اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر) بالغضب العارم إزاء مانشيت جريدة الفجر
المصرية الأسبوعية الصادرة الخميس 8 أيار/مايو الجاري، بعنوان :"
السيسي يقابل الله مرتين" حيث اعتبره ناشطون نفاقا إعلاميا للسيسي وصل إلى حد تأليهه، وتشبيهه بالأنبياء والمرسلين، في ظل صمت من الأزهر، ومن يناصرون السيسي من علماء الدين الذين قاموا من قبل بتكفير معارضي
الانقلاب، واعتبروهم "خوارج".
وفي المقال تحدث الكاتب محمد الباز عن علاقة المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع السابق وقائد الانقلاب، مع الله تعالى، وتصوفه، وعلاقته بوالده، وأنه أخفي نسبة إلي قبيلة الأشراف المغازية العربية، وأن والده دفن في غرفة تفصل بين رجال ونساء العائلة.
فحوى المقال
في البداية تساءل الباز: "لماذا يخفى السيسي نسبه إلى قبيلة الأشراف المغازية؟ هل يخفى شيخه الصوفي الذى أخذ عليه العهد؟ وهل نجح الذين اجتهدوا لتقديم السيسي كمرشح رئاسي أن ينحتوا منه شخصية من لحم ودم يمكن أن يتفاعل معها المصريون، وينسجوا حولها حكاياتهم وقصصهم وأحلامهم المؤجلة وتنحته نحتا محولة إياه إلى أسطورة حية واضحة المعالم؟.
وتحت عنوان جانبي يقول: "الله في حياة السيسي"، قال الباز: "الله حاضر في حياة السيسي بشكل قوى.. يصلى ويصوم ويقرأ القرآن باستمرار، لدرجة أن قادته في القوات المسلحة ومبكرا جدا كانوا يقولون إذا أردتم أن تعثروا على السيسي فهو في أربعة أماكن لا يغادرها، إما يصلى أو يقرأ القرآن أو يمارس الرياضة... أو يعمل، أما على مستوى الجوهر، فهو غارق في
الصوفية، لكنها صوفية أيضا على طريقته الخاصة".
وتابع: "لقد خدع الإخوان أنفسهم فيه، رأوا إيمانه وتدينه، فظنوه قريبا منهم، خيرت الشاطر كان يقول لزوجته إنه صوام قوام، ولذلك صدمتهم فيه كانت قوية جدا، أفقدتهم توازنهم، جعلتهم يكذبون عليه بعد ذلك، ويقولون إنه كان يتعمد أن يظهر تدينه أمامهم حتى يقربوه منهم".
وأضاف: "في هذه الفترة (فترة الشبتب) وبحسبة أهل الله، فإن السيسي تلقى من الله ما عرف من خلاله أنه يقترب، ليس شرطا أن يكون في قربه الأتقى أو الأكثر إيمانا، قد يكون المعنى في أنه يتم إعداده لمهمة كبيرة، فالله الذى يدير كونه على عينه، يرتب أحوال العباد يرفع أقواما ويذل آخرين، ولابد أن يكون له جنود ينفذون إرادته في خلقه"!
غضب النشطاء
في المقابل، أعرب النشطاء عن صدمتهم من المقال. ودشن عدد منهم هاشتاج: "#السيسي يقابل الله مرتين"، ونال المقال سخرية لاذعة من مئات هؤلاء النشطاء. فتساءل محمد سرحان: "السيسي يقابل الله مرتين.. هو فين أصلا"؟.
وقالت شيري: "يمكن الساعة الأوميجا ضُبطت على موعدين فقط".. وقال صلاح: "السيسي رسول وبالفكاكة كدة الرسول لازم يقابل اللي أرسله". وقال أحمد محسن: "هو دفن والده في غرفة بين النساء والرجال لماذا؟ وقال أحمد سمير: "يصلي فرضين من خمسة". وقال دودي سيف: "يقابل ربنا مرتين ومن الأشراف.. أستغفر الله العظيم".
وقالت سحر عبدالرازق: "يا رب يقابله للمرة الثالثة والأخيرة يا رب". وقالت كوثر عويشة: "هو فاكر نفسه سيدنا موسى مثلا". وقال إسلام مرزوق: "هذا الكلام موجه لفئة معينة من الشعب.. فئة تؤمن بالسحر والشعوذة.. وهؤلاء نسبتهم كبيره جدا في الشعب المصري".
وقالت أم حمادة: "حشيش بلدنا أصلى يا جدعان"..وتساءل عبدالله سيد أحمد: "والثالثة متى؟".. وقالت حبيبة درويش: "بكرة يقولوا عليه ثالث ثلاثة زي النصارى". وقال أبوحمزة الشاعر: "هو ده الفجر الإعلامي بضم الفاء".
وقال: محمود أبو حمزة: "ربنا يسهل بالثالثة والأخيرة".
وقال أحمد رجب: "ما هو نبي متوقعين إيه غير كده؟! وقال أحمد رضوان: "هكذا تصنعون طواغيتكم".. وقالت دينا: "أنا نفسى يقابل ربنا مرة واحدة ونرتاح كلنا". وقال أحمد رسلان: "شوية، ويقول لك: ده المهدي المنتظر". وقالت أميرة القوصي: "لأنهم قالوا: لينا رب، وليكم رب".
سلسلة نفاق.. والهدف انتخابي
ويأتي مقال محمد الباز في إطار سلسلة طويلة من نفاق السيسي تضمنت مقال الكاتب أكرم السعدني بجريدة الأخبار، وخاطبه فيه بقوله: "ما شئت لا ما شاءت الأقدار". وما خاطبته به الكاتبة غادة الشريف في جريدة المصري اليوم بقولها: "اغمز يا سيسي وإحنا طوع أمرك.. مثنى وثلاث ورباع.. وكمان: ملك يمين". ثم أتبعها الدكتور سعد الدين الهلالي الأستاذ بجامعة الأزهر بوصفه السيسي بأنه "رسول من الله".
وقال مراقبون إن مقال الباز يستهدف تلميع قائد الانقلاب، ويحاول صنع هالة حول السيسي، ومد نسبه للصحابة، كنوع من الدعاية الانتخابية له.
ويُذكر أن محمد الباز كاتب يساري مثير للجدل، وطعن من قبل في زوجات النبي محمد صلي الله عليه وسلم.
لكن مؤيدي المقال قالوا إن اعتراض النشطاء جاء دون اطلاع علي تفاصيل المقال، متهمين شبكة "رصد" الإخبارية بأنها قادت الهجوم على المقال عبر مواقع التواصل الاجتماعي لغرض انتقامي، مؤكدين أن تعبيرات الباز في المقال مجازية .