تفاجأ سكان شارع "النفق" شمال مدينة
غزة الجمعة بثلاثة قوارب تهرع للبيوت التي حوصرت جراء الهطول الغزير للأمطار.
وفي مشهد غريب على القطاع، اندفعت ثلاثة قوارب باتجاه البيوت المحاصرة، وعمل الشبان الذين على متنها على إنقاذ الأطفال والنساء والقاطنين بتلك البيوت.
كان هؤلاء مجموعة من عناصر كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة
حماس، ومن عناصر الشرطة البحرية التابعة لوزارة الداخلية في حكومة غزة.
وساهمت عناصر المقاومة الفلسطينية بشكل مكثف في عمليات الإنقاذ والمساعدة، إلى جانب عناصر الدفاع المدني والشرطة.
وتركزت جهود عناصر المقاومة في المناطق البعيدة والنائية التي يصعب على رجال الدفاع المدني الوصول إليها.
وأعلنت الحكومة في غزة القطاع منطقة "منكوبة طبيعياً"، مناشدة دول العالم والمؤسسات الدولية إرسال مضخات وجرافات وآليات للتعامل مع الكارثة التي يمر بها القطاع لليوم الرابع على التوالي جراء ظروف طقس سيئة.
وقال يوسف إبراهيم رئيس سلطة جودة البيئة التابعة لحكومة غزة إن "القطاع يمر بكارثة بيئية طبيعية وعلى المؤسسات الدولية والأمم المتحدة والصليب الأحمر إرسال معدات التعامل مع الكوارث إلى القطاع بشكل فوري لأن حياة 80% من السكان معرضون لخطر الموت غرقاً بالمياه العادمة".
ولعبت عناصر المقاومة دوراً رئيساً في إسعاف العائلات التي غرقت منازلها، إلى جانب قوات الدفاع المدني ورجال الشرطة والأمن الوطني، الذين تم تجنيدهم بشكل كامل للطوارئ.
وساهمت بشكل كبير في نقل أفراد الأسر المنكوبة من مناطق الأطراف إلى مراكز الإيواء التي أعلنت عنها حكومة غزة.
وعلم "عربي21" أن كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، أعلنت حالة الاستنفار القصوى منذ فجر الأربعاء الماضي، لمواجهة الحالة الجوية السائدة.
وتحدث "عربي21" إلى خمسة من أفراد الكتائب في محيط بلدة دير البلح حيث مكان عملهم، مشيرين إلى أن أيا منهم لم يعد إلى بيته منذ فجر الأربعاء الماضي.
وقال أحد العناصر، وهو مهندس كهربائي، إنه يساعد في إصلاح شبكات الكهرباء في البيوت المتضررة إلى جانب عدد كبير من المتطوعين.
وتأتي جهود "القسام" الإغاثية، في ظل استعداد عناصره التامة لمواجهة أي عدوان صهيوني،
حيث ما زالت مجموعات "المرابطين"، الذين يتمركزون في قلب منطقة التماس، المتاخمة للخط الفاصل بين "إسرائيل" والقطاع، على رأس عملها.
ويشهد قطاع غزة عاصفة مطرية لم يشهد مثلها منذ فترة طويلة، حيث فاضت الوديان القريبة من التجمعات السكانية لأول مرة، ما أدى إلى مداهمة المياه لكثير من المنازل.
وفتحت وزارة التربية والتعليم العالي مدارسها لإيواء المتضررين من المنخفض الجوي العميق، وافترشت العائلات الفصول الدراسية، وسط أجواء من البرد القارس.
وترافق المنخفض الجوي العميق مع تفاقم أزمة الكهرباء، حيث تنقطع الكهرباء لفترة تتفاوت بين 18 و23 ساعة في اليوم.
وحرص رئيس حكومة غزة على المشاركة بنفسه في عمليات الإنقاذ والاسعاف، إلى جانب عناصر الدفاع المدني، علاوة على قيامه بتفقد الأسر المنكوبة، وزار مناطق في غزة ودير البلح.