يبدو أن تداعيات الأحداث على الساحتين السياسة والعسكرية متسارعة في
العراق، في وقت شهدت العديد من المدن جنوبي البلاد مواجهات بين القوات الحكومية وأتباع المرجع الشيعي محمود الصرخي.
قضية المرجع الصرخي، بدأت، بحسب مصادر أمنية عراقية، فجر الأربعاء، عندما اندلعت مواجهات مسلحة بين أنصار الصرخي والأجهزة الأمنية على خليفة اقتحام (الجامعة الجعفرية)، في كربلاء مساء الثلاثاء.
ويعرف المرجع الصرخي بعلاقاته المتوترة مع المراجع الدينية في محافظة النجف منذ ظهوره عقب العام 2003 وإعلان نفسه مرجعاً دينياً بمرتبة (آية الله العظمى)، وهو أحد طلاب وأتباع المرجع محمد صادق الصدر، وله عدد غير معروف من الأتباع.
اتهمته قوات الاحتلال الأمريكية بقتل عدد من جنودها، وحاولت إلقاء القبض عليه عام 2004، فيما وقعت خلال السنوات الماضية اشتباكات محدودة بين أنصاره والأجهزة الأمنية في عدد من المحافظات الجنوبية، ومنها في الديوانية والعمارة والبصرة؛ بسبب الخلافات بين المرجعيات والصرخي.
وفي يوم 2/7/2014، أفاد مصدر أمني في محافظة كربلاء - طلب عدم الكشف عن اسمه - لوسائل إعلام محلية، بأن "مقر جماعة الصرخي في منطقة (سيف سعد) قصف بالطائرات، وتقوم الآن الفرقة التكتيكية بإجراء مسح للمكان، واعتقال جميع الموجودين فيه".
وفي ذات اليوم ذكرت قناة الاتجاه الفضائية العراقية أن القوات الأمنية، أنهت عمليتها لاستهداف من أسمتهم "الخارجين على القانون في مدينة كربلاء" واعتقلت العشرات من أتباع الصرخي. وذكرت الاتجاه نقلاً عن قيادة شرطة محافظة الديوانية إعلانها، الأربعاء، عن "اعتقال خمسة من أنصار الصرخي؛ بعد اشتباكهم مع القوات الأمنية في مناطق عدة من المحافظة، وأنها تنفذ حالياً عملية دهم بحثاً عن الخارجين عن القانون".
بدوره المركز الإعلامي الوطني التابع لرئاسة الوزراء ذكر في بيان بخصوص الحادثة أن "القوات الأمنية أنهت عملياتها بصد الخارجين على القانون من إتباع الصرخي؛ بعد تعرضها لإطلاق نار من قبلهم، وأنه تم الرد على أتباع الصرخي ومطاردتهم في مناطق عدة من كربلاء، واعتقال معظمهم، في حين يجري مطاردة الآخرين".
وفي النجف أكد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة خالد الجشعمي، الأربعاء، أن "أتباع محمود الصرخي في النجف لم يقوموا بأي تحرك يستفز القوات الأمنية".
فيما أفاد مصدر أمني في محافظة كربلاء لبعض وسائل الإعلام المحلية بأن "القوات الأمنية اعتقلت أكثر من (100) شخص من أنصار الصرخي، وأن حصيلة القتلى والجرحى من القوات الأمنية الذين سقطوا خلال الاشتباكات ارتفعت إلى قتيلين و(30) جريحاً".
إلى ذلك قال الناطق باسم الصرخي، إن "المواجهات أسفرت على مصرع وإصابة (23) شخصاً من اتباع الصرخي". وفي جنوبي العراق، فرقت القوات الأمنية، مساء الثلاثاء، تجمعات لأنصار الصرخي في حي الرسالة في البصرة (550 كم جنوبي بغداد)، بعد أن قطعوا شارع البصرة – بغداد، واحرقوا الإطارات؛ احتجاجاً على محاصرة قوات سوات لبراني المرجع في كربلاء.
وأفاد شهود عيان عن قيام القوات الأمنية بحملة من
المداهمات في العديد من مناطق شمال البصرة، وفي قضاء الزبير غرب البصرة؛ تحسباً من حدوث تجمعات جديدة لأنصار الصرخي. وفي الديوانية أكد شهود عيان، أن "اشتباكات متقطعة اندلعت في المحافظة بين أتباع ومقلدي الصرخي والقوات الأمنية، من دون معرفة حجم الخسائر بين الجانبين".
الجدير بالذكر أن مواقف الصرخي المؤيدة للتظاهرات في المحافظات المناهضة للمالكي، وموقفه من الانتخابات، واستغلال الدين في السياسة، قد فتحت الباب على مصراعيه للحد من نفوذه في الشارع العراقي الجنوبي، وكان من أبرز مواقفه تأكيده على أن "هناك من يتاجرون أيضاً بالدين والحوزة".
يذكر أن هذه الأزمة الجديدة تأتي في وقت تفقد فيه القوات الحكومية السيطرة على مدينة الموصل كاملة، وغالبية المناطق في الأنبار وصلاح الدين وديالى.