استعرضت صحيفة "
التايمز" في افتتاحيتها أهمية الدور الذي تضطلع به كل من
السعودية وتركيا للقضاء على "تنظيم الدولة"، المعروف بـ "
داعش".
وتؤكد الصحيفة في تقرير نشرته اليوم ضرورة جلب السعودية وتركيا للقتال، ودفعهما من موقع المتفرج للمقاتل. فبدون مشاركة فاعلة من هاتين الدولتين اللتين تعتبران من دعائم الأمن في المنطقة، فسيفشل
التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ورأت الصحيفة إن الغرب محق في قيادته للتحالف الدولي؛ لمواجهة خطر "تنظيم الدولة" في العراق والشام المعروف بـ"داعش"، وتتابع: "الغرب بنى تحالفا قويا، وإن جاء متأخرا ضد تنظيم الدولة، فالتهديد الإرهابي دولي؛ وبالتالي يجب أن يكون الرد عليه دوليا".
وتشبه الصحيفة التحالف الدولي بـ"حلوى دبلوماسية"، من المتوقع أن ينهار أمام الواقع الصعب الذي تتداخل فيه حربان أهليتان، مضيفة أن ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، مع كونه مشغولا للحفاظ على وحدة بريطانيا ومنع انفصال اسكتلندا، إلا أن عليه أن يجد الوقت الكافي للانضمام إلى الرئيس الفرنسي، خاصة أنهما متفقان على تحويل هذا التحالف لتحالف عسكري قادر على الانتصار ضد "عدو شرس"، بحسب التقرير.
وهذا يعني، كما تقول الصحيفة، تحويل التعهدات لالتزامات قوية؛ من خلال جنود ومعدات عسكرية. كما يعني جلب السعودية وتركيا للقتال.
وتشير لدعم عشر دول عربية للرئيس باراك أوباما واستراتيجيته، التي طال انتظارها من أجل "إضعاف وتدمير" المتطرفين. ولكنها تعلق "من السهل على الحكومات الإسلامية التبرؤ من الوحشية، ولكن سيكون من الصعب على
تركيا وضع ثقلها خلف حملة يمكن أن يستفيد منها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حتى وإن في المدى القصير. وبنفس السياق، من الصعب على الرياض مهاجمة المتطرفين السنة لتحقيق منافع استراتيجية للحكومة التي يتسيدها الشيعة في العراق، وكذا منفعة إيران".
وتقول وكالة الاستخبارات الأميركية إن عدد المقاتلين التابعين لـ"تنظيم الدولة" يصل إلى 31.000 مقاتل. وبعض مراكز القيادة التابعة لهم خاصة في مدينة الرقة معروفة، لكن خريطة التحرك من ناحية خطوط الإمدادات وتركيز قواتهم وتوزيعها على المناطق تتغير، وهم - على ما تقول الصحيفة - اختلطوا الآن مع المدنيين لاستخدامهم دروعا بشرية.
وتعتقد الصحيفة أن استراتيجية القضاء على جنود ما يعرف بـ "الخلافة"، اعتمادا على القوة الجوية لن تكون كافية. فهناك حاجة لقوات برية. فالجيش العراقي يقاتل في المقدمة، لكنه أثبت أن 25 مليار دولار أميركي أنفقت عليه لم تنفع، وانهار أمام هجوم "تنظيم الدولة".
وتشير الصحيفة إلى أن الجيش السوري الحر يبحث عن دور قيادي في المواجهة مع "داعش" في سورية. وفي حالة أقر الكونغرس ميزانية 500 مليون دولار طلبها الرئيس باراك أوباما فسيحصل على الدور القيادي الذي يرغب به، لكنه ضعف بعد ثلاثة أعوام من القتال ومن دون دعم خارجي.
وفي الوقت الذي استبعدت فيه كل من الولايات المتحدة وبريطانيا نشر قوات برية باستثناء القوات الخاصة التي يتزايد عددها في المنطقة، مما يجعل انضمام القوات السعودية والتركية للقتال ضرورة، على الأقل من ناحية التدريب إن لم تكن بأعداد كبيرة.
ويعتبر الجيش التركي ثاني أكبر الجيوش في الدول الأعضاء في حلف الناتو، ولديه حدود طويلة مع سورية (560 ميلا)، مما سهل للجهاديين الراغبين في القتال بسورية المرور منها، وفق ما ذكرته الصحيفة.
وتقول الصحيفة إن عضوية تركيا في حلف الناتو يجعلها تنتفع من تعهدات الحماية الجماعية لكل أعضاء الناتو، وعليه فيجب أن تسمح لبقية الدول الأعضاء في الناتو العمل من أراضيها، واستخدام قاعدتها الجوية في "إنشريلك" لاستهداف سورية.
وتؤكد الصحيفة أن السعودية لديها قوة جوية مهمة، نادرا ما استخدمت. ويمثل "تنظيم الدولة" تهديدا مباشرا لقيادتها ورعايتها للحرمين الشريفين في مكة والمدينة.
وتصل الصحيفة إلى خلاصة مفادها بأنه في الوقت الذي تتكاثف فيه الجهود الدولية للرد على التهديد الجهادي فأي حل لن يكون مؤثرا طالما لم تتدخل تركيا والسعودية عسكريا.