دعا المحلل السياسي في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية أنتوني كوردسمان في دراسة له الولايات المتحدة لبناء شكل جديد من التحالف وليس تحالفا جديدا، حيث يأخذ هذا الشكل الجديد بعين الاعتبار الوقائع الجديدة في
الشرق الأوسط. ويعترف بالوقائع الجديدة ودرجة عدم اليقين التي تحملها معها وتطوير مستوى جديد من التعاون.
ويرى كوردسمان أن الولايات المتحدة والسعودية تشتركان في الكثير من المصالح ولكن لديهما قيم وأولويات مختلفة، مما يعني أن قادة الدولتين مطالبون بمواجهة الحقائق في اللقاءات الخاصة وبناء شراكة فاعلة تقوم على الوقائع التي تشكل المنطقة.
ويعتقد كوردسمان أن الزمن الذي كانت آراء طرف تسود على طرف آخر لم تعد قابلة للتحقيق.
ويضيف أن الولايات المتحدة والسعودية وكذلك دول الخليج الجنوبية والأردن لديهما مصالح مشتركة كثيرة، وأهم مصلحة هو تأمين تدفق النفط، الذي يمثل شريان الحياة بالنسبة للولايات المتحدة ودول الخليج.
وقال كوردسمان إن الولايات المتحدة تتحالف مع
السعودية في مواجهة الإرهاب العالمي، خاصة أن
القاعدة هاجمت في عام 2001 كلا من الولايات المتحدة والسعودية، وللدولتين مصلحة في ردع إيران وتحدي توسعها وتأثيرها الإقليمي وقدراتها العسكرية خاصة السلاح النووي. وكلا الدولتين ترغبان بتحقيق الاستقرار الإقليمي وتعرفان أن هذا يقتضي استقرارا سياسيا وتنمية اقتصادية وحكما صالحا في كل دولة من دول المنطقة.
وأشار الكاتب للخلاف في القيم من ناحية شكل الحكم والقيم الديمقراطية وكون السعودية لاعبا غير قوي دوليا ومهددة بجيرانها، مقارنة مع الولايات المتحدة التي لا أعداء لها في جوارها ولديها شبكة من التحالفات الدولية ومتقدمة تكنولوجيا.
ويرى كوردسمان أن طبيعة التهديدات سواء كانت إقليمية أو دينية – طائفية تجعل من الدولتين مضطرتين للتعاون، وسيترك هذا التعاون أثره على مشاكل المنطقة، سواء النزاع السني – الشيعي والحرب في سوريا والعراق والوضع في لبنان والملف الفلسطيني – الإسرائيلي بل والعلاقات الخليجية – الخليجية.
ويقول كوردسمان إن الولايات المتحدة والسعودية تواجهان مستقبلا تحتاج في كل المشاكل التي تعاني منها المنطقة لسنوات للحل.
وتواجه الولايات المتحدة والسعودية والدول الحليفة لهما مستقبلا لم تعد فيه تحديات اليوم قابلة لحلول أو إجابات سريعة، وفيه تتزايد المشاكل سوءا في المدى القريب أكثر من تحسنها.
وما يجعل الولايات المتحدة والسعودية بحاجة للتعاون هو محدودية المصادر المتوفرة لديهما. فهناك الكثير من السياسات المتناقضة وأشكال غير مستقرة للتعاون العسكري والاقتصادي، وتبذير ما هو ما متوفر من المصادر. وبناء عليه فالملف النووي الإيراني يمنح نوعا من الأمل أو على "الأقل 50% احتمال" نجاح وهو أفضل من لا شيء. ولا توجد حالة للتعاون بين الولايات المتحدة والسعودية والواقعية أكثر من الآن، فلا يمكن لطرف تجاهل احتياجات الطرف الأخرـ وكل البدائل عن التعاون الفعال تظل أكثر سوءا.
للمزيد حول الموضوع من هنا
KSA-USA.docx