كشف تقرير مؤشر
السلام العالمي لعام 2024 في نسخته الثامنة عشرة، عن معهد الاقتصاد والسلام (IEP)،
عن تصاعد وصف بكونه "غير مسبوق" في عدد الصراعات النشطة، حيث تم تقييم 163 دولة ومنطقة، وفقًا
لمستويات السلام فيها.
ويعتمد التقرير
على 23 مؤشرًا موزّعة على ثلاثة محاور رئيسية، وهي السلامة والأمن المجتمعي،
الصراعات المحلية والدولية المستمرة، ومستوى العسكرة؛ فيما كشفت النتائج لهذا العام عن
اتجاهات مثيرة للقلق تعكس تصاعد التوترات العالمية وتراجع الجهود السلمية.
تصاعد الصراعات
وضعف الحلول السلمية
أظهر التقرير
أن العالم يشهد أعلى عدد من الصراعات النشطة منذ الحرب العالمية الثانية، مع تراجع
واضح في الحلول السلمية للنزاعات، وبرز اتجاه جديد يتمثل في انخفاض معدل
الانتصارات العسكرية الحاسمة وتراجع توقيع اتفاقيات السلام منذ سبعينيات القرن
الماضي.
ويعكس هذا التوجّه
تعقيد النزاعات الحديثة، التي تتداخل فيها العوامل الجيوسياسية والاقتصادية
والاجتماعية.
وأضاف التقرير
مقياسًا جديدًا لتقييم القدرات العسكرية العالمية، حيث يشمل مدى تطور التكنولوجيا
العسكرية وجاهزية القوات، كما أظهر أن الاعتماد على القوة العسكرية في حل النزاعات
غالبًا ما يؤدي إلى تعقيد الأزمات بدلًا من حلها، مما يزيد من الحاجة إلى جهود
دبلوماسية شاملة.
اظهار أخبار متعلقة
تراجع مستويات
السلام في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
واصلت منطقة
الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسجيلها كأقل مناطق العالم سلمًا للعام التاسع على
التوالي، وفقًا للتقرير، وشهدت المنطقة تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.25 في المئة، في متوسط نقاط
المؤشر مقارنة بالعام الماضي.
من بين دول
المنطقة، تصدّرت الكويت قائمة الدول الأكثر سلمًا، محقّقة المرتبة 25 عالميًا، بفضل
استقرارها السياسي والاجتماعي، وعلى النقيض، ظل
اليمن في المركز الأخير عالميًا وإقليميًا
كأقل الدول سلمًا بسبب استمرار الحرب المدمرة وتفاقم الأزمات الإنسانية.
كذلك، تضمّن
التقرير، ثلاث دول عربية أخرى في قائمة الدول العشر الأقل سلمًا، وهم اليمن التي تذيل
الترتيب تليها السودان وسوريا مما يعكس استمرار الأزمات السياسية والأمنية في
المنطقة.
تأثير حرب غزة
كان لحرب
الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع
غزة المحاصر، تأثيرا كبيرا على مستويات السلام العالمية، حيث أشار
التقرير إلى أن أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة،
أسفرت عن تصعيد خطير للأوضاع في المنطقة.
إثر ذلك، امتد تأثير
الصراع ليشمل دولًا مثل: إيران،
سوريا، لبنان، واليمن، ما أدّى إلى تفاقم التوترات
وزيادة خطر اندلاع مواجهة إقليمية شاملة.
اظهار أخبار متعلقة
إسرائيل تسجل
أسوأ تراجع في تاريخ المؤشر
وسجّلت دولة الاحتلال
الإسرائيلي أكبر تراجع في ترتيبها بمؤشر السلام العالمي لعام 2024، حيث انخفضت 11
مرتبة لتحتل المركز 155 عالميًا، وهو أدنى مستوى لها منذ بداية إصدار المؤشر.
شهدت النتيجة
الإجمالية لدولة الاحتلال الإسرائيلي، انخفاضًا، بنسبة 10.5 في المئة، وذلك مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس أثر
التصعيد العسكري والسياسي. إذ يُعدّ هذا التراجع استمرارًا لاتجاه بدأ قبل ثلاث سنوات،
في ظل تصاعد الانقسامات الداخلية وتزايد العنف الإقليمي.