أعلنت
دمشق اليوم الأربعاء، عن موافقتها إرسال وفد ممثل إلى جنيف2.
وكان النظام السوري، وافق على المشاركة في مؤتمر جنيف2 "دون شروط مسبقة" بحسب الإعلان الرسمي.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء أن هدف المؤتمر "عدم إجراء مباحثات عابرة حول
سوريا، وإنما موافقة متبادلة بين ممثلي النظام (...) والمعارضة المعتدلة للوصول إلى تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات".
وأشار إلى أن الأسد لن يحضر شخصيا المؤتمر، بل سيشارك فيه ممثلون عنه.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين أن مؤتمر جنيف2 سينعقد في 22 كانون الثاني/ يناير، مضيفا أنه "أخيرا، وللمرة الأولى ستلتقي الحكومة السورية والمعارضة على طاولة المفاوضات وليس في ميدان المعركة".
مقتل 68 شخصا
وثقّت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، استشهاد 68 شخصاً في العمليات العسكرية المختلفة التي شنتها القوات النظامية في العديد من المدن والبلدات السورية، مشيرة إلى أن من بين القتلى نساء وأطفالا.
وذكرت الشبكة السورية التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، أن العمليات العسكرية التي شنتها الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري، أمس الثلاثاء، في كافة الأنحاء السورية برا وجوا، مستخدمة الأسلحة الثقيلة والطائرات والمدافع، أدت إلى مقتل 34 شخصا في ريف العاصمة دمشق، و15 في
حلب، و7 في إدلب، و5 في حمص، و4 في درعا، و2 في حماه، وقتيل واحد في القنيطرة.
ولفتت الشبكة في بيانها، إلى أن من بين القتلى 11 طفلا، و6 سيدات، موضحة أن الهجمات المختلفة التي شنتها قوات النظام، أسفرت في الوقت ذاته عن سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف المدنيين.
وعلى الأرض، قصفت القوات النظامية ليل أمس الثلاثاء مناطق في
الغوطة الشرقية، ودارت بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين. في حين قصفت القوات النظامية مناطق تسيطر عليه الكتائب المقاتلة ما أدى لسقوط جرحى.
وتدور منذ صباح اليوم الأأربعاء اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وقوات جيش الدفاع الوطني ومقاتلي حزب الله اللبناني ومقاتلي لواء أبي الفضل العباس الذي يضم مقاتلين من الطائفة الشيعية من جنسيات سورية وأجنبية من جهة، وبينومقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وعدة كتائب إسلامية مقاتلة من جهة أخرى في الغوطة الشرقية، ما أدى لاستشهاد 12 مقاتلا من الكتائب المقاتلة.
وفي حلب، دارت عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في حي سيف الدولة وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين,، كما فتح الطيران الحربي نيران رشاشاته الثقيلة على مناطق في حي مساكن هنانو وبلدة كفرناها ما أدى لسقوط جرحى.
وتعرضت صباح اليوم الأربعاء مناطق في بلدات الريف الجنوبي لقصف من قبل القوات النظامية، تزامناً مع توجه رتل عسكري إلى المناطق التي سيطرت عليها الكتائب المقاتلة أمس، وسط اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة، وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية، ترافق مع قطع طريق دمشق القنيطرة.
الجبهة الاسلامية
وفي أحداث منفصلة، أعلنت "الجبهة الإسلامية وهي تحالف جديد لجماعات إسلامية مسلحة معارضة في سوريا، الثلاثاء أن مشروعها هو إقامة "دولة اسلامية" في هذا البلد، متعهدة حماية حقوق الأقليات "في ظل الشريعة" وإقامة نظام حكم أساسه الشورى.
وفي "ميثاق" نشرته الثلاثاء قالت الجبهة الإسلامية التي باتت أكبر تجمع لجماعات مسلحة إسلامية في سوريا ينضوي تحت لوائها عشرات آلاف المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد، إنها "تكوين عسكري سياسي اجتماعي إسلامي شامل يهدف إلى إسقاط النظام الأسدي في سوريا إسقاطا كاملا، وبناء دولة اسلامية تكون السيادة فيها لشرع الله -عز وجل- وحده مرجعا وحاكما وموجها وناظما لتصرفات الفرد والمجتمع والدولة".
