قتل أبو دجانة أمير تنظيم "الدولة الإسلامية" (
داعش)، جنوب العاصمة السورية دمشق، بعد محاولته تفجير نفسه أثناء الاشتباكات مع فصائل مسلحي المعارضة في آخر معاقل داعش المحاصر في
بلدة يلدا بريف العاصمة الجنوبي.
وكانت
الجبهة الإسلامية وعدد من فصائل كتائب المعارضة المسلحة المقاتلة جنوب العاصمة، قد أنهوا آخر تواجد لعناصر تنظيم داعش، في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، جنوب دمشق، حسب ما أكد عضو المكتب الإعلامي للجبهة الإسلامية في حديث خاص معه، وأضاف أن تحرير البلدات جاء بعد اشتباكات دامية بين الطرفين منذ يوم الخميس الماضي، أسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
وأتى ذلك بالتزامن مع إعلان قيادات من كتائب المعارضة المسلحة المرابطة ضمن منطقة جنوب دمشق، حظراً للتجوال على الأهالي في البلدات التي تشهد
اشتباكات ساخنة، لمدة يومين متتاليين.
وقد بدأت المعارك بين عناصر من تنظيم داعش ومسلحي المعارضة، إثر مداهمةِ عناصر التنظيم مقر قيادة الجبهة الإسلامية في بلدة يلدا، وقيامهم باعتقال جميع عناصر مسلحي المعارضة المتواجدة داخل المقر، ومنهم قائد الجبهة الإسلامية في جنوب دمشق، وأحد قادة "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام"، وتم الاستيلاء على جميع محتويات المقر، بالإضافة إلى محاصرة ومداهمة المكتب الإعلامي لبلدة يلدا، بعد الاشتباك مع عناصر حماية المكتب، الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة عناصر من أفراده، وجرح آخرين، فضلاً عن محاصرة عناصر داعش لمقرات أخرى لكتائب المعارضة.
وصرح "أبو النور" قائد "سرايا السلطان محمد الفاتح" التابع للاتحاد الإسلامي، بأن اتفاقا تم بين الفصائل المرابطة في الجنوب على أن المعركة لن تتوقف حتى حل التنظيم وتسليم سلاحه بشكل كامل، مشيرا إلى أن جميع أمراء داعش وعناصره باتوا محاصرين في منزل قائد التنظيم في الجنوب "أبو صياح فرامة"، والمفاوضات تجرى معهم من أجل تسليم سلاحهم وحل التنظيم كلياً.
وأضاف أن "الهجوم كان مباغتا وقمنا باستنفار جميع قواتنا من أجل فك الحصار عن المقرات المحاصرة، وتمكنا من ذلك، وحررنا جميع الأسرى لدى تنظيم البغدادي، وتحولنا من موقع الدفاع إلى موقع الهجوم وداهمنا جميع مقراتهم، وسيطرنا عليها في بلدة يلدا ولم يبق إلا مجموعة واحدة رفضت الاستسلام وما زلنا نحاصرها".
ويضيف الفاتح: "استمرت الاشتباكات لمدة خمس عشرة ساعة، سقط على أثرها تسعة عشر عنصرا من تنظيم داعش، وعدد كبير من الجرحى، ولاحقنا فلولهم إلى الحجر الأسود ومخيم اليرموك، وحاصرنا جميع مقراتهم هناك، وكانت المقرات تضم عددا كبيرا من أمرائهم، وتم الاتفاق على السماح لهم بالخروج خارج المخيم بشرط تسليم سلاحهم".
الجدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها مسلحو تنظيم داعش مقرات كتائب المعارضة في جنوب العاصمة، فقد قامت عناصر تابعة للتنظيم قبل عدة شهور بمداهمة مقرات ألوية الفرقان ومصادرة سلاحهم، بالإضافة إلى مهاجمة مقر تنسيقية بلدة يلدا، ومصادرة المعدات والأجهزة الإعلامية، واعتقال العاملين في التنسيقية .