قال الخبير العسكري الأردني اللواء المتقاعد فايز الدويري، إن تزايد عمليات
قصف دمشق بالهاون من قبل مقاتلي المعارضة السورية يهدف لتوجيه رسائل رعب معنوية للنظام.
وأوضح الدويري لـ"عربي 21" أن دمشق التي أحيطت بنحو 360 حاجزا للتفتيش لمنع تقدم مقاتلي المعارضة، حصل فيها اختراقات وعمليات تسلل وصلت لحد الاشتباكات المباشرة رجلا لرجل في ساحة العباسيين قبل نحو عام من الآن.
وأشار إلى أن إطلاق قذائف الهاون من مسافة تتراوح ما بين 3- 5 كيلومترات تترك أثرا معنويا مؤذيا للنظام وأن الثوار يدهم طائلة، لكن في الوقت ذاته لا ينبنى عليها خطط لعمليات كبيرة لأن أثرها محدود، ولا يمكن التعويل عليها لإحداث تغيير في سير المعركة.
وعلى صعيد عمليات جبهة الساحل، قال الدويري إن النظام يقوم حاليا ببناء قوة من خلال استدعاء قوات من حزب الله والمليشيات الشيعية العراقية وقوات من النخبة في الجيش، من أجل الهجوم على مناطق الساحل التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة.
ولفت الدويري إلى أن خطورة خسارة النظام لجبهة الساحل هي فقدانه للمكون العلوي الحاضن له في تلك المناطق، وبالتالي تآكل مؤيديه بشكل كبير وانهياره، لذلك فهو حريص على استعادة تلك المناطق.
وشدد الدويري على ضرورة استعداد مقاتلي المعارضة بشكل جيد على مستوى الخطط والعمليات والذخيرة وعدد الأفراد المقاتلين، لأن صد هجوم النظام المتوقع على تلك المنطقة يحتاج إلى تنظيم كبير وتوحيد للخطط العسكرية.
وقال الدويري إنه يظهر لغاية الآن أن مقاتلي المعارضة مستعدون جيدا لهجوم النظام، من خلال ما أظهرته معركة المرصد 45 بعد هجوم النظام عليه، ثم قيام قوات المعارضة باستعادته مجددا.
وأشار إلى أن الأيام المقبلة ستكشف عن طبيعة المعركة وما يمكن أن يحصل فيها من متغيرات.
وكان شخصان قتلا، وأصيب ثمانية آخرون بجروح، بسقوط قذائف هاون، الأحد، على دار الأوبرا ومنطقة العباسيين في العاصمة السورية، دمشق.
ونقل التلفزيون السوري عن مصدر في قيادة شرطة دمشق، أن قذيفة هاون سقطت على دار الأوبرا، ما أدى إلى مقتل شخصين اثنين، وإصابة خمسة آخرين بجروح، وإلحاق أضرار مادية في المكان.
وأضاف المصدر أن قذيفتي هاون سقطتا على منطقة الغساني بالعباسيين، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص، وإلحاق أضرار مادية بتسع سيارات وأحد المنازل في المنطقة بحسب "يو بي آي".
بدوره قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة دارت بين فصائل مقاتلة والقوات النظامية، في محور الطربوش على أطراف حي التضامن الدمشقي.
ولفت المرصد إلى أن الاشتباكات ترافقت مع استهداف تمركزات القوات النظامية في منطقة شارع نسرين الموالي للنظام بالحي بقذائف الهاون، وورود أنباء عن
قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية.
وأوضح أن قذيفتي هاون سقطتا على منطقة الشيخ سعد وقذيفة أخرى على حي المالكي مما أدى لأضرار مادية.
إلى ذلك شن الطيران الحربي غارات على مناطق في قرية الصالحية وبلدة بابولين بريف إدلب الجنوبي، ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية من جهة والفصائل المعارضة من جهة أخرى، على الجهة الشمالية من قرية الصالحية ومحيط حواجز القوات النظامية على الأوتوستراد الدولي، قرب بلدة حيش، في محاولة من القوات النظامية لاستعادة السيطرة على قرية الصالحية، وسط استقدام المعارضة تعزيزات عسكرية إلى المنطقة.
وفي ريف دمشق، قال المرصد إن القوات النظامية قصفت مناطق في دوما والزبداني وداريا ومنطقة أرض الضهر ومحيط حاجز الفاخوخ بوادي بردى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.