نشر موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي
تقريرا، يتناول احتمالات تأثير أحداث
سوريا على الوضع في
ليبيا، فيما تساءلت "لوبوان" الفرنسية من جهتها عن خيارات
روسيا في ليبيا بعد انهيار حليفها في سوريا.
وأوضح الموقع الإيطالي في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن التحوّلات في سوريا قد تؤثر على التوازنات في الدول المجاورة وغيرها من دول المنطقة، وقد يشمل ذلك ليبيا التي اندلعت فيها حرب أهلية في 2011، وهو العام ذاته الذي انطلقت فيه الأزمة السورية، بعد أن هبّت رياح الربيع العربي.
حفتر يخشى السيناريو السوري
أكد الموقع أن ما حدث في سوريا يشكل تهديدا كبيرا للمصالح الروسية في المنطقة وقواعدها الموجودة هناك، ومنها قاعدة
طرطوس البحرية في البحر الأبيض المتوسط.
اظهار أخبار متعلقة
ونقل الموقع عن مصدر دبلوماسي أن الروس لن يبقوا مكتوفي الأيدي في
بنغازي، لأن القاعدة الروسية في ليبيا قد تتعرض لسيناريو مشابه لما حدث في سوريا.
وحسب المصدر ذاته، تمثل منطقة برقة منذ ثمانية أعوام نقطة محورية للكرملين، ويخشى كثيرون في الوقت الراهن أن تتأثر المناطق التي يسيطر عليها الجنرال خليفة حفتر وقواته بما يُعرف بتأثير الدومينو.
ويتابع المصدر بأن الخوف الحقيقي لدى الجنرال هو أن تتخلى موسكو عن حلفائها في المنطقة، ويصبحون بالتالي هدفا سهلا لهجمات مناوئة.
ونقل الموقع عن مصادر مقربة من حفتر، أن الجنرال الليبي لديه رؤية بعيدة المدى، ويعلم أنه إذا تمسك بروسيا كحليف وحيد، فإن حكمه في غرب ليبيا سيكون في خطر.
وهذا يفسر -حسب الموقع- التقارب بين مقربين من حفتر وبعض المسؤولين الأتراك، حيث ظهرت بين أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني صور من داخل مقر قيادة الجيش الذي يقوده حفتر في بنغازي، لاجتماعات بين مسؤولين ومبعوثين أتراك وعدد من مساعدي حفتر.
كما أن أحد أبناء الجنرال، صدام حفتر، كان من بين المدعوين لـ"معرض ساها 2024"، وهو معرض سنوي للصناعات الدفاعية يقام في إسطنبول.
تعويض الخسارة
من جانبها، اعتبرت مجلة "لوبوان" أن تخلّي روسيا عن دعم حليفها بشار الأسد أمام الثوار في سوريا يفتح المجال أمام احتمالات إعادة ترتيب الوضع في ليبيا، ولاحقًا في منطقة الساحل الأفريقي.
وتتوقع المجلة أن يلهب سقوط بشار الأسد نيران الربيع العربي، التي لم تكن قد خمدت بشكل كامل، معتبرة أن ليبيا المقسمة إلى شرق وغرب، قد تكون مسرحا لصراع قوى خارجية؛ بسبب الأطماع في مخزونها الكبير من النفط والغاز، وموقعها الاستراتيجي.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف التقرير أنه من المنتظر أن تركز روسيا بشكل أكبر على ميناء طبرق الذي شهد وضع حجر الأساس لتشييد قاعدة بحرية، ستُنقل منها المعدات لاحقًا باتجاه وسط البلاد، ثم يُرسل جزء منها إلى النيجر وتشاد.
وتسعى روسيا بذلك إلى تعزيز طموحاتها في أفريقيا، انطلاقا من مالي، وصولا إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، في ظل احتمالات خسارة قاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدتها الجوية في حميميم.
واعتبرت المجلة أن الجانبين التركي والروسي يقفان حاليا أمام خيارين، إما التفاوض على إعادة توزيع مناطق النفوذ أو المواجهة، وهو ما تفرضه معادلة سقوط النظام في سوريا واحتمالات تركيز روسيا على ليبيا لتعويض تلك الخسارة.