أكد باحث أن "
إسرائيل" توظف مخاوف الأقليات في
سوريا من صعود الإسلاميين في بناء تحالفات معها.
وقال نحاس عنبري، الباحث في "مركز يورشليم لدراسات المجتمع والدولة"، إن المساعدات التي تقدمها "إسرائيل" للقرى الدرزية التي تقع للشرق من خط الحدود في هضبة الجولان تأتي في إطار هذا التحرك.
وفي ورقة نشرها مساء الثلاثاء موقع المركز على الشبكة، أوضح عنبري أن الدروز في الجولان السوري الذين يحافظون على ولاء مطلق لنظام الأسد اقتنعوا بأن الإسلاميين وتحديداً تنظيم "القاعدة" يمثلون عدواً مشتركاً لهم ولـ"إسرائيل".
وكان وزير الحرب "الإسرائيلي" موشيه يعلون، أعلن رسمياً قبل يومين عن تقديم جيشه مساعدات للقرى السورية التي تقع شرق الحدود.
ونوه عنبري إلى أن "إسرائيل" شرحت للدروز بأنه في حال انتصر الإسلاميون في المواجهة الحالية في سوريا، فإنهم و"الدولة العبرية" سيكونون على رأس المتضررين، وهذا ما يوجب تعاونا مشتركا ومبكرا لمواجهة خطر التنظيمات الجهادية.
ويذكر أن قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، كشفت النقاب 15 تشرين ثاني/ نوفمبر 2013 النقاب عن "إسرائيل" أجرت اتصالات منذ زمن بعيد مع القرى الدرزية في الجزء السوري من الجولان، مشيرة إلى أن إلجيش "الإسرائيلي" وظف في هذه الاتصالات ضباطا دروزا يخدمون في صفوفه.
وأشاد عنبري بالجهود التي تبذلها "إسرائيل" لبناء تحالفات مع دروز سوريا، معتبراً أن هذه الخطوة ستقلص المخاطر التي ستهدد "إسرائيل" في حال سقط نظام الأسد.
واستدرك عنبري محذراً من أن التحالف مع الدروز في سوريا لا يكفي لمواجهة مجمل المخاطر الاستراتيجية التي ستنجم عن سقوط النظام، مشدداً على ضرورة أن تتحرك "إسرائيل" لإقناع دول العالم بتقسيم سوريا إلى دويلات ترتبط فيدرالياً، وتكون مستقلة.
وأوضح عنبري أن عدم تفكيك سوريا إلى دويلات سيؤدي إلى تشكيل حكومة موحدة لسوريا يسيطر عليها "
الإخوان المسلمون"، وهذا يعني سيطرتهم على الشرق الأوسط بمجمله.
الأسد خيار "إسرائيل"
من ناحية ثانية، أكد رئيس هيئة أركان الجيش "الإسرائيلي" الأسبق دان حالوتس أن "إسرائيل" تفضل بشكل واضح وصريح بقاء نظام الأسد على أي خيار آخر.
ونقل موقع صحيفة "معاريف" صباح الأربعاء عن حالوتس، قوله خلال كلمة أمام مجموعة من اليهود في العاصمة الروسية موسكو، إن "إسرائيل" تدرك حجم المعضلات والتهديدات التي ستواجهها في حال سيطر الإسلاميون "المتطرفون" على مقاليد الأمور في سوريا.
وأضاف حالوتس: "على الرغم من أن النظام السوري يقتل أبناء شعبه صباحاً ومساء، فإن كل الخيارات الأخرى سيئة لإسرائيل، وما يتوجب علينا الاهتمام به مصالحنا الاسترايتجية".
وأردف قائلا: "يجب أن نسأل أنفسنا السؤال التالي: هناك نظام سيئ، لكنه معروف لنا تماماً، وهناك بديل أكثر سوءاً منه بكثير وهو غير معروف لنا، فماذا نفضل؟ نحن سنفضل الأقل سوءاً والأكثر انكشافاً لنا".