فيما ينذر ببوادر احتراب أهلي، ووسط تحريض غير مسبوق من إعلاميين وسياسيين للانتقام من
الإخوان المسلمين في أعقاب تفجير
المنصورة الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، تعرضت ممتلكات ومنازل أعضاء الجماعة للحرق والنهب في عدة محافظات دون تدخل من قوات الأمن.
ويقول مراقبون إن الغالبية العظمى من
المصريين المؤيدين للانقلاب يعتقدون أن جماعة الإخوان هي المسؤولة عن التفجير بالرغم من عدم وجود دليل مادي على ذلك، ونفي الجماعة أي علاقة لها بالهجوم.
وأكد شهود عيان أن بلطجية قاموا بحرق ممتلكات الإخوان بتحريض من الأمن وفلول نظام مبارك.
تحريض إعلامي
وشاهد المصريون برامج حوارية تلفزيونية يتم بثها مساء الثلاثاء على الهواء من موقع التفجير ويظهر فيها المذيعيون - مثل رولا خرسا وأحمد موسى - وهم يحرضون الأهالي على التصدي للإخوان ويهتفون مع المتظاهرين "الموت للإخوان".
وحرض الإعلامى عمرو أديب على الإخوان عبر تويتر، وقال إنهم أظهروا شماتة في ضحايا التفجير، وأضاف: "أنتوا جنسكو إيه، لا يمكن تكونوا مسلمين أو بنى آدمين، تحذير لكل الإخوان، امشوا من قدام شعب مصر الساعة دى" .
وصدرت صحف القاهرة في إطار تغطيتها للحادث تحمل عناوين متشابهة تحمل الإخوان مسئولية الهجوم وتطالب الشعب بالتصدي لهم، وأوردت أكثر من صحيفة في صدر الصفحة الأولى نفس العنوان "الشعب يريد إعدام الإخوان".
تهديد بالتهجير القسري
وعمت الفوضى بعض شوارع
الدقهلية، وسط حالة من الانفلات الأمني ذكرت المواطنين بيوم 28 كانون الثاني/ يناير 2011 حينما انهارت الشرطة وانتشرت عمليات السلب والنهب.
وشهدت مدينتا المنصورة وأجا سلسلة اعتداءات على منازل ومحال بدعوى انتماء أصحابها للجماعة، من بينها عمارة سكنية يملكها الدكتور عبد الرحمن عبد البر مفتي الجماعة وعضو مكتب الإرشاد، فيما أسمته صحيفة الوطن "انتفاضة غضب ضد الإخوان وأنصارها".
كما قام العشرات باقتحام شركة سياحة وسوبر ماركت وقاموا بنهب كل محتوياته، واعتدوا على بعض العاملين بها بدعوى أنه ملك لجماعة الإخوان المسلمين. وقال شهود عيان إن قوات الأمن تدخلت متأخرة وأطلقت الرصاص الحي لتفريق الغاضبين.
كما وقعت اشتباكات عنيفة بين بعض الأهالي وأقارب ضابط شرطة قتل في التفجير، وأعضاء الإخوان أسفرت عن وقوع إصابات من الجانبين دون تدخل الأمن.
وقال شهود عيان إن بلطجية اعتدوا على عدد من أعضاء الإخوان، وطالبوا بطردهم من المحافظة وإعلانها خالية من الإخوان، وأمهلوا أعضاء الجماعة حتى العاشرة مساء الثلاثاء للمغادرة، وهددوا بقتل مؤيدي الرئيس محمد مرسي.
اعتداءات على الإخوان و6 إبريل
وفي دمياط حطم الأهالي مركزا للتنمية البشرية وصيدلية ومحل كاوتشوك ومحل بقالة مملوكة لأعضاء بجماعة الإخوان، عقب تشييع جثمان أحد أبناء المحافظة الذي قتل في تفجير المنصورة.
وأشعل الأهالي النار بمقريّ حزب الحرية والعدالة ومصر القوية بدمياط، دون وقوع خسائر بشرية، كما تظاهروا أمام منازل قيادات بالجماعة ورددوا هتافات مناهضة لهم وهددوهم بالطرد حال خروجهم من منازلهم.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين الأهالي وأنصار الجماعة في أكثر من منطقة، وسط دعوات بـ"فرض الإقامة الجبرية على الإخوان أو طردهم من المحافظة".
وفي كفر الشيخ، حطّم الأهالي عددا من المحال التجارية التي يمتلكها أعضاء في الجماعة، في مدينتي بيلا وبلطيم، ونهبوا محتوياتها.
وقام أهالي المحلة عقب تشييع جثامين ثلاثة من أبناء المدينة بإضرام النيران في منازل ومتاجر مملوكة لأعضاء الجماعة.
وحاصر الأهالي برجا سكنيا يمتلكه أحد قيادات الإخوان وهتفوا بسقوط الإخوان، واعتدوا بالضرب على أعضاء بحركة "6 أبريل" واتهموهم بالخيانة.
ولم تسلم من الاعتداء متاجر وشركات مملوكة لمواطنين مؤيدين للانقلاب، لكن شائعات بأنهم أعضاء في جماعة الإخوان كانت كافية ليتم نهب كل محتوياتها وحرقها.
الشرطة تدعو إلى مهاجمة الإخوان
وقال الدكتور مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب السابق، إن هناك أطرافا تسعى لإشعال فتيل الحرب الأهلية في مصر، داعيا إلى إنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.
جاء ذلك تعليقا على دعوة صفحة الشرطة المصرية على "فيس بوك" إلى مهاجمة محال مملوكة لخيرت الشاطر نائب مرشد "الإخوان" بمدينة نصر قائلة: "عايز انزل اشتري أكل من محلات الإخوان اللي اسمها "زاد" في مدينة نصر.. المفروض كل الشعب يروح ياكل اللي هناك قصدي يشتري أكله من هناك.. وربنا عالم باللي في ضميري".
وكان مؤسس حزب المصريين الأحرار نجيب ساويرس قد هدد منذ يومين بمواجهة معارضي الانقلاب بالعنف إذا لجأوا إلى العنف.
وقال ساويرس، رجل الأعمال القبطي، إنه من الخطأ ترك قوات الجيش والشرطة وحدها في مواجهة معارضي الانقلاب، وتابع القول "الشعب "زهق" وقد يخرج بنفسه لإنهاء المواجهة ضد الإخوان، ويمكننا فعل ذلك".