أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين استعداد بلاده للتعاون مع أي جهة دولية بما فيها واشنطن من أجل مكافحة
الإرهاب، إلا أنه أكد أن أي ضربة عسكرية في بلاده لا يمكن أن تتم من دون تنسيق مسبق مع السلطات السورية.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي عقده في دمشق "نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب". وعما إذا كانت هذه الجهوزية تشمل التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، قال "أهلا وسهلا بالجميع".
وأضاف أن بلاده مستعدة للتعاون "من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي أو من خلال تعاون ثنائي".
وردا على سؤال عن ضربات جوية محتملة فوق الأراضي السورية قد يقوم بها الأميركيون، قال "إننا جاهزون للتنسيق والتعاون لأننا نحن أبناء الأرض ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو عدم جدواها. لذلك من يريد العدوان على
سوريا لا يوجد لديه مبرر إلا بالتنسيق معنا إذا كان راغبا بمكافحة الإرهاب وأي شيء خارج عن ذلك هو عدوان".
وعما إذا كانت الدفاعات الجوية السورية ستسقط طائرات أميركية تقوم بقصف مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" في البلاد، قال المعلم "لدينا أجهزة دفاع جوي اذا لم يكن هناك تنسيق فقد نصل إلى هذه المرحلة. (...) نحن نعرض التعاون والتنسيق بشكل مسبق لمنع العدوان".
وتابع "نحن نرحب باي جهد ضد جبهة النصرة وداعش، ولكن السؤال هل الغارات الجوية وحدها ستقضي على تنظيمي النصرة وداعش في سوريا. أنا لا أعتقد ذلك".
ونفى المعلم وجود أي تنسيق مع الأميركيين حتى الساعة في مسالة استهداف التنظيمات المتطرفة.
وجدد الدعوة إلى "تجفيف منابع الإرهاب" و"التزام دول الجوار بضبط الحدود وتبادل المعلومات الأمنية معنا"، مضيفا "لا بد من وقف التمويل، لا بد من وقف التسليح".
ورحب المعلم بالقرار 2170 الصادر في 16 آب/اغسطس عن مجلس الأمن الدولي والذي دعا كل الدول إلى اتخاذ إجراءات "لتقييد تدفق مقاتلين إرهابيين أجانب" إلى سوريا والعراق، وإلى تجنب كل تعامل مالي مع تنظيمي "النصرة" و"الدولة الإسلامية".
وقال المعلم "نرحب بهذا القرار وإن كان متأخرا ونلتزم به (...) ونرحب بكل الدول الملتزمة به".
وأضاف "هذا القرار جاء تحت الفصل السابع (من ميثاق الأمم المتحدة) وبالتالي هو ملزم للجميع"، مضيفا "هذا يؤكد بعد سنوات من اندلاع الأزمة في سوريا التي كنا ننادي خلالها بتجفيف منابع الإرهاب وبوقف تدريب وإيواء وتهريب الإرهابيين عبر حدود الدول المجاورة إلى سوريا، أننا كنا على حق".
ورفض المعلم "تصنيف الإرهابيين بين معتدل وغير معتدل"، وقال "هذا امر مضحك. بالنسبة إلينا، كل من يحمل السلاح ضد الحكومة السورية هو إرهابي. كل من يقتل مواطنا بريئا أو جنديا سوريا هو إرهابي".