دعت فرنسا الخميس النظام السوري إلى الامتناع عن إجراء انتخابات رئاسية خارج إطار العملية الانتقالية وبيان جنيف.
وطالبت وزارة الخارجية الفرنسية النظام السوري بـ"القبول بجدول الأعمال الذي اقترحه المبعوث الأممي إلى
سوريا الاخضر الإبراهيمي؛ حيث إن أولوياته العاجلة هي: إنهاء أعمال العنف، ومكافحة الإرهاب، وإقامة هيئة حكومية انتقالية".
وقالت: "ينبغي معالجة هذه النقاط على نحو متواز، وقد رفض النظام السوري حتى الآن العمل بذلك، وإنه على العكس من ذلك زاد من قمعه الشرس في الميدان، رافضا البدء بتنفيذ القرار 2139 حول إيصال المساعدات الإنسانية".
واعتبرت أن هذا يعني أن "تقبل سلطات دمشق جدول الأعمال الذي اقترحه الإبراهيمي، وأن تمتنع عن تنظيم انتخابات رئاسية خارج إطار عملية الانتقال وبيان جنيف".
من جانبه، اتهم الموفد الدولي إلى سوريا الاخضر الابراهيمي الخميس نظام دمشق باللجوء الى "مناورات تسويفية"؛ لتأخير مفاوضات السلام مع المعارضة السورية -على ما صرح دبلوماسيون-.
وأكد الابراهيمي -الذي يطلع مجلس الامن الدولي على نتائج مهمته- أن اعادة انتخاب الرئيس بشار الاسد في الاقتراع الرئاسي المقبل في سوريا، والمتوقع في أيار/ مايو المقبل، سيعقد مساعي الحل السلمي للنزاع.
وشكك الإبراهيمي في أن "تضع إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لولاية جديدة من سبعة أعوام، حدا لمعاناة الشعب السوري".
وأشار الإبراهيمي إلى أن المعارضة وافقت من جهتها على أسس مفاوضات جنيف، وخصوصا تشكيل هيئة حكومية انتقالية في سوريا.
وانتهت جولة ثانية من المفاوضات في جنيف بين المعارضة والحكومة السوريتين لإيجاد منفذ سياسي للنزاع في 15 شباط/ فبراير إلى فشل.
وأنهى الابراهيمي المباحثات من دون تحديد موعد لاستئنافها. وهذه المفاوضات التي تتم بوساطة الامم المتحدة، وأُطلق عليها "جنيف2"، بدأت في 22 كانون الثاني/ يناير تحت ضغط المجتمع الدولي، ولا سيما الولايات المتحدة وروسيا.
وفي جنيف، تعثرت الجولة الثانية من المفاوضات بسبب جدول الاعمال؛ ذلك أن الحكومة تشدد على الحديث عن الارهاب بالدرجة الاولى، في حين تريد المعارضة التركيز على تشكيل هيئة حكومية انتقالية في سوريا تؤدي الى سحب كل او جزء من صلاحيات الرئيس بشار الاسد.
سقوط صواريخ من سوريا على وادي البقاع
ميدانيا، سقطت بعد ظهر الخميس ثلاثة صواريخ على قرية لبنانية في وادي البقاع شرق لبنان، أطلقت من منطقة سورية تسيطر عليها المعارضة المسلحة، ولم تسجّل أية إصابات.
وكانت القرية نفسها تعرّضت الأربعاء لسقوط صواريخ من السلسلة الشرقية للأراضي السورية؛ ما أدى إلى إصابة رجل وزوجته وأحد أطفالهما بجروح.
وأوضح مصدر أمني أن الصورايخ الثلاثة سقطت على بلدة النبي شيت، أحد معاقل حزب الله، لافتا إلى أن الصواريخ أحدثت بعض الأضرار المادية الطفيفة دون أي إصابات بشرية.
ولم تعلن أي جهة حتى الآن مسؤوليتها عن إطلاق هذه الصواريخ، لكن تنظيم "جبهة النصرة في لبنان" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) - ولاية دمشق" تبنيا في وقت سابق قصف عدة بلدات لبنانية في منطقة بعلبك (شرق)؛ ردا على قتال حزب الله الى جانب قوات النظام السوري.
وتتعرض عدة بلدات وقرى لبنانية شرقي البلاد لقصف بالصواريخ بصورة متكررة، بعد أن أعلن حزب الله دخوله رسميا الحرب السورية الى جانب قوات النظام مطلع العام الماضي.
البرلمان السوري يناقش قانونا جديدا للانتخابات
من جهته، بدأ مجلس الشعب السوري هذا الأسبوع مناقشة مشروع قانون جديد للانتخابات، ينص على وجوب أن يكون المرشح للرئاسة أقام في سوريا خلال الأعوام العشرة الماضية، وأن ينال دعم 35 نائبا على الأقل من أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 250 نائبا.
يذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد تسلم مقاليد الحكم في عام 2000 بعد وفاة والده الرئيس حافظ الاسد الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود، وأعيد انتخابه عام 2007 لولاية جديدة من سبع سنوات، تنتهي منتصف السنة الجارية.
واندلعت منتصف آذار/ مارس 2011 احتجاجات ضد النظام السوري، تحولت بعد أشهر الى نزاع دام أودى بحياة أكثر من 140 ألف شخص. ويشكل رحيل الاسد عن السلطة مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها.
وكان الرئيس السوري قال في مقابلة حصرية مع "فرانس برس" في كانون الثاني/ يناير: "بالنسبة إلي، لا أرى أي مانع من أن أترشح لهذا المنصب"، مشيرا الى انه "إذا كانت هناك رغبة شعبية ومزاج شعبي عام، ورأي عام يرغب بأن أترشح، فأنا لن أتردد ولا لثانية واحدة بأن أقوم بهذه الخطوة".
حملة لجمع 23 مليون تغريدة للتذكير بـ"اليرموك"
وفي سياق متصل، أُطلقت حملة إنسانية عالمية لتذكير الرأي العام بمحنة اللاجئين الفلسطينيين في سورية، ولا سيما في
مخيم اليرموك جنوب دمشق، وذلك بمشاركة 130 منظمة أممية وحقوقية.
وتهدف الحملة -التي تتبناها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"- إلى جمع 23 مليون تغريدة ومشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" و"تويتر" (يمثل الرقم عدد سكان سورية قبل الحرب)، من خلال استخدام الوسم التالي: (#LetUsThrough)، (#دعونا نمر)، من أجل تذكير الرأي العام العالمي بمحنة اللاجئين الفلسطينيين في سورية وبالظروف المختلفة التي يواجهها المدنيون هناك.
وأكدت المنظمة الأممية أنه جُمع حتى الآن 9.5 ملايين داعم، وهناك خمسة أيام للوصول إلى الرقم المنشود (23 مليونًا) قبل 18 مارس الحالي. حيث سيتم نشر الصورة المروعة التي تظهر الآلاف من سكان مخيم اليرموك وهم ينتظرون المساعدات على لوحة كبيرة في ساحة "التايمز" في نيويورك بالقرب من مقر الأمم المتحدة، وذلك لإيصال رسالة قوية وواضحة من المنظمات الإنسانية أن تواصل معاناة سكان اليرموك مرفوض وغير مقبول، كما قالت.