انطلقت مساء الأربعاء بالعاصمة الموريتانية نواكشوط،
مسيرات نظمها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة الذي يضم أكثر من 10 أحزاب سياسية معارضة، وعددا من المنظمات النقابية والحقوقية والشخصيات المستقلة.
وقد استنفرت وحدات من قوات الشرطة مع بدء المسيرات في عدد من شوارع العاصمة، وعزز الأمن من إجراءاته تحسبا لأي أعمال شغب قد تصاحب مسيرات
المعارضة.
واحتشد الآلاف من أنصار المعارضة أمام ساحة دار الشباب القديمة قبل أن ينطلقوا في مسيرات باتجاه ساحة ابن عباس وسط نواكشوط، رافعين شعارات رافضة للمسار الانتخابي وأخرى تدعو إلى فرض إلغاء
الانتخابات الرئاسية وإجبار الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز على الاستجابة لمطالب الحوار المتعثر منذ فترة.
وقال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (الإسلامي) محمد جميل ولد منصور في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن مسيرات المعارضة اليوم تعد أبرز دليل على أن الشعب الموريتاني باتجاه مقاطعة شاملة لما سماها المهزلة الانتخابية.
وأضاف: "حشود اليوم التي تحركت من مختلف أحياء العاصمة نواكشوط تبشرنا بأن عهد الانتخابات الأحادية ولى إلى غير رجعة والشعوب لن تقبل الإذلال بعد اليوم".
بدوره قال رئيس حزب اللقاء الوزير السابق محفوظ ولد بتاح في تصريح خاص لـ"عربي21"، إن مظاهرات اليوم تعد ردا واضحا على من يدعون أن مقاطعة الانتخابات ستكون محدودة، مؤكدا حرص المعارضة على استقرار البلد وأمنه.
وأضاف ولد بتاح وهو قيادي أيضا في منتدى الديمقراطية، أن الحوار يظل الوسيلة الأبرز لحل مشاكل البلد، محملا السلطات الحالية والرئيس ولد عبد العزيز المسؤولية الكاملة عن فشله.
وتزامنا مع بدأ حراك المعارضة لإفشال الانتخابات الرئاسية، حذر الرئيس الموريتاني الأسبق والذي قاد المرحلة الانتقالية 2005 علي ولد محمد فال، من خطر الانزلاق نحو المجهول، مضيفا أن سياسات الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز تتجه بالبلاد إلى مزيد من التأزيم، داعيا إلى حراك فاعل للحيلولة دون وصوله إلى السلطة.
وقال ولد محمد فال – في تصريحات جد تصعيدية – إن البلد يعيش هذه الأيام أوضاعا سياسية واقتصادية واجتماعية غاية في السوء نتيجة ما سماه "تعنت النظام الانقلابي الحاكم ورفضه أي محاولة لحل الأزمة السياسية أو التخفيف من حالة الاحتقان السائدة منذ اختطافه السلطة في تمرد شخصي بداية أغسطس".