اعتبر الرئيس
الإيراني السابق، الإصلاحي
محمد خاتمي، أن انتخابات الرئاسة المصرية والسورية ونتائجها "لا تعتبر من الديمقراطية"، وأن النسبة التي وصل من خلالها كل من الجنرال المصري عبد الفتاح
السيسي ورئيس النظام السوري بشار
الأسد إلى الرئاسة "كانت معلومة قبل الانتخابات"، على حد قوله.
وأضاف أن الانتخابات الرئاسية والعملية السياسية في مصر وسوريا "غير ديمقراطية، وغير شرعية"، فيما تعتبر تصريحاته أول انتقاد لما يسمى بالتيار الإصلاحي في إيران للانتخابات السورية التي اعتبرها الغرب "مسرحية هزلية"، ولسياسة بعض التيارت بإيران في تعاملها مع النظام السوري والأوضاع هناك، حيث شبّه مشروعها بمشروع "داعش" في المنطقة.
جاء ذلك في ندوة عن الأوضاع السياسية الإيرانية الداخلية والتحديات التي تواجه الثورة الإيرانية، في العاصمة الإيرانية طهران، بحضور نخبة من السياسيين والمثقفين الإيرانيين، وللحديث عن أهم القضايا الداخلية التي يعاني منها النظام السياسي الإيراني مؤخرا .
وأوضح خاتمي أن شعوب المنطقة تتجه نحو المطالبة بالديمقراطية والتعددية السياسية، ولكن ما حدث في مصر وسوريا "انتخابات غير ديمقراطية وغير شرعية".
وفي السياق ذاته، اتهم خاتمي بعض التيارات السياسية في إيران بـ"الانحراف عن مسار الثورة الإيرانية ومبادئها"، قائلا: "بعض الأفكار السياسية في إيران إذا تتبعنا خيوط تفكيرها، نجدها تتشرب من داعش"، في إشارة إلى المحافظين أو التيار الأصولي المتشدد في إيران.
وشبَّه خاتمي الذي يترأس الآن المعهد الدولي للحوار بين الثقافات والحضارات، بعض التيارات المحافظة الإيرانية بـ"داعش"، وقال إن هناك تيارات متنفذة في إيران أفكارها ومشروعها يشبه مشروع "داعش" في المنطقة.
وقال خاتمي إن الحكومة الإيرانية الحالية تواجه مشاكل سياسية داخلية وخارجية عديدة، وأن أكثر هذه المشاكل هي من تركة حكومة أحمدي نجاد المحافظة، "التي أوصلت إيران إلى ما هي عليه الآن"، على حد قوله.
وأضاف أن حكومة الرئيس حسن روحاني تحاول حل هذه المشاكل بطرق مختلفة، وأنها دوليا استطاعت أن ترمم الملف النووي الإيراني في مفاوضاتها مع دول "5+1".
وأشار خاتمي في حديثه عن الصراع الدائر حاليا بين التيار المحافظ الإيراني وبين الإصلاحيين، إلى أن هناك قصر نظر عند بعض التيارات السياسية في إيران، وهذه التيارات تقوم بانتقادات جارحة تريد من خلالها أن تشوه صورة الإصلاحيين والحكومة الحالية، ولكن في الواقع هذه الانتقادات غير الدقيقة تضرب مشروعية النظام السياسي، وأركان الثورة الإسلامية في إيران داخليا ودوليا.
وكشف خاتمي في حديثه عن عدم ترشحه لأي انتخابات رئاسية قادمة في إيران، وقال: "يتصور البعض أنني أريد أن أرجع إلى الرئاسة أو أنني أبحث عن منصب من خلال نصائحي التي أوجهها إلى الجيل الحالي في إيران، ولكن هذا غير صحيح، وأنا لا أنوي أبدا الرجوع إلى الرئاسة في المستقبل، ومهمتنا اليوم هي توجيه الشباب الإيراني للحفاظ على الثورة".