وأوضح الميثاق أن الجبهة ترفض العلمانية كونها "فصل الدين عن الحياة والمجتمع وحصره في طقوس وعادات وتقاليد، وهذا مناقض للإسلام الذي ينظم شؤون الفرد والمجتمع والدولة"، كما ترفض "الدولة المدنية".
وفي موضوع الأقليات أكدت الجبهة أن "التراب السوري يضم نسيجا متنوعا من الأقليات العرقية والدينية تقاسمته مع المسلمين لمئات السنين في ظل الشريعة الغراء التي صانت حقوقها".
وشدد الميثاق على أن "الأراضي السورية لا تقبل أي مشروع تقسيمي أو كيان دخيل يقام على ربوعها".
أما بشأن الجهاديين الذين أتوا إلى سوريا من أقطار العالم للقتال في صفوف الجماعات المسلحة، وبينها قسم مرتبط بتنظيم القاعدة أو موال له، فقالت الجبهة إن هؤلاء "المهاجرين هم إخوة ناصرونا في الجهاد، وجهادهم مقدر ومشكور يفرض علينا الحفاظ عليهم وعلى كرامتهم وجهادهم".
وفي سياق آخر في الشأن السوري، نشرت صحيفة "صاندي تليغراف" تقريرا عن معاناة أطفال سوريا في مخيمات اللاجئين في لبنان.
الطفل اكرم
ونقلت "صاندي تلغراف" في تقريرها قصة الطفل أكرم ذي العشرة أعوام، الذي يعيش في مخيم للاجئين في لبنان، في بيوت خشبية وخيم تحيط بها الأوحال والقمامة من كل جانب. والأطفال يجولون حفاة، وعلامات سوء التغذية تبدو على أجسامهم النحيلة.
وتقول الصحيفة إن أكرم هرب وعائلته من القنابل في سوريا صيفا، وبعد عناء السفر وخطورته وصلوا إلى لبنان وليس معهم إلا ثيابهم، وهاهم اليوم يواجهون برد الشتاء في لبنان، ولا يملكون شيئا يحتمون به.
وتضيف أن أكرم واحد من ستة ملايين سوري موجودون في لبنان وفي دول الجوار، بحاجة ماسة للإعانة. ويبلغ عدد الأطفال السوريين في لبنان وحدها 400 ألف طفل.
وتشير الصحيفة إلى أن لبنان، دولة صغيرة، ليس لها الإمكانات الكافية للتكفل بهذا العدد الكبير من اللاجئين السوريين. كما أن المؤسسات الصحية اللبنانية لا تقدر على توفير الرعاية لهذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين أيضا.
وتقوم الأمم المتحدة والمنظمات الخيرية العالمية بأكبر عملية إغاثة في التاريخ لإيصال المساعدات إلى اللاجئين السوريين المنتشرين في العديد من الدول بالمنطقة.
الائتلاف السوري
ومن جهة أخرى، أكد الائتلاف السوري المعارض، أمس الثلاثاء، رفضه مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم الانتقالي، الذي يفترض أن ينتهي إليه مؤتمر
جنيف- المحدد في الشهر الأول من العام المقبل، فيما أعربت إيران مجددا عن استعدادها للمشاركة في المؤتمر بدون شروط مسبقة.
وأكد الائتلاف أنه "ينظر بكل إيجابية" الى "تحديد موعد انعقاد مؤتمر جنيف2 (...) الذي سيكون موضوعه الأساس تطبيق بنود بيان "جنيف1 كاملة"، بدءا بالوصول إلى اتفاق حول تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، بما فيها الصلاحيات التنفيذية على الجيش والشرطة والأمن وأجهزة المخابرات في سورية".
ودعا الائتلاف المجتمع الدولي الى التحضير للمؤتمر عبر تأمين وصول الاغاثة الى كل المناطق السورية واطلاق المعتقلين، "لإثبات جديته في تهيئة الأجواء الإنسانية المناسبة (...) قبل انعقاد المؤتمر".
في القاهرة، قال رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا إثر لقائه الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن الائتلاف طالب الجامعة بشغل مقعد سوريا في الجامعة العربية بعد تشكيل الحكومة المؤقتة.
وفي طهران، قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحافي إن "مشاركة إيران في مؤتمر جنيف- ستكون مهمة لتسوية الأزمة السورية وإننا مستعدون للمشاركة في المفاوضات من دون شروط مسبقة".