قالت صحيفة الشرق الإيرانية في عددها الصادر الأحد، حول التحرك الأمريكي ـ الأوروبي ضد داعش، بأن العالم أصبح يبحث عن بديل للإسلام
السني المتشدد بعد ما شاهد وحشية تنظيم داعش والجرائم المروعة التي يرتكبها هذا التنظيم في العراق وسورية.
وأضافت الصحيفة أن "أنظار العالم اليوم، أصبحت تتجه نحو إيران والإسلام الإيراني المعتدل"، على حد زعمها، مشيرة إلى أن "الإسلام الإيراني سيكون بديلاً عن إسلام داعش، الذي يمثل الإسلام السني المتشدد في ظل الوحشية المفرطة التي أظهرها التنظيم باسم الإسلام السني"، بحسب تعبيرها.
ولفتت إلى أنه "قبل شهرين لم يكن هناك أي تصور لدى الدول الأوروبية والأمريكان عن تنظيم داعش، وقدرات هذا التنظيم الإرهابي على التمدد في سورية والعراق".
واعتبرت الشرق أن "داعش أعادت الذاكرة للأمريكان والأوروبيين لأيامهم الصعبة، وذكرتهم بجرائم حركة طالبان والقاعدة في أفغانستان بحق جنودهم وقواتهم هناك"، منوهة إلى أن"داعش وجرائمه، أصبح هو القضية الأولى في الإعلام العالمي، مما يؤكد أن العالم أدرك خطورة هذا التنظيم الإرهابي على السلمين الإقليمي والدولي" على حد قول الصحيفة .
وبينت أن "العالم بعد ما كان يكافح الفكر القاعدي المتطرف، أصبحت هذه المهمة بالنسبة له صعبة جدا، مما بات يحتاج إلى بناء تحالفات قوية وفاعلة على مستوى المنطقة لمحاربة فكر داعش".
وتابعت الصحيفة أن " إيران أظهرت بأنها تستطيع أن تكون حليفاً أسياسياً وشريكاً للأمريكان والأوروبيين في مكافحة داعش والتنظيمات الإسلامية المتطرفة الأخرى".
ومن النقاط المهمة التي اعتبرتها الصحيفة أنها تساعد إيران على أن تكون شريكاً فاعلاً للأمريكان والأوروبيين في الحرب على الإرهاب، هي التحذير الإيراني الرسمي وغير الرسمي من خطر الجماعات الإرهابية بالمنطقة".
وأوضحت أن "الحكومة الإيرانية حذرت الغرب مراراً من توسع نشاط الإرهابيين، وخطورة هذه الجماعات الإسلامية المتطرفة على العالم"، مشددة على أن "هذه القراءة الإيرانية الصحيحة عن الإرهاب وخطورته، أثبتت أن لدى إيران نظرة مستقبلية دقيقة عن التطورات الإقليمية، وعلى هذا الأساس ستساعد إيران الدول التي تريد أن تكافح الإرهاب وداعش في منطقة الشرق الأوسط".
وقدرت صحيفة الشرق أن "الغرب لمس الجدية لدى الطرف الإيراني في الحرب على داعش، ووجد هذه المصداقية في حديث الرئيس الإيراني حسن روحاني عن مدينتي كربلاء والنجف في العراق، عندما قال خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الإيراني إن هذه المدينتين تشكلان خطين أحمرين بالنسبة لإيران، ولا يوجد أية قيود أمامنا في نوع عمليات الدفاع عنهما.
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن النظام في إيران يسعى إلى استغلال الظروف الإقليمية المؤاتية ضد جرائم داعش، للحفاظ على حلفائه في العراق وسورية، حيث يظهر بأنه يؤيد ويساهم في هذا الإجماع الدولي ضد داعش.