قتل 22 شرطيا أفغانيا الاثنين في
كمين نصبته حركة
طالبان في ولاية سار-إي-بول شمال أفغانستان، ما أدى إلى تبادل إطلاق نار استمر ساعات، وأدى إلى مقتل 23 عنصرا من الحركة.
وهذا الهجوم الذي وقع صباحا يظهر الوضع الأمني الهش الذي تعيشه أفغانستان، حيث تواجه القوات المحلية تمردا من حركة طالبان، فيما يستعد حلف شمال الأطلسي لإنهاء مهمته القتالية في البلاد بحلول نهاية العام.
وقال حاكم الولاية عبد الجبار حقبين لوكالة فرانس برس: "لقد سقطوا في كمين على الطريق بين منطقتي لقمان وألف صفيد. وقتل 22 شرطيا وجرح ثمانية ووقع سبعة في الأسر".
وأضاف أن حوالي عشر سيارات تابعة للشرطة احترقت.
والشرطيون الذين قتلوا في الكمين هم ضمن تعزيزات أرسلت لمساعدة زملائهم المحاصرين.
ونفذت الهجوم مجموعة كبيرة من عناصر طالبان.
وأضاف الحاكم أنهم "اتصلوا بالقوات الأجنبية (إيساف) وطلبوا منها دعما جويا، لكنه وصل متأخرا"، مؤكدا أن 23 مقاتلا من طالبان قتلوا أيضا في تبادل إطلاق النار الذي دام عدة ساعات.
وأكد كاظم كينهان المتحدث باسم الشرطة المحلية وقوع الهجوم.
ولم يتسن الاتصال بحركة طالبان، إلا إن الحركة تلجأ عادة إلى نصب الكمائن ضد قوات الأمن الأفغانية.
وصدم انتحاري من طالبان سيارته المفخخة بقافلة عسكرية تابعة لحلف شمال الأطلسي على الحدود الشرقية للعاصمة الأفغانية كابول، ما أدى إلى مقتل مدني أفغاني وإصابة ثلاثة آخرين.
ويعود آخر هجوم يستهدف قوات الأطلسي في كابول إلى 16 أيلول/ سبتمبر حين صدم أيضا انتحاري سيارته بقاقلة تابعة للقوات الدولية، ما تسبب بانفجار قوي أدى إلى مقتل أمريكيين اثنين وجندي بولندي وإصابة 12 مدنيا.
وشهدت كابول قبل أسبوعين سلسلة هجمات انتحارية خلال حفل تنصيب الرئيس الجديد
أشرف غني. وأسفرت عن سقوط 15 قتيلا في صفوف قوات الأمن الأفغانية.
وازدادت الخسائر البشرية في صفوف قوات الجيش والشرطة الأفغانية بشكل كبير في السنتين الأخيرتين، بسبب تزايد المهام الملقاة على عاتق هذه القوات مع مواصلة قوات حلف شمال الأطلسي انسحابها التدريجي من أفغانستان والذي سيكتمل نهاية هذا العام.
ويكاد موسم المعارك ينتهي في أفغانستان مع حلول فصل الخريف، وقد كان داميا بشكل خاص هذه السنة مع معارك عنيفة لا سيما في ولايات هلمند (جنوبا) وقندز (شمالا) ولوغار قرب كابول.
ووقع هذا الحادث الجديد قبل بضعة أسابيع فقط من انسحاب أكبر قسم من قوات حلف الأطلسي (إيساف) في كانون الأول/ ديسمبر.
وما زال حلف الأطلسي ينشر حوالي 40 ألف جندي في أفغانستان.
وينهي حلف الأطلسي مهمته القتالية في أفغانستان في كانون الأول/ ديسمبر 2014. وبموجب اتفاقيتين أمنيتين وقعتهما أفغانستان مع الولايات المتحدة والحلف الأطلسي ستنتشر قوة من حوالي 12500 عسكري، بينهم 9800 جندي أميركي، في هذا البلد. وتشارك في القوة ألمانيا وإيطاليا وغيرهما من دول الحلف.
وتعارض طالبان انتشار القوات الأجنبية وتندد بحكومة جديدة عميلة لواشنطن.
وفي العراق، أدى غياب مثل هذه الاتفاقية الأمنية لعدة أسباب، منها رفض السلطات المحلية منح الحصانة القانونية للجنود الأجانب، إلى الانسحاب التام للقوات الأميركية من هذا البلد في 2011.