيّما القانون الدّولي الإنساني خلال النزاعات
المسلّحة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم الدّوليّة ومنع الإفلات من العقاب، احترامًا
للقوانين الإنسانيّة.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن ألفين و672 قتيلا و12 ألفا و468 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلا عن نحو مليون و200 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد وكالة الأناضول لبيانات رسمية لبنانية حتى مساء الأحد.
ويوميا يرد "حزب الله" بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومقار استخباراتية وتجمعات لعسكريين ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، فإن الرقابة العسكرية تفرض تعتيما صارما على معظم الخسائر، بحسب مراقبين.
اقرأ أيضا: الاحتلال يواصل تحريضه على مستشفى الساحل ببيروت.. زعم وجود "سرداب" لنصر الله