قال علي عثمان طه، النائب الأول السابق للرئيس
السوداني عمر
البشير، إن التعديل الوزاري الذي أجري الأسبوع الماضي سيصحبه تغيير في سياسات الحكومة، وذلك في أول تصريح لمسؤول رفيع عن تغيير في سياسات النظام بعد التعديل الوزاري الذي أطاح بغالبية الوجوه القديمة لصالح وجوه شابة.
وعلى مدار أسبوع قوبل التعديل الوزاري، الذي تم إعلانه الأحد الماضي، بانتقادات كثيرة في الشارع السوداني مع تحاشي كل المسؤولين الحديث عن تغيير في السياسا،ت وقللت المعارضة من الخطوة بحجة أن المهم هو "تغيير منهج النظام الإقصائي".
وأضاف طه خلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي مساء السبت: "الذين يطالبون بتغيير في السياسات مصاحب لتغيير الأشخاص محقون في ذلك، وستكون هناك مراجعة شاملة للسياسات".
وتابع: "ما ظهر الآن هو رأس الجليد فقط، وسيكون هناك مزيد من التغييرات في أجهزة الحزب الحاكم والحكومة وتغيير في السياسات تهتم بالحكم الرشيد والسلام ووقف الحرب وجمع الصف الوطني ومشاكل الاقتصاد".
ونبه إلى أن الحزب الحاكم يشهد الآن حوارا صريحا حول هذه القضايا عبر لجنة خاصة.
وعما يتردد عن خلاف بينه والرئيس عمر البشير كان سببا في إبعاده من منصبه، قال: "هذا غير صحيح البتة وطيلة الفترة التي عملنا فيها سويا (يقصد مع البشير) كان بيننا قدر كبير من الاحترام، وكنت أتعامل معه كزميل وأخ يتقدمني في المسؤولية أكثر من كونه رئيسا وأنا نائبه".
وأطاح التعديل الوزاري بنائبي الرئيس علي عثمان طه والحاج آدم، بجانب مساعده نافع علي نافع وثلاثتهم الأكثر نفوذا في الحزب والدولة، ومن القيادات التاريخية للحركة الإسلامية التي تمثل مرجعية لحزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان.
وينظر للرئيس البشير وهو برتبة مشير في الجيش بأنه زعيم لتحالف الإسلاميين مع المؤسسة العسكرية، لكن مغادرة نائبيه ومساعده عززت الشكوك حول وجود خلافات بين البشير من جهة والإسلاميين من جهة أخرى.
ووصف البعض الخطوة بأنها "انقلاب" خصوصا مع تولي الفريق أول بكري حسن صالح لمنصب النائب الأول بدلا عن عثمان، وبقاء وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم حسين في منصبه رغم المطالبات القوية داخل الحزب الحاكم على مدار عامين بإقالته، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في الجبهات القتالية ووصول المتمردين إلى مناطق كانت بعيدة عن المعارك.
ونفى البشير مساء الأحد الماضي خلال مخاطبته لقاء جماهيريا قبل ساعات من إعلان التعديل الوزاري، وجود خلافات، وقال إن علي عثمان طه تنحى عن منصبه لإفساح المجال للشباب وليس بسبب خلافات بيننا.
وقلل علي عثمان في المقابلة التي استمرت نحو ساعة من وصف الخطوة بأنها "انقلاب"، مؤكدا أن تنحي القيادات العليا كان بمبادرة منه، وأنه أوصى البشير بتعيين بكري في مكانه حتى يكون قدوة لغيره.