استقبل الرئيس
الجزائري، عبد العزيز
بوتفليقة، الأربعاء، المبعوث الأممي والعربي المشترك السابق إلى سوريا، الأخضر
الإبراهيمي، في أول ظهور له منذ قرابة الأسبوعين بشكل أثار تساؤلات وانتقادات من المعارضة حول حقيقة وضعه الصحي.
وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية في خبر مقتضب: "استقبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة الدبلوماسي الجزائري ووزير الخارجية الأسبق الأخضر الإبراهيمي".
ونشرت الوكالة صورة اللقاء الذي جمع بين الرجلين دون تقديم تفاصيل أخرى حول ما دار بينهما من مباحثات.
والأخضر الإبراهيمي هو وزير خارجية جزائري سابق، وتعد زيارته لبوتفليقة الرابعة منذ العام 2013، وكانت آخر مرة زاره فيها في 27 أيار/ مايو الماضي.
ويزور الإبراهيمي الجزائر للمشاركة في إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية الذي يصادف الـ 8 من تشرين الأول/ أكتوبر من كل سنة.
ويعتبر ظهور الرئيس الجزائري أول نشاط رسمي له منذ نحو أسبوعين.
وكان آخر ظهور للرئيس الجزائري على شاشة التلفزيون الحكومي يوم 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، عندما ترأس اجتماعا حضره كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين في البلاد، لبحث الوضع على حدود البلاد مع كل من مالي وليبيا وتونس.
وغاب الرئيس بوتفليقة عن الاحتفال الرسمي بمناسبة عيد الأضحى، وناب عنه رئيس الوزراء عبد المالك سلال، ورئيس غرفة البرلمان العربي ولد خليفة وعبد القادر بن صالح.
وأطلق ناشطون جزائريون على شبكات التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة هاشتاغ تحت عنوان "#أين_الرئيس؟" حقق انتشارا كبيرا على موقعي "فيسبوك" و"تويتر"؛ ما يعكس حالة من "الحيرة" في الشارع عن سبب غياب رئيس الجمهورية عن الأنظار في الأيام الماضية حتى في التلفزيون الحكومي.
وتعرض بوتفليقة لوعكة صحية نهاية نيسان/ أبريل 2013 نقل على إثرها للعلاج بفرنسا، وبعد عودته للبلاد في تموز/ يوليو من السنة نفسها مارس مهامه على شكل قرارات ورسائل ولقاءات مع كبار المسؤولين في الدولة وضيوف أجانب يبثها التلفزيون الرسمي دون الظهور في نشاط ميداني يتطلب جهدا بدنيا بحكم أنه ما زال يتنقل على كرسي متحرك.
وقال مرشح الرئاسة السابق علي بن فليس في مؤتمر صحفي يوم 30 أيلول/ سبتمبر الماضي إن "هناك حالة شغور يعيشها أعلى هرم السلطة، فالمراسيم معطلة وهيئات يتم تسييرها بالنيابة خلافا لما ينص عليه الدستور، كما أن عشرات السفراء الأجانب ينتظرون تسليم أوراق اعتمادهم في غياب من يمنحهم هذا القرار"، في إشارة إلى أن بوتفليقة الذي يملك صلاحية القرار مريض.
وفي الموضوع ذاته، قال بيان صادر يوم 26 أيلول/ سبتمبر الماضي عن تحالف يضم أغلب القوى المعارضة في البلاد يسمى "هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة"، إن هذه القوى "ترفض حالة الشغور لمنصب رئيس الجمهورية الذي جعل مؤسسات الدولة في حالة عجز واضطراب، ومستقبل البلد في خطر، وجعل الجزائر غائبة عن الساحة الدولية".
ورد رئيس حزب تجمع أمل الجزائر، عمّار غول، الداعم لبوتفليقة، وهو أيضا وزير النقل الحالي على هذه الانتقادات بالقول إن "قضية شغور المنصب لا تعني رئيس الجمهورية لأن مؤسسات الدولة ليست مشلولة".
يشار إلى أن الشارع الجزائري ظل منذ تعرض الرئيس بوتفليقة لوعكة صحية في نيسان/ ابريل 2013 عرضة للإشاعات حول تدهور وضعه الصحي، ووصلت حد إعلان وفاته، لكن محيط الرئيس كان يرد في كل مرة على هذه الشائعات بنشر صور له عبر التلفزيون الحكومي وهو يستقبل ضيوفا أجانب أو مسؤولين سامين في الدولة.