دمر القتال الشرس بين قوات حكومة
جنوب السودان، و"المتمردين" الموالين للنائب المقال لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت منذ أسابيع مدينة "بور" الاستراتيجية، وسقط ضحيته آلاف القتلى، وفقا لمسؤولين محليين.
في مقابلة مع وكالة الأناضول، قال النائب عن أحد الدوائر المحلية في مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي (غرب)، ورئيس أكبر كتلة برلمانية عن الولاية في برلمان جنوب السودان دينق داو: "بلغ إجمالي عدد (الجثث) التي أحصيناها في المدينة، 3500 قتيل".
وأوضح أن "أعداد القتلى في المناطق السكنية 1100، بخلاف الذين قتلوا أثناء محاولة عبور النهر هربا من المعارك وبلغت أعدادهم 2000".
وأضاف: "إذا قمنا بإضافة هذه الأرقام لأعداد الجثث الموجودة في المستشفى والكنيسة وكذلك في الأدغال تصل حصيلة القتلى إلى 3500".
وأشار دينق دوا إلى حصيلة القتلى تشمل الفترة بين 18 كانون الأول الماضي و19 كانون الثاني، متهما المتمردين بارتكاب مجازر خلال فترة سيطرتهم على المدينة.
ولم يتسن الحصول على تعليق على الفور من متحدث باسم مشار وقواته للتعليق على هذه الاتهامات .
الأسبوع الماضي، أعلنت حكومة جنوب السودان سيطرتها على بور من القوات المتمردة الموالية لنائب الرئيس المقال ريك مشار.
وتبادلت القوات القوات الحكومية والمتمردون السيطرة على المدينة، حيث سيطر
المتمردون عليها للمرة الأولى على المدينة مع بداية القتال في منتصف كانون الأول/ ديسمبر قبل أن تستعيدها الحكومة عشية عيد الميلاد (24 ديسمبر) ثم استعاد الثوار السيطرة عليها مرة أخرى في 31 كانون الأول/ ديسمبر.
وقال النائب دوا إن فريقا يضم أفرادا وقادة المجتمع من جميع المقاطعات في منطقة بور ينتهون في الوقت الراهن من تقييم الأوضاع، في حين توقع أن ترتفع الحصيلة النهائية للقتلى، مؤكدا "ما زلنا نقوم بإجراء مسح، وسوف ننتهي قريبا مع إصدار تقرير موجز".
ومن جانبه، قال رئيس بلدية بور نيال ماجاك إن المؤشرات الأولية لعدد الوفيات، أظهرت أن حوالي 2500 شخص قد لقوا مصرعهم داخل المدينة.
وأوضح في تصريح لوكالة الأناضول: "هذا ما قيل لي وهناك الكثير من الذين قتلوا على مشارف المدينة"، مرحجا أن تكون الحصيلة النهائية "أعلى من ذلك بكثير".
وأضاف: "سنعمل على الخروج ومعرفة الأرقام النهائية".
وأشار إلى أنه يجري تأمين المدينة حاليا من قبل الجيش، معربا عن أسفه لأن "المدينة نهبت تماما، ولا يمكن العثور على طعام في أي مكان، والأوضاع في حالة من اليأس".
والأسبوع الماضي، اتهم المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان أتني ويك أتني قوات المتمردين بقتل عشرات المدنيين، ومن بينهم 127 مريضا يتلقون علاجهم في مستشفى محلي، فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن 12 شخصا لقوا مصرعهم عندما حاولوا الاحتماء في الكنيسة.
وأشارت تقارير إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وتشريد 400 ألف آخرين بسبب القتال الذي اندلع في أحدث دولة في العالم في منتصف كانون الأول/ ديسمبر.
ووقعت حكومة جنوب السودان، ومجموعة مشار، مساء الخميس الماضي، اتفاقاً لوقف إطلاق النار، وذلك بعد محادثات سلام رعتها هيئة التنمية الحكومية لدول شرق افريقيا (إيجاد)، منذ بداية الشهر الجاري.
وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، دارت في جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار، الذي يتهمه الرئيس بمحاولة
الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار.