تعددت ردود أفعال الإعلاميين والسياسيين من مختلف الجنسيات على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتراضا منهم على تنصيب قائد الانقلاب
العسكري عبد الفتاح السيسي رئيسا لجمهورية
مصر العربية.
وقال الإعلامي والصحفي القطري جابر بن ناصر المري، إن المبالغة في تنصيب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي واستجداء الضيوف من الخارج، ما هي إلا محاولة لصنع شرعية بروتوكولية له.
وأضاف المري في تغريدة عبر موقع "تويتر": "إن المبالغة في
تنصيب السيسي واستجداء الضيوف من الخارج، ما هي إلا محاولة لصنع شرعية بروتوكولية للسيسي بعد عزوف الشعب عن التصويت في الانتخابات".
وقالت توكل كرمان الناشطة اليمنية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، إنه "لن يمر وقت طويل حتى يتمنى السيسي لو أنه بقي وزيرا للدفاع، وترك للأحزاب السياسية مهمة التنافس على الرئاسة والحكومة".
وأضافت كرمان فى تدوينة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "اليوم سيتم تنصيب السيسي رئيسا قسريا مغتصبا للحكم في مصر.. لا أجد توصيفا آخر لرئاسة السيسي هذه، لكنني أراهن على أنه لن يمر وقت طويل حتى يتمنى السيسي لو أنه بقي وزيرا للدفاع وترك للأحزاب السياسية مهمة التنافس على الرئاسة والحكومة. سترون أنه سرعان ما سيتهاوى أمام ثورة المصريين العظيمة الممتدة".
في حين غرد الصحفي الفلسطيني جمال ريان قائلا: "والله لولا المال السياسي الخليجي النفطي ما حلم السيسي بالجلوس على عرش مصر بدل رئيسها الشرعي، وهو عرش مرهون بتدفق المخزون النفطي، ولكن إلى متى؟".
وأضاف ريان: "بكيت وتمنيت لو كنت مصريا حينما انتخبت مصر أول رئيس شرعي في تاريخها. واليوم أبكي على ما آلت إليه مصر بعد الانقلاب على رئيسها. يا خسارتك يا مصر.. أبكي لأنني واكبت كإعلامي على الهواء أعظم الثورات العربية خاصة في مصر السنية، وقد أسقطتها دول الخليج السنية مثل الابن الذي يقتل والده".
وقال الداعية الكويتي طارق السويدان: "لا تغتروا بعهد الباطل. حكم العسكر راحل راحل". مضيفا: "بعض المتدينين يدعون اليوم للسيسي بحجة أن الدعوة للسلطان أولى من الدعوة للنفس، وللأسف لم نسمعه يدعو لمرسي عندما حكم".
ولفت في تغريدته إلى أن "بعض أهل العلم يساند "السلطان المتغلب" ويدعو له ولا يساند "السلطان المنتخب" من الشعب ولا يدعو له، هذا النوع من الدين هو فعلا أفيون".
أما في الداخل المصري، فقد قال سمير الوسيمي المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، إن السيسي جاء على دماء وأشلاء الآلاف من الأبرياء ومن ثم لن نعترف به أو نتعاون معه. مؤكدًا استمرار الحراك الثوري حتى إسقاط الانقلاب ومحاسبة رموزه، على جرائمهم بحق الشعب المصري.
وأكد الوسيمي، على قناة "الجزيرة مباشر مصر"، أن حشد الثوار في الشوارع والميادين مستمر من أجل إسقاط الانقلاب الذي دخل اليوم آخر مراحله، بعد أن أزاح السيسي كل الستائر التي كان يتعامل من ورائها، ليتصدر هو الآن مشهد الانقلاب الفاشل.
وعلق الدكتور محمد عبد المقصود، أحد المحكوم عليهم بالإعدام السبت، بأن أحكام الإعدام لا علاقة لها بأمر التنصيب وإنما تزيده وضوحًا.
وأشار عبد المقصود، خلال مداخلة له على قناة "رابعة"، إلى أن "ما حدث اليوم من تنصيب لعبد الفتاح السيسي مثله كمثل امرأة يعلم الجميع أنها متزوجة، ومع ذلك أقاموا عرسا لتزويجها من الآخر"، مشددًا على أن هذا أمر باطل وكل ما بني على باطل فهو باطل، وأن الرئيس الشرعي هو الرئيس محمد مرسي المنتخب بإرادة حرة في أنزه انتخابات حدثت في مصر".
وانتقد أيمن نور، مؤسس حزب "غد الثورة" دعوة سلطات الانقلاب لممثلي عدد من الدول الخارجية لحضور حفل أداء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا، وتنصيبه رئيسا.
وقال نور عبر تغريدة على صفحته الرسمية على موقع "تويتر": "لم يسبق لرئيس، أو حتى ملك مصري، دعوة مئات الرؤساء والملوك لحضور تنصيبه، إلا عندما فعلها الخديوي إبان احتفالات افتتاح قناة السويس".
وأكد الدكتور محمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط، أن الانقلاب يحاول اكتساب شرعية بدعوة العشرات من ممثلي الدول لحفل تنصيب المشير عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب رئيسا.
وقال محسوب فى تغريدة عبر صفحته على "تويتر": "الانقلاب يحاول اكتساب شرعية بدعوة عشرات ممثلي الدول لحفل تنصيب قائده. الشرعية تمنحها الشعوب لا موظفون أجانب، وشعبنا حرمكم من كل شرعية وسقوطكم حتمي".
وصرح المستشار وليد شرابي، المتحدث باسم حركة "قضاة من أجل مصر"، بأن قائد الانقلاب العسكرى لم يغادر مكتبه بوزارة الدفاع منذ أن قام بتقديم استقالته من منصبه كوزير للدفاع، كما أنه يباشر مهامه واجتماعاته حتى السبت من داخل مقر وزارة الدفاع.
وأضاف عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الفريق أول صدقى صبحي لم يمارس مهام حقيقية له كوزير للدفاع حتى، حيث كان يباشر قائد الانقلاب تلك المهام. مردفا أن نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا كان يحدث السيسي أثناء مراسم حلف اليمين، بقوله "أيها الجندي الثائر"، وهذا يشكل اعترافا صريحا بحكم العسكر.
وغرد إسلام لطفي أحد النشطاء السياسيين وأحد مؤسسي حزب التيار المصري: "فليتفق من يتفق مع مرسي، وليختلف عليه من يختلف، ولكن في مثل هذه المناسبة لابد أن نذكر أنه لم يهرب من الناس خوفا على أمنه بل حمى نفسه وسطهم".
وقال المهندس أشرف بدر الدين، وكيل لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب السابق، إن قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي يدعو المصريين للعمل، في حين أنه في انتخاباته أعطى للعمال يوم إجازة كلف مصر ملياري جنيه، ويوم تنصيبه واعتلائه عرش مصر زورًا وبهتانًا وغصبًا وإجرامًا يعطي إجازة ويكلف الدولي ملياري جنيه.
وأضاف بدر الدين، خلال مكالمة هاتفية لقناة "رابعة": "حفل تنصيب السيسي يتكلف عشرات الملايين، بينما يطلب من الشعب المصري الفقير أن يتقشف. وخير دليل على ذلك أن البورصة المصرية استقبلت خبر ترشحه بخسائر تجاوزت 40 مليار جنيه واستقبلت خبر انتخابه بخسائر تجاوزت الـ 30 مليار جنيه، وهذا نذير شؤم وخراب لمصر، في حين أن العام الذي حكم فيه الرئيس مرسي تحسنت جميع جوانب الاقتصاد في مصر".
وقال الخبير الاستراتيجي اللواء عادل سليمان، إن الحديث عن مصالحة في هذا التوقيت مع العسكر هو من قبيل الوهم الذي لن يتحقق أبدا، لأن قادة الانقلاب في مصر الآن ما زالت أيديهم ملوثة بالدماء منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن.
وأكد سليمان، لقناة الجزيرة مباشر مصر، أن العسكر حرص منذ اللحظة الأولى للثورة على أن يسيطر على الأمور في البلاد من خلال أحداث مفتعلة، وعبر تصفية الثوار والحركات والأحزاب التي شاركت في الثورة ودعمتها.
وأضاف أن سعي العسكر إلى السيطرة على المشهد السياسي، هو للحفاظ على مصالحهم الاقتصادية ونفوذهم الذي من المؤكد أن يتأثر من خلال أي نظام سياسي منتخب بنزاهة.