قالت تقارير إعلامية إن
السعودية تهدد بفرض حصار بري وبحري على
قطر إذا لم تنفذ مجموعة من الشروط "
التعجيزية"، تبدأ بوقف العلاقة مع جماعة
الإخوان المسلمين، وتتضمن إقفال محطة "الجزيرة"، وطرد الشيخ يوسف
القرضاوي، وإقفال مركزي "بروكنغز" و"راند".
ورد وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية في كلمة الاثنين، في معهد الدراسات السياسية في باريس بأن "استقلال السياسة الخارجية لدولة قطر هو ببساطة غير قابل للتفاوض".
وتحدث الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في تقرير نشر في موقع "هافنغتون بوست" البريطاني عن حرب دبلوماسية مفتوحة بين السعودية وقطر بقيادة جيلين مختلفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز (89 عاما) والأمير تميم بن حمد (33 عاما).
وقال هيرست، إن الأزمة تهدد بحصار قطر بريّا وبحريّا إذا لم تقطع علاقاتها مع الإخوان المسلمين، وتغلق قناة "الجزيرة"، وتقفل الفروع المحلية لمركزين مرموقين أمريكيين، وهما مركز "بروكنغز الدوحة"، ومعهد "راند – قطر للسياسات".
وتتهم السعودية قطر باستخدام قناة "الجزيرة" لتحريض الشعوب العربية على الثورة ولإحداث تغييرات في المنطقة، وقد نجحت من خلالها بدفع الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا.
وأضاف هيرست، أن التهديد بإغلاق مركزي "بروكنغز" و"راند" في الدوحة يحرج الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي سيزور الرياض نهاية الشهر الحالي.
وبحسب هيرست، فقد تعرضت الدوحة للتهديد بالحصار في الخفاء قبل أن يتم سحب السفراء من الدوحة، وإصدار بيان يعلن جماعة الإخوان جماعة "إرهابية"، جنبا إلى جنب مع القاعدة وحزب الله اللبناني والدولة الإسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة.
وقال العطية في كلمته: "التصريحات الأخيرة التي أدلى بها إخواننا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، لا علاقة لها بالأمن الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي، وإنما هي نابعة قبل كل شيء من تباين واضح في الآراء بشأن المسائل الدولية".
وأضاف وزير الخارجية القطري: "مع أننا نأسف لهذه التصريحات الأخيرة، إلا أنه يحق لنا نحن أيضا أن يكون لنا رأينا الخاص بنا، ووجهة نظرنا الخاصة بنا، وقراراتنا الخاصة بنا". كما أكد أن المبدأ الأساسي الثاني للسياسة الخارجية لقطر هو "التزامها بدعم حق الشعوب في تقرير المصير ودعمها التطلعات نحو إحقاق العدالة والحرية وينبغي للمرء، في هذا السياق، أن يفهم دعم دولة قطر للديمقراطيات الناشئة التي أعقبت الربيع العربي".
وأشار إلى أن بلاده "اختارت ألا تبقى على هامش التاريخ"، وقررت الاضطلاع بدور كبير في الشؤون العالمية، والتواصل مع الدول الأخرى، والتوسط في النزاعات، والعمل على إنهاء النزاعات العنيفة، ورعاية اللاجئين.