هز انفجار ضخم مدينة
دوما ظهر الأحد، بسيارة مفخخة أمام مشفى اليمان، وهو مشفى رئيسي في البلدة، مستهدفاً منازل المدنيين وموقعاً في حصيلة أولية 11 قتيلا ونحو 40 مصابا من بينهم نساء وأطفال.
وبحسب مصادر طبية فإن أكثر الإصابات ناتجة عن حروق بليغة وقاتلة، وفي الوقت الذي يتم فيه انتشال الجثث من تحت الأنقاض يطلق طيران "ميغ" صواريخه على مدن وبلدات الريف الدمشقي ويواصل تحليقه على مدينة دوما.
ورصدت صور مريعة لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، والدمار الهائل الذي حل بالمنازل والمحال، بالإضافة للمشاهد المؤلمة من بقايا قطع البشر المتناثرة تحت المباني هنا وهناك، على أثر التفجير الذي يعتبر الثالث من نوعه خلال الشهرين الماضيين.
ويذكر أن التفجيرين الأول والثاني أكملا ثلاثيتهما في فترات متزامنة مع بعضهما البعض، أي خلال مدة 23 يوماً ما بين كل تفجير والآخر. وتزامنت التفجيرات الثلاثة في يوم محدد من الأسبوع وهو السبت، وتحديداً في وقت الظهيرة الوقت الأكثر اكتظاظاً بالمواطنين، فيما انفجرت السيارات الثلاث في شوارع رئيسية في البلدة، مؤهلة للسكن وخالية من وجود المقرات العسكرية بحسب ناشطين .
وعبّر مواطنون في مدينة دوما عن استيائهم من الوضع الراهن، فيما اعتبروه إهمالاً واضحاً من قبل الفصائل المسلحة كافة، التي لم تتخذ الإجراءات والاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين حتى اللحظة. وتساءل مواطنون آخرون عما إذا كانت مهمة حواجز
الجيش الحر الموزعة على أطراف المدينة ليلاً ونهاراً حقيقية، فكيف استطاعت
المفخخات المرور من خلالها واختراقها في مراتٍ ثلاث؟
ويقول "أبو البراء" أحد النشطـاء لـ "عربي21"، إن "الجيش الحر في كل مرة لا يستطيع إيجاد خيط واحد يوصلهم إلى الجاني، لكأنه أمر اعتيادي أن تموت الناس في الشوارع بالمجان"، مضيفاً أن "الطيران والهاون والقصف والحصار أمور لا مفر منها، وهي قضاء المحاصرين وقدرهم ما داموا في بلادهم، أما التفجيرات والاغتيالات من حين لآخر فهي أمور لا يمكن الاستسلام لها ما دام بوسع الكتائب المسلحة اتخاذ إجراءات معينة من أجل سلامة الأفراد"، ويرى أنه إذا كانت قوات النظام أو غيرها وراء هذه المفخخات فهو ليس مبرراً بالمطلق للعجز العسكري الواضح في المدينة.
ويذكر ناشطون خلال التفجير الأول على المدينة أن العسكريين كانوا على دراية تامة بأن النظام يتوعد سكان دوما بضربة مختلفة عن المعتاد، إبان تهديد واضح من قبل النظام وبهدف التأكيد للقاطنين في المدينة أن السلطة قادرة على اختراقهم في أية لحظة وأن جميع احتمالاتها واردة، حتى وإن كانت المنطقة خاضعة لسيطرة كتائب المعارضة المسلحة. وبالرغم من كل الإجراءات والتهديدات، دخلت المفخخة وقتلت العشرات وجرحت المئات، وتكررت المسألة مرة أخرى وثالثة، والتلكؤ والحيرة هما سيدا الموقف.