شكّك رجل الأعمال
التونسي سليم
الرياحي، مرشح الاتحاد الوطني الحرّ للانتخابات الرئاسية، في قدرة المرشّح الباجي قايد
السبسي، البالغ من العمر 88 عاماً، على تسيير دواليب الدولة في حال فوزه في السباق الرئاسي.
وتساءل الرياحي خلال استضافته في برنامج "لمن يجرؤ فقط" على قناة الحوار التونسي الخاصة، مساء الأحد، حول الوضع الصحّي لقايد السبسي قائلا: "هل سيكون الباجي قادراً على ترؤس المجلس الوزاري الدوري والإشراف على الدبلوماسية التونسية وتطويرها؟".
أحترمه ولكن...
وتابع الرياحي متسائلا: "هل سيكون قايد السبسي قادراً على تحمّل مسؤولية علاقاتنا مع مختلف دول العالم، وعلى استقبال رجال الاعمال الكبار والمسؤولين يومياً؟ هل سيكون قادرا على السفر مدة 12 ساعة و20 ساعة إلى بلدان العالم؟".
وأكد الرياحي أنّ قايد السبسي لن يقدم أيّ إضافة في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية أمام التحدّيات التي تواجهها تونس، لافتاً إلى أن الرئاسة مسؤولية دولة ولا يمكن المجاملة بخصوصها "لذلك لا يمكن للشعب أن ينتخبه لاعتبارات شخصية أو لأنّه رجل طيّب أو لأنّه يطلق النكات حين يخطب"، بحسب تعبيره.
وأضاف الرياحي: "نحن نحتاج إلى من يكون قاطرة الحكومة القادمة، ويغيّر نمط العيش نحو الأفضل.. نحترم الرجل ولكن الشعب يجب ان يتحمّل مسؤوليته.. لا أريد الخوض في سنّه، وأعلم أنّه في صحة جيّدة، لكن هل سيكون قادراً على القيام بواجبه خلال السنوات الخمس القادمة؟".
عودة الفساد
وربط الرياحي انتخاب قايد السبسي بعودة الفساد إلى تونس قائلاً: "إذا تمّ انتخاب السبسي فإن عائلته وأقاربه هم الذين سيحكمون"، في إشارة إلى عائلة "الطرابلسية" أصهار الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الذين كانوا يتحكمون بمفاصل الدولة، بحسب تقارير إعلامية.
وأضاف: "لن نجد الباجي يحكمنا، بل سنجد ابنه وابنته وعائلاتهم وأقاربهم كلهم يحكمون ويتدخّلون.. السيناريو نفسه الذي عشناه مع بن علي، سيحدث مع الباجي وسيعيشه الناس ونعود إلى المنظومة نفسها".
واتّهم الرياحي منافسَه مرشّح "نداء تونس" بالدفع نحو التخويف والاستقطاب الثنائي، وإيهام الناس بأن عدم التصويت لفائدته سيصب في صالح الرئيس الحالي محمد منصف المرزوقي، معتبرا ذلك إقصاءً لبقية المرشحين.
الباجي: هل أخلع ملابسي؟
من جهته؛ هاجم قايد السبسي خصومه خلال اجتماع شعبي السبت الماضي بقصر الرياضة بالعاصمة، قائلا: "إنّ عدة اصوات ارتفعت بعد نجاح نداء تونس، ووجّهت للحزب الشتم والسبّ والانتقاص".
وأشار الباجي إلى ما اعتبرها حملة ضدّه بهدف التشكيك في وضعه الصحي، من خلال إشاعة دخوله المستشفى ووفاته، قائلاً: "هل هناك أفضل معرفةً من الشعب.. انظروا إليّ.. هل تريدونني أن أنزع لكم ملابسي؟"، ما أثار موجة من الضحك والتصفيق بين الحاضرين.
الأوفر حظاً
من ناحية أخرى؛ اعتبر الرياحي نفسه الأوفر حظاً بدعم قواعد "النهضة" له في الانتخابات، مؤكداً أن أنصار الحركة لن يدعموا الرئيس المرزوقي، وسيكون هو الأقرب إلى الفوز بأصواتهم.
ويبلغ المرشّح سليم الرياحي من العمر 42 عاماً، وهو رجل أعمال، ومؤسس ورئيس حزب الاتحاد الوطني الحر، ويتولّى رئاسة النادي الإفريقي، أحد أكبر الفرق الرياضية في تونس.
وفاز الاتحاد الوطني الحرّ بـ 16 مقعداً في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، حيث احتل المرتبة الثالثة بعد حزب نداء تونس وحركة النهضة.
ويعتبر الرياحي أنّ نشأة حزب نداء تونس "أحد أخطاء حكم الترويكا"، ويحمّل حركة النهضة القسط الأوفر من مسؤولية ظهور هذا الحزب.