تروي صحيفة "صندي تلغراف" ردة فعل والد الشاب البريطاني المسلم عبدالله
دغاغيس، الذي سقط في إحدى معارك شمال
سوريا، حيث وجه الوالد دعوة قوية إلى الحكومة البريطانية يحثها فيها على دعم المعارضة السورية بالسلاح.
وجاء في الصحيفة أن أبا بكر الذي قتل ابنه قرب حمص هذا الشهر، طالب
بريطانيا بالتدخل العسكري وتقديم الدعم العسكري المتقدم للمقاتلين ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وتذكر أن أبا بكر كان قد فر من نظام العقيد معمر القذافي إلى بريطانيا لتأمين الملجأ لأولاده.
وفي مختصر السيرة الذاتية لولده تقول الصحيفة، إن عبدالله الذي حصل على مقعد للدراسة في جامعة برايتون جنوب بريطانيا، فضل الانضمام للمئات من المتطوعين البريطانيين الشباب في سوريا بدلا من مواصلة دراسته.
ونقلت "صاندي تلغراف" عن أبي بكر قوله: "لا أحد يتدخل لوقف المذبحة هناك وهو ما دفعه لفعل ما فعل"، وأضاف أنه "بإمكان الحكومة البريطانية – إن شاءت - تكثيف جهودها لمنع بشار وآلة القتل التي تعتبر المشكلة الأكبر". وتابع أبو بكر: "هم قادرون على فعل هذا، بتسليح السوريين لقتال بشار والتخلص منه. أعتقد أن هذا سيساعد كل شخص".
وتلفت إلى أن شقيقي عبدالله، جعفر (16 عاما) و عمرو (20 عاما)، كانا قد سافرا لسوريا، حيث جرح أحدهما أثناء القتال.
وتقول الصحيفة إن أبا بكر هو شقيق المعتقل السابق في غوانتانامو عمر دغاغيس، الذي حصل على تعويض بقيمة مليون جنيه إسترليني من الحكومة البريطانية بسبب تواطئها على اعتقاله وإرساله للمعتقل الأمريكي.
وتوثّق أنه في الوقت الذي رفضت فيه وزارة الخارجية البريطانية التعليق على دعوات تسليح السوريين، إلا أنها قالت إن الأولوية الأولى أمامها هي منع الشبان البريطانيين من السفر إلى سوريا، حيث يخشى من وقوعهم تحت تأثير الجماعات المتطرفة.
وتنقل عن متحدثة باسم الخارجية قولها: "قد يحاول أفراد تلقوا تدريبهم في سوريا القيام بهجمات ضد الغرب، فمن سافروا لسوريا حتى لأغراض إنسانية، ربما يعودون وقد تأثروا بأفكار راديكالية". وأضافت المتحدثة: "أولويتنا هي اقناع الشباب بعدم السفر لمناطق النزاع في المقام الأول. وعلى المتطرفين أن لا يكون لديهم أدنى مجال للشك حول الخطوات التي نستطيع القيام بها لحماية أمننا القومي، بما في ذلك محاكمة من يخرقون القانون".
وتروي عن دغاغيس أنه سافر لتركيا لإقناع الشقيقين عبدالله وجعفر بعدم السفر لسوريا والتخلي عن خططهما، إلا أنه فشل حيث قال: "ذهب – عبدالله وجعفر، وحاولت إقناعهما بالعدول عن خططهما والعودة، لكنهما كان مصممين على المشاركة في القتال ضد الأسد". وطلب أبو بكر من ولديه التركيز على العمل الإنساني في المناطق التي يحتاج فيه السكان للمساعدة، فقال: "إن أردتما المساعدة ركزا على الإغاثة أو العمل الإنساني، وهذه هي الطريقة الوحيدة لمساعدة المدنيين".
وتشير الصحيفة إلى أنه لا تعرف بالضبط الظروف التي مات فيها عبدالله ولا يمكن التأكد منها، فقد عرفت عائلته عن وفاته من خلال صورة وضعت له على موقع "فيسبوك" في صفحة مخصصة للمقاتلين المتوفين في سوريا.
وتتابع بأن أبا بكر يرفض فكرة عودة ابنه متشددا، مؤكدا أن ما دفعه للسفر لسوريا هو "عطفه" وتعاطفه مع المستضعفين. وتنقل عن أبي بكر تأكيده أنه وعائلته منذ لجوئهما إلى بريطانيا في الثمانينيات، فقد شعروا بأنهم جزء من بريطانيا، غير أن ما يشعره بالأسى هو أن ابنه لم يكمل دراسته في الجامعة.
وتخلص "صاندي تلغراف"، إلى أن أبا بكر ليس متأكدا من المجموعة التي قاتل في صفوفها ابنه، ومن المحتمل أن تكون جبهة النصرة. ونفى أبو بكر أنه يشجع الآخرين على السفر لسوريا، فالناس أحرار في اتخاذ قراراتهم الشخصية. وسافر أبو بكر لسوريا منذ عام 2012 أكثر من مرة لتقديم الدعم الإنساني، وقال: "لدينا هناك مخازن وأنشأنا مدرسة".