بدأ اليوم الأول في مدينة
الرقة (شمال
سوريا)، الخاضعة لسيطرة "تنظيم الدولة"، المعروف إعلاميا بـ (
داعش)، طبيعيا، رغم ما يحدث في المدينة من ممارسات وصفها ناشطون بالسوداوية.
وأظهرت صور التقطت في المدينة لليوم الأول للعيد، والذي صادف أمس السبت، الأطفال وهم يلهون بعدد من الألعاب من بينها المراجيح، ويتناولون أطعمة محببة لهم من مثل (غزل البنات).
وقال ناشطون إن "عددا من الأطفال أيضا يقضون أوقات
العيد في مدينة الألعاب الكهربائية، فيما شغل أطفال آخرون أوقاتهم بركوب الأحصنة.
وأضاف ناشطون، رفضوا الكشف عن أنفسهم حرصا على أمنهم من ملاحقة عناصر التنظيم، أنه "منذ صباح أمس السبت الباكر، بدأ أهالي الرقة بتبادل الزيارات المعتادة في الأعياد، ومنهم من ذبح الأضاحي وقام بتوزيعها".
وأوضح الناشطون أنه "في عيد الاضحى عادة الناس يذهبون إلى الحدائق والمنتزهات مع أطفالهم، كأحد أجواء العيد، حيث ترى الاطفال في كل مكان، في محاولة للتغلب على شروط الحياة الصعبة من نقص الخدمات، في ظل سيطرة التنيظم على المدينة".
من جانب آخر، لاحظ الناشطون "غيابا كبيرا لعناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" من شوارع المدينة، من مثل سيارات الحسبة، التي تشاهد بشكل يومي عادة، بينما في شوارع أخرى، قام عناصر من التنظيم بذبح الاغنام، وتوزيع لحومها عل المحتاجين من أهالي المدينة".
وفسر الناشطون ذلك بأنها "ربما محاولة من عناصر التنظيم في هذا العيد، من أجل عودة ثقة الاهالي بهم، بعدما شعروا بالكره الشديد لهم، وذلك بسبب تصرفاتهم ضد الاهالي".
ولفت الناشطون أيضا إلى أن "بعض المحلات التجارية، وبشكل خاص (المطاعم)، فتحت أبوابها من أجل استقبال الأهالي، فيما أغلقت محال أخرى أبوابها متوافقة مع عطلة عيد الأضحى".
ومضى اليوم الأول من العيد هادئا على الصعيد العسكري، ولم يشن طيران التحالف الدولي أي غارة جوية على المدينة، باستثناء رصد طائرة استطلاع للتحالف، حلقت في الصباح الباكر لمدة نصف ساعة، قبيل مغادرة سماء المدينة، بحسب الناشطين.
وتشن الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لها، منذ نحو أسبوعين، غارات جوية في سوريا ضدّ أهداف لـ "داعش"، مستكملة بذلك هجمات مماثلة بدأتها في أغسطس/ آب، بالعراق ضد التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في البلدين الجارين، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويضم عددا كبيرا من المقاتلين الحاملين لجنسيات غربية وعربية.
ومنذ منتصف مارس/آذار (2011)، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من (44) عاماً من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية، وقوات المعارضة، حصدت أرواح أكثر من (191) ألف شخص، بحسب إحصائيات الأمم المتحدة